ربا قطشة... تحدّي اللجوء بعد الاعتقال

ربا قطشة... تحدّي اللجوء بعد الاعتقال

10 يناير 2018
بعد الإفراج عنها... وقبل اللجوء (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد اعتقالها مرّتَين في سجون النظام السوري في دمشق، اتخذت الناشطة ربا قطشة قرارها بمغادرة سورية والانتقال إلى تركيا، حيث تواجه حياة جديدة مليئة بالتحديات والصعوبات، لا سيّما وأنّها شابة وحيدة في بلاد اللجوء والاغتراب. هي حياة جديدة وسط شعب يتكلّم لغة أخرى ويحمل ثقافة أخرى.

في عام 2012، اعتقلت ربا، في المرّة الأولى، من قبل أمن النظام السوري، بتهمة التظاهر ضدّ النظام. وقضت سبعة أشهر كاملة تنتقل بين معتقلات النظام، قبل أن يُطلَق سراحها مقابل مبلغ مالي كبير. وفي بداية عام 2016، داهمت قوات الأمن العسكري منزلها في دمشق، واعتقلتها لتمضي أشهرا عدّة تحت التعذيب.

تخبر ربا أنّها تعرّضت للصعق بالكهرباء لمدّة خمس ساعات متواصلة، خلال اعتقالها في الأمن العسكري. كذلك تعرّضت للضرب المبرح بالسوط على جسمها الذي لم يكن قادراً على التحمل. فأصيبت بالتالي بالتهاب في الأعصاب وبضرر دائم في أسنانها. ولم تكن ربى لتتخلص من تعذيب السجّان لو لم تدّعِ إصابتها بمرض عصبي.

بعد تسعة أشهر، أُفرج عن ابنة الثامنة والعشرين التي اختارت التوجّه إلى تركيا، من أجل تلقّي العلاج الطبي و"الهروب من أمن النظام وشبّيحته الذين ملأوا دمشق". ولا تخفي ربا أنّها باتت تشعر بالخوف كلّما رأت زياً عسكرياً وحواجز أمن، وما زال الشعور يرافقها حتى في تركيا، وإن كان "الوضع مختلفاً هنا في غياب حواجز الشبيحة والمعتقلات".

في البداية، وصلت ربا، خرّيجة كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، إلى مدينة أورفة جنوبيّ تركيا، قبل أن تنتقل بعد مدّة إلى أنطاكية، ثمّ راحت تتنقّل بين مرسين وأنطاكية. واليوم، تعمل كمترجمة مراسلات تجارية في إحدى الشركات السورية في أنطاكية.

وفي تركيا، تجد ربا "مأمناً من حواجز النظام والشبيحة"، بعدما "باتت سورية سجناً كبيراً". وهي اليوم تنتظر الحصول على بطاقة "كيملك" للحماية المؤقتة، حتى تتمكن من تلقّي العلاج الطبي في المستشفى الحكومي، بسبب ارتفاع تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة، لا سيّما في عيادات الأسنان والأعصاب.

تجدر الإشارة إلى أنّ عمل ربا يؤمّن لها مصروفها الشخصي، فتتمكّن من إعانة نفسها من دون الحاجة إلى مدّ اليد. صحيح أنّ راتبها ليس كبيراً، إلا أنّها راضية به، في انتظار فرصة عمل أفضل، "لا بدّ لك أن تعمل كي تبقى على قيد الحياة". وهي تعيش اليوم مع صديقة لها تتقاسمان إيجار المنزل الذي تقطنانه.

وكانت ربا قد عملت، خلال السنوات الماضية، على توثيق حالات المعتقلين مع عدد من المنظمات، واختبرت كذلك العمل الإغاثي، بالإضافة إلى نشاطات سلمية أخرى.

المساهمون