الجزائر تحتفل برأس السنة الأمازيغية رسميا للمرة الأولى

الجزائر تحتفل برأس السنة الأمازيغية رسميا للمرة الأولى

11 يناير 2018
الإذاعة الجزائرية تحتفل برأس السنة الأمازيغية (فيسبوك)
+ الخط -
احتفل تلاميذ المدارس الجزائرية اليوم الخميس، بعيد رأس السنة الأمازيغية "ناير 2968"، الذي يوافق سنوياً يوم 12 يناير/كانون الثاني، بعد أن ألزمت وزارة التربية المدارس والمؤسسات التربوية بإقامة احتفال، في سياق تكريس الثقافة الأمازيغية، وتعريف الأطفال بمعاني هذا اليوم التاريخية، بعد إقراره كعيد رسمي وعطلة سنوية.
ومنحت السلطات الاحتفال طابعاً رسمياً للمرة الأولى، حيث أقيمت في كل الولايات احتفالات رسمية بإشراف المحافظين، في مسعى لإعطاء الهوية الأمازيغية بعداً وطنياً كمقوم من مقومات الهوية المحلية، وسحبها من ساحة التجاذبات السياسية.

وأقامت مختلف المدارس والمؤسسات التربوية أنشطة وفعاليات ذات صلة بالثقافة الأمازيغية، بينها تنظيم عروض مسرحية، وتقديم الأكلات الشعبية التي تحضرها الأسر الجزائرية ليلة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية منذ عقود، كما دعت بعض المدارس التلاميذ إلى ارتداء الملابس الأمازيغية التقليدية.

واحتضن مسرح الإذاعة الجزائرية الرسمية عرضاً مسرحياً قدمه تلاميذ مدارس بعنوان "ملحمة الناير"، يروي قصة الاحتفال بعيد السنة الأمازيغية التي توارثها الجزائريون باعتبارها رمزا للوفرة والخصوبة والخير، وتم خلال العرض المسرحي استحضار الملابس والرموز الأمازيغية التي تعبر عن مختلف مناطق الجزائر، كلباس الطوارق في الجنوب، واللباس التقليدي لمناطق الغرب مثل تلمسان، واللباس القبائلي المرتبط بمنطقة جبال جرجرة وسط الجزائر، ولباس أمازيغ ميزاب جنوبي البلاد، ولباس الشاوية في منطقة الأوراس في الشرق.

وقالت وزيرة التربية الجزائرية، نورية بن غبريط، خلال الحفل، إن "هذه الفعاليات تساهم في ربط أطفال الجزائر بتاريخهم وجذورهم"، مضيفة أن "الاحتفالات هذه السنة ستكون فاتحة لتعميم تدريس اللغة الأمازيغية وتفعيلها في المؤسسات".






وعممت وزارة الثقافة الجزائرية برنامجاً عبر دور المسارح الجهوية والمراكز الثقافية لتنظيم احتفاليات لإبراز مكانة الأمازيغية في العمق المجتمعي، وإعطاء احتفالات رأس السنة الأمازيغية بعداً رسمياً، بعدما كان الاحتفال يتم على المستوى الشعبي فقط.

وتوارثت العائلات الجزائرية الناير كعادة اجتماعية، وتضم طقوس الاحتفال إعداد طبق "الكسكسي" الذي يسمى "عشاء ياناير"، وإعداد طبق حساء من مختلف الحبوب رمزاً للخصوبة ووفرة المحاصيل الزراعية، كما يتم اقتناء مختلف الحلويات والفواكه الجافة، وخلال العشاء تقوم العائلة بوضع أصغر أبنائها داخل إناء كبير، وسكب الفواكه عليه كرمز للخير.

و"الناير" هو الشهر الأول من السنة الأمازيغية، واليوم الأول يسمى عند الأمازيغ "ثابورث أوسقاس" أول "باب السنة"، وتربط الروايات الشعبية بداية السنة الأمازيغية بيوم انتصار الملك الأمازيغي "شاشناق" على الملك الفرعوني رمسيس الثالث سنة 950 قبل الميلاد، في معركة دارت بمنطقة "بني سنوس" بالقرب من ولاية تلمسان (486 كيلومترا غربي العاصمة الجزائر).


دلالات

المساهمون