مصر: انتقادات حقوقية للحكومة حيال ملف "الطلاب الأقباط المهجرين"

مصر: انتقادات حقوقية لتعامل الحكومة مع ملف "الطلاب الأقباط المهجرين"

24 سبتمبر 2017
تقلقهم العودة إلى العريش بدون ضمانات(محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -


انتقدت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تعامل الأجهزة الرسمية مع ملف الطلبة الأقباط، الذين هُجِّرت أسرهم قسريًّا من مدينة العريش في فبراير/شباط الماضي، عقب استهداف مسلحين عددًا من الأقباط بالقتل وحرق المنازل والممتلكات الخاصة.

وأوضحت المبادرة المصرية في بيان لها، اليوم الأحد، أن مسؤولين حكوميين طالبوا أهالي التلاميذ بالذهاب إلى العريش، وتقديم طلبات نقل، والحصول على الملفات الخاصة بأبنائهم، وتقديمها في المناطق التي يعيشون فيها حاليًّا.

وأشارت إلى أن طلاب جامعة سيناء الخاصة، الذين يقدر عددهم بنحو 80 طالبًا، طالبتهم إدارة الجامعة بالعودة للدراسة بالعريش، والإقامة بمدينتها الجامعية، وتحمل مصاريف تفوق إمكانياتهم المادية، دون النظر إلى استمرار المخاطر التي تودي بحياتهم، لا سيما مع تعذر نقلهم إلى كليات مثيلة في جامعات خاصة خارج محافظة شمال سيناء.

وأصدرت وزارة التربية والتعليم وقت الأزمة قرارات بقبول كافة التلاميذ الأقباط في المدارس الأقرب لسكنهم الحالي، بدون أي أوراق رسمية، كما تم التنسيق بقبول طلاب التعليم العالي بجامعة قناة السويس، وتوفير أماكن لهم بالمدينة الجامعية وتوفير الدعم اللازم لهم، في حين قامت جامعة سيناء بإيفاد أحد الأساتذة أسبوعيًّا إلى مقر الجامعة بمدينة القنطرة، لمساعدة الطلبة على التحصيل الدراسي.

واستقبلت المبادرة المصرية عددًا من شكاوى الأهالي بخصوص تجاهل الحكومة لهم، وضعف المساعدات المقدمة إليهم، والتي تكفي بالكاد الاحتياجات الأساسية، ومن مستقبل أبنائهم الغامض، خصوصاً بعد أن طالبتهم مدارس بملفات أبنائهم من مدارسهم السابقة في العريش، كما طلبت بعض إدارات الجامعات من الطلاب الانتظام في العام الدراسي بمدينة العريش، والإقامة فيها على مسؤوليتهم الشخصية.

ورأت المبادرة المصرية أن تدخلات المسؤولين التنفيذيين والقيادات الإدارية إبَّان الأزمة، جاءت نتيجة التأثر بالضجة الإعلامية التي أثارها تهجير الأسر، مع عدم إدراك حجم المشكلة، وغياب أي خطة للتعامل مع تداعياتها.



وأضافت أن هذا التعامل يؤكد المخاوف التي طرحتها في تقريرها "موت مُعلَن، تقرير تحليلي عن وقائع القتل والتهجير القسري بحق أقباط العريش"، حول مصير هذه الأسر، وفترة إقامتها خارج العريش، وخطة الحكومة البديلة لتحسين ظروف الحياة في المدينة، وإزالة الأسباب التي دعت مسيحيي المدينة إلى مغادرتها، وتساءلت إن كانت الحكومة ستكتفي بما وفرته من شقق سكنية صغيرة بالإيجار، وتجهيزها بالأثاث فقط.

وجددت المبادرة المصرية، مطالبها بوضع خطة ملائمة ومحددة زمنيًّا لضمان حماية مَن يرغب من المهجرين بالعودة إلى العريش، أو مساعدة من يريد البقاء في المناطق الجديدة مع توفير فرص عمل، وتقديم تعويضات متناسبة مع حجم الممتلكات لمن يريد التصرف بممتلكاته وعدم العودة إلى العريش.




كما طالبت وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم بتشكيل لجنة مهمتها تذليل العقبات الإدارية أمام التحاق الطلبة بكليات مثيلة وفي نفس السنة الدراسية، وكذلك نقل ملفات الطلاب إداريًّا بدون الحاجة إلى عودة أسرهم إلى العريش.

ورصدت المبادرة بعض شهادات الطلبة وأسرهم، ومنها شهادة طالب في كلية الصيدلة يعيش حاليًّا في مركز طما بمحافظة سوهاج، الذي قال: "إحنا قضينا (ترم) في كليات مختلفة، أنا كنت في جامعة قناة السويس، لكن عرفنا إننا لازم نرجع السنة دي رغم إنهم قالوا وقت ما سيبنا العريش إننا مش هنرجع تاني غير لمَّا الأمن يرجع".

"كان عندنا مواد لازم ناخدها في الصيف، لكن للأسف معرفناش ﻷنها كانت بتدرس في العريش بس، ودلوقتي مش عارفين السنة الدراسية هتبدأ وإحنا فين. أنا شخصيًّا خايف أرجع العريش وفي نفس الوقت مش عارف هأعمل إيه في مستقبلي".

وقالت والدة طالب بكلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة سيناء: "العميد قال لازم يرجع العريش، بس إحنا طبعا خايفين، وحاولت أحوّله لجامعة تانية خاصة، قالوا لنا يبقى لازم يبدأ من أول سنة تاني ﻷن ده نظام الجامعات الخاصة، وأنا ابني في تالتة دلوقتي، حرام أخلِّيه يرجع يبدأ من الأول، وده كمان مكلف جدًّا، ﻷن مصاريف السنة الواحدة تصل إلى 25 ألف جنيه".

وأضافت "العميد قال لابني إنتو كلفتوا الجامعة كتير ﻷن الدكاترة وقت الأزمة تبرعوا ييجوا يدّوه هنا، دلوقتي الدكاترة مش موافقة ترجع تسافر تاني، السنة اللي فاتت كانت استثناء بضغط من وزير التعليم العالي، لكن السنة الجديدة الوزير معملش حاجة".

وقالت طالبة في كلية الإعلام تعيش في مدينة بورسعيد: "خلال شهر يوليو اتصل بي رئيس قسم العلاقات العامة في كلية الإعلام في العريش وقال لي: لازم تشوفي سكن جُوه الجامعة ﻷن مفيش دكاترة تاني هيروحوا يدونا في فرع الجامعة بالقنطرة زي السنة اللي فاتت، يعني لازم أروح العريش تاني وأسكن في بيت الجامعة وده غالي جدًّا، غير كده مصاريف الكلية لوحدها كبيرة، يعني سكن الجامعة تقريبًا 11 ألف جنيه، هنجيب منين دلوقتي كل الفلوس دي؟".

وتابعت "إحنا خايفين نروح نقعد جُوه العريش في بيت الكنيسة، أنا سمعت إن فيه مسيحيات قعدوا جوه سكن الطلبة لكن لبسوا حجاب، وأنا يستحيل أعمل كده، أنا بقالي سنتين بجيب امتياز وكان حلمي أكون معيدة، لكن للأسف حتى لو فكرت أحوِّل لجامعة تانية لازم أبدأ من الأول، فأنا هرجع العريش بس وأنا خايفة".




وقال طالب في كلية الصيدلة يقيم بمحافظة الإسماعيلية: "وعدونا إننا مش هنرجع العريش غير لمَّا يحصل تغيير في الأوضاع، وإحنا مسمعناش إن فيه تغيير أو إن المسيحيين رجعوا العريش، والاختيارات كلها صعبة، يعني سكن الجامعة غالي جدًّا، ومفيش قدامنا غير إننا نرجع نقعد في العريش في استراحة الكنيسة وده خطر، وعدونا يسهّلوا إجراءات نقل الورق، قالوا ده من سنة ومحصلش. السنة دي قالوا كلية الصيدلة لِسَّه جديدة ومفيش سنة رابعة موازية بالفرع لازم ترجعوا العريش".



المساهمون