مرضى يحلمون بمستشفى مجاني لعلاج السرطان في الجزائر

مرضى يحلمون بمستشفى مجاني لعلاج السرطان في الجزائر

22 سبتمبر 2017
مركز لعلاج السرطان في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -
"ما أصعب أن يصدق مريض بداء قاتل أن الشفاء قريب، في البداية تبدأ معاناته مع الآلام، وبعد فترة تتضاعف المعاناة بسبب جهد السفر، فلا الألم يزول ولا المسافة تتقلص"، هكذا وصفت سيدة جزائرية معاناة ابنها الصغير المريض بسرطان الدم.

بات السرطان مرضا شائعا في الجزائر، مما تسبب في انتشار مطالبات متعددة بإطلاق حملات تبرعات لبناء أكبر مستشفى لعلاج الداء القاتل بأموال فاعلي الخير، على أن يكون العلاج مجانيا.

تقول فاطمة حمدي، وهي راعية إحدى المبادرات، إن الفكرة بدأت تلقى صدى جماعيا لدى الجزائريين، مضيفة لـ"العربي الجديد"، أن "كل جزائري يتوق لرؤية مستشفى كبير مجهز بأحدث التقنيات ووسائل العلاج ليمنح فرصة العلاج المجاني لمرضى السرطان".
وتوضح أن "فكرة المستشفى تراود العديد من الجمعيات الخيرية الجزائرية ومنظمات المجتمع المدني، خصوصا وأن الجميع يشعر بمدى خطورة المرض وتفشيه في الجزائر، كما تثير مخاوف جماعية تدفع إلى المضي نحو تدشين الفكرة في أرض الواقع".

وتقوم العديد من الجمعيات بنشاطات متواصلة للتضامن مع مرضى السرطان عبر مختلف الولايات، لكن تقتصر هذه النشاطات على تقديم مساعدات مادية، وتنظيم زيارات ميدانية، ويقول نور الدين، وهو عضو في إحدى الجمعيات الخيرية بولاية باتنة شرقي العاصمة الجزائرية، إن "مبادرة إنشاء مستشفى كبير يجب أن تخضع لمراقبة السلطات، ويتحتم أن يضم خبراء لبحث أسباب زيادة حالات الإصابة سنة بعد أخرى".

وتضم الجزائر حاليا سبعة مراكز لعلاج السرطان، يستفيد منها نحو 42 ألف حالة مسجلة لدى وزارة الصحة، إلا أن المرضى يشتكون من نقص تجهيزات متابعة العلاج، وتباعد المواعيد، خصوصا لمن بدأ العلاج الكيميائي، حيث يجد نفسه مضطرا لانتظار دوره، أو اللجوء إلى مراكز خاصة تكلف الكثير من المال.

وتظل رحلة العلاج في المدن الداخلية أصعب، يقول سيد علي، لـ"العربي الجديد"، إنه عاش تجربة مريرة مع المرض، فهو يعيش بولاية سيدي بلعباس، "في البداية كان العلاج عبارة عن مهدئات كمنوم مؤقت في قريته النائية، بينما أنتظر أسابيع للحصول على موعد في مركز علاج السرطان بولاية وهران، عاصمة الغرب الجزائري".

وينتظر آلاف المرضى أن تتحول المبادرة إلى مشروع حقيقي بدلا من المناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويقترح البعض أن يتصدى الأطباء لتنفيذ الفكرة، وأن يكون للجمعيات الخيرية دور في جمع الأموال في إطار حملة تضامن وطنية بكل الولايات.

دلالات

المساهمون