الشهيد الأسير رائد الصالحي كان يحلم بأن يفتح مكتبة

الشهيد الأسير رائد الصالحي كان يحلم بأن يفتح مكتبة

03 سبتمبر 2017
أصيب في السابع من أغسطس الماضي (عن فيسبوك)
+ الخط -
استشهد الأحد الأسير الفلسطيني رائد الصالحي متأثراً بجراح أصيب بها برصاص الاحتلال الصهيوني في السابع من أغسطس/ آب الماضي، في مخيم الدهيشة، شرق مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، واعتقل على إثرها.


يوم الحادثة، لم يكن المشهد فقط إصابة واعتقالاً، بل كان مؤلماً إلى أقصى حدّ وفق ما يروي تفاصيل تلك الليلة شقيق الشهيد، خالد لـ"العربي الجديد". عند فجر ذاك اليوم كان رائد ينام على سطح المنزل عندما دخلت قوات خاصة من جيش الاحتلال إلى الحي الذي تعيش فيه العائلة. وعند سماع رائد صوت سيارات الجيب العسكرية وصوت شقيقه محمد يناديه ويحذره من الجيش، أفاق مذعوراً وما إن وقف حتى أطلق الجنود عدداً من الرصاصات أصابته بجراح بالغة الخطورة.


اقتحمت بعدها قوات الاحتلال الحي في المخيم، وكان محمد شقيق رائد يصوّر فيديو بث مباشر على "فيسبوك" من غرفته ويمازح أصدقاءه ومتابعيه، فأبلغه أحدهم أنّ جيش الاحتلال اقتحم المخيم. يشير خالد إلى أنّ مسافة قصيرة تفصل الاقتحام والمعرفة به، ووصول جيش الاحتلال إلى منزل العائلة، فما كاد محمد ينبه رائد حتى كانت القوات قد وصلت إلى المكان وتمركزت في نقطة قريبة من المنزل.


يضيف خالد: "اعتقدنا أنّ رائد اعتقل، وصار محمد يقول لأمي كلاماً يهدئها، كونها مريضة وأجرت عمليتي قلب مفتوح، فيما كان يتابع البث المباشر، إلى أن سمعنا صوت أنين رائد يخبرنا أنّه مصاب ويستشهد، وهنا كانت الصدمة، وبدأ الصراخ يعلو من منزلنا".


كان الجنود يحاصرون رائد، ويمنعون الوصول إليه، ومن يحاول من الأهل الاقتراب منه تطلق النار باتجاهه، إلى أن استطاع شقيقه الأكبر بسام أن يصل إليه، بعد محاولات عدة كاد أن يصاب بالرصاص الحي خلالها، ومنها واحدة عندما وصل رائد، حيث كان ضوء ليزر بنادق جنود الاحتلال على رأس بسام، فرفع رائد رجله في الوقت الذي أطلق جندي رصاصته، لتصيب قدمه، وتبقي بسام حياً، بحسب شقيقه خالد.


يشير إلى أنّ مطاردة جرت بين جنود الاحتلال مع كلابهم البوليسية وهم يتبعون بسام الذي استطاع أن ينقل رائد إلى مكان آخر، لكنّهم وجدوه، واعتقلوا رائد بطريقة بشعة، من دون الالتفات إلى حالته الصحية الحرجة، وسحلوه في شوارع المخيم وتركوه ينزف مدة طويلة قبل تقديم العلاج اللازم له.


اعتقل جنود الاحتلال شقيقه محمد بعد أسبوع من إصابته، وتركوا والدته التي اقتحم ضابط المنطقة "نضال" منزلها مصدومة، إذ كشف أمامها صورة رائد وهو على السرير وحالته الصحية سيئة حيث كان معتقلاً في مستشفى "هداسا عين كارم".


تمكنت الوالدة من زيارته مرة واحدة فقط، وعادت من المستشفى تبكي حاله. وكان أحد أطباء حقوق الإنسان قد أبلغ عائلة الصالحي بالوضع الحرج لرائد، فقد كان مصاباً في الكبد والرئتين وإصابات أخرى صعبة وحرجة، بينما أكد نادي الأسير الفلسطيني وجود رائد في غرفة العناية المكثفة.


يتحدث خالد عن الشهيد رائد: "كان لديه حلم بأن يفتح مكتبة، وأن تكون في كلّ شارع من المخيم مكتبة".


لم يعد الشهيد رائد إلى بيته ليحقق حلمه، وبات استشهاده جريمة أخرى يرتكبها الاحتلال الصهيوني بأبناء الشعب الفلسطيني.