العراق: الحويجة تتحول إلى خزان بشري تحت رحمة "داعش"

العراق: الحويجة تتحول إلى خزان بشري تحت رحمة "داعش" والقصف الجوي

05 سبتمبر 2017
لا ممرات آمنة لإخراج المدنيين (تويتر)
+ الخط -

مع استمرار تحشيد الحكومة العراقية لقوات الجيش والشرطة وباقي تشكيلاتها القتالية، بما فيها فصائل مليشيات الحشد الشعبي، حول محيط مدينة الحويجة في محافظة كركوك (200 كلم شمال بغداد)، بهدف استعادة السيطرة عليها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، حذّرت منظمات حقوقية عراقية من أن المدينة باتت عبارة عن خزان بشري كبير يحتوي على نحو 100 ألف مدني معرضين للهلاك بسبب القصف الجوي والصاروخي والعقوبات التي يفرضها التنظيم على من يحاول الفرار منهم من المدينة، وتصل إلى حد الإعدام.

وقال مسؤول عراقي في كركوك، إنّ السكان معرضون لمجازر في حالة لم تعالج خطة الهجوم وضع المدنيين.

وأوضح عضو مجلس البلدية في المدينة، محمد النعيمي، لـ"العربي الجديد"، أن القوات العراقية باشرت بعمليات قصف جوي وصاروخي تمهيدي للمدينة، وأوقعت عمليات القصف تلك ضحايا بين المدنيين.

وبيّن أن "الخطة حتى الآن لم تشر إلى وجود ممرات آمنة لإخراجهم، كما أن تكرار القصف العشوائي ينذر بكوارث، وعلى الحكومة أن تتعامل مع السكان على أنهم ضحايا وليسوا خصوما لها، فهم رهائن في نفس الوقت عند داعش".

ولفت إلى أن الحكومة والأمم المتحدة لم تقوما حتى الآن ببناء مخيمات لاستقبال من سيتمكن من الفرار من العائلات، وهذا يعني تكرار مأساة تلعفر مرة أخرى ومن قبلها الموصل، حيث تكدس الآلاف في العراء بلا مأوى ومات منهم العشرات.



من جانبه، قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون في الحويجة، وينوي تنظيم "داعش" استخدامهم دروعاً بشرية لحماية مسلّحيه عند بدء العمليات العسكرية، وسط توقعات بفرار 85 ألف مدني تقريباً عند بدء العمليات العسكرية، ما يفرض على السلطات العراقية والمنظمات الدولية والمحلية تقديم المساعدات اللازمة لهم.

وأشار المرصد إلى أن "داعش أجبر، خلال شهري يوليو/تموز وآب/أغسطس، بعض العائلات على حمل السلاح والقتال معه، كما قامت عناصره بزرع العبوات الناسفة في الشوارع، واحتجاز بعض المدنيين بالقرب من مقرات التنظيم".

القوات العراقية، من جانبها، أكدت أن القصف غير عشوائي ويتم بناء على رصد جوي لمقرات تنظيم "داعش".

وقال العقيد حازم الجبوري، من قيادة عمليات شرق دجلة العسكرية التابعة للجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ القصف لا يمكن اعتباره عشوائيا، ونعلم أن هناك عشرات الآلاف من الأبرياء، لذا نحن نتعامل بحذر مع الموقف، مبينا أن داعش شرع في تغيير مقرات وجوده بين الأهالي والسكان.

إلا أن رئيس جمعية السلام لحقوق الإنسان العراقية، الدكتور محمد علي، أوضح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، تسجيل ما لا يقل عن 30 قتيلا وجريحا، خلال اليومين الماضيين، بفعل القصف الجوي، مبينا أن تنظيم داعش هو الآخر بدأ بنشر دوريات راجلة من عناصره ليلا في الأحراش ومفترقات الطرق والبساتين الداخلية، لمنع فرار أي من العائلات أو الأفراد".