الروهينغا الفارون فاقوا 123 ألفاً والأمم المتحدة تسحب موظفيها

مسلمو الروهينغا الفارون إلى بنغلادش فاقوا 123 ألفاً...يحاصرهم القتل والألغام والجوع

05 سبتمبر 2017
+ الخط -
ارتفع إلى أكثر من 123 ألفاً عدد اللاجئين من مسلمي الروهينغا إلى بنغلادش، 80 في المائة منهم أطفال ونساء، خلال 11 يوماً، حسبما أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، التي رحبت أيضاً باقتراح تركيا بأن تفتح بنغلادش حدودها أمام الهاربين على أن تتحمل أنقرة نفقاتهم، وذلك وسط تزايد المخاوف من اشتداد الأزمة الإنسانية في المخيمات المكتظة.

وأعلنت الأمم المتحدة أيضا أنها سحبت كافة موظفيها من شمالي إقليم راخين لدواعٍ أمنية.

وأشارت إلى أنها سجلت عبور 123 ألفاً و600 شخص هربوا من أعمال العنف في إقليم راخين في بورما ولجأوا إلى بنغلادش، وأن النساء والأطفال يشكلون 80 في المائة من اللاجئين إلى بنغلادش. وعزز وصولهم المخاوف من كارثة إنسانية جديدة، بينما تبذل منظمات الإغاثة جهوداً شاقة للتكيف مع تدفق اللاجئين إلى المخيمات المكتظة أصلا في بنغلادش، والتي يعيش فيها 400 ألف من اللاجئين الروهينغا الذين وصلوها خلال موجات عنف سابقة على مدى سنوات.


وأشادت الأمم المتحدة بمقترح تركيا فتح بنغلادش حدودها أمام الروهينغا الذين يتواصل تدفقهن عبر الحدود مع استمرار أعمال العنف الوحشية على أن تتحمل أنقرة مصاريف هؤلاء اللاجئين، كما دعت الدول الأخرى لاتخاذ خطوات مماثلة.


وقال نور خان ليتون، الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في بنغلادش: "وصول اللاجئين بأعداد كبيرة يخلق أزمة إنسانية هنا". وأضاف أن "الناس يعيشون في المخيمات وعلى الطرق وفي باحات المدارس وحتى في العراء. إنهم يبحثون عن أماكن يلجأون إليها وسيفتقدون للمياه والغذاء".


وأعمال العنف التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بعد أن هاجمت مجموعة صغيرة من الروهينغا عددا من المراكز الحدودية هي الأسوأ التي تشهدها الولاية منذ سنوات.


وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم، أنها سحبت كافة موظفيها من شمالي إقليم راخين لدواعٍ أمنية.


ويشار إلى توقف برنامج الأغذية العالمي عن إيصال إمدادات المساعدات في راخين بسبب مخاوف من "انعدام الأمن". وتأثر بالفعل نحو 250 ألف شخص من الضعفاء في الإقليم بما في ذلك أعداد كبيرة من الأطفال الذين يعيشون على حافة المجاعة.


وتشتبه الأمم المتحدة بأن الجيش البورمي ارتكب انتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية بعد تلك الهجمات. وتعتبر السلطات البورمية الروهينغا مهاجرين غير شرعيين. في حين تعتبر منظمات حقوق الإنسان أنهم يعانون منذ عقود من الاضطهاد.




وتحدثت شهادات لا يمكن التحقق منها عن عمليات قتل جماعية وإحراق قرى من قبل الجيش وبوذيين ومقاتلين من الروهينغا.


وإلى جانب الروهينغا، فرّ 11 ألفاً من سكان راخين البوذيين والهندوس أمام هجمات المقاتلين إلى مخيمات داخل بورما، كما ذكرت الحكومة أخيراً.


ويقول مسؤولون على حدود بنغلادش إن الذين يهربون يواجهون أيضا خطر الألغام الأرضية على الحدود بين البلدين. وجرح ثلاثة أشخاص بينهم طفلان خلال اليومين الماضيين في انفجار ألغام في داخل بورما، وفق منظمات الإغاثة وحرس الحدود.






وقال قائد حرس الحدود منذر الحسن خان، لوكالة "فرانس برس"، إن طفلين من الروهينغا جرحا في انفجار لغم على ما يبدو بينما كانا يحاولان الهرب. وأوضح أنهما "سارا على جسم متفجر وفقد أحدهما ساقه". وبترت ساق امرأة من الروهينغا في المنطقة، أمس الاثنين، ما يثير مخاوف من أن تكون منطقة الحدود قد لغّمت عمداً.


وتابع خان أن عدداً كبيراً من الروهينغا يدخلون إلى أراضي بنغلادش وهم مصابون بالرصاص، لكن من المستحيل معرفة مصدر إطلاق النار، إذ إن قيوداً صارمة مفروضة على دخول وسائل الإعلام إلى إقليم راخين.




وتحول إقليم راخين الفقير في بورما، الحدودي مع بنغلادش، إلى بؤرة للاضطرابات الدينية بين مسلمين وبوذيين على مدى سنوات، لكن دوامة العنف هذه هي الأسوأ منذ 2012 عندما قتل عدد كبير من الروهينغا وأجبر عشرات الآلاف على النزوح.

(فرانس برس)