980 عائلة سورية منسية في "مخيم زيزون"

980 عائلة سورية منسية في "مخيم زيزون"

21 سبتمبر 2017
مخيم زيزون للاجئين السوريين (فيسبوك)
+ الخط -

استقبل مخيم "زيزون" آلاف النازحين السوريين من ويلات القصف والعمليات العسكرية منذ عام 2012، في ظروف مأساوية بسبب تبدل الطقس المتلازم مع الجوع وغياب الرعاية الصحية، والبطالة.

وقال مدير المكتب الإعلامي بالمخيم، أبو سامر الشامي، لـ"العربي الجديد"، إن "المخيم الذي كان معسكراً صيفياً لمنظمة طلائع حزب البعث الحاكم، فتح أبوابه عام 2012 لأهل طفس، وبعد أن تحررت من النظام استضاف المخيم أهل نوى، وعدداً من أهالي ريف دمشق، وبعد تحرير نوى، حضر أهل عتمان والشيخ مسكين وغيرها، وقبل 7 أشهر نزح أهل حوض اليرموك الخاضع لسيطرة جيش خالد بن الوليد، وبقي منهم في المخيم نحو 400 عائلة، وحالياً تنزح إليه العائلات التي يتم إخراجها من المدارس بسبب بدء العام الدراسي".

وبين أن "تعداد القاطنين في المخيم حالياً يبلغ 980 عائلة تقريباً، يعيشون حياة صعبة للغاية، وخاصة العائلات النازحة من حوض اليرموك، والذين يسكنون خياماً يدوية الصنع عمادها قصب وبطانيات وشوادر مهترئة من حرارة الشمس، والأرض التي تقام عليها الخيام سيئة، فهي منحدرة وتتجمع مياه الأمطار بها، كما يفتقد المخيم إلى طرقات يمكن أن يستخدمها النازحون في الدخول والخروج في الشتاء دون أن يغوصوا في الأوحال".

وأضاف الشامي "يفتقد الأهالي مع اقتراب فصل الشتاء إلى الثياب ومواد التدفئة وغاز الطهو والكهرباء، وحتى المياه الصالحة للشرب. النازحون القدامى يسكن جزء منهم بغرف المعسكر، وقسم بالمدرسة التابعة للمخيم، وقسم بالمستوصف وقسم بالمسرح، وقسم لازال في الخيام".

وأوضح أن "المواد الغذائية شبه معدومة في المخيم، ونعتمد على منظمة إنسانية واحدة توزع سلة غذائية متواضعة كل 3 أو 4 شهور، تكاد لا تكفي العائلة الصغيرة أكثر من شهر، أما العائلات الكبيرة فتبيعها على الفور لتسديد جزء من ديونها. الناس عايشة من قلة الموت" على حد قوله.

وقال إن "سكان المخيم يعانون من غياب الرعاية الصحية، ولا يوجد حليب للأطفال، كما لم تصلهم منظفات من أكثر من عامين. وأطفال النازحين القدامى يدرس قسم منهم في مدرسة عمورية وقسم بوكالة الغوث بعمورية، وأطفال حوض اليرموك تم استقبالهم مؤخراً ضمن دوام مسائي في قرية قريبة من المخيم".

وتابع أن "حالات الزواج تتم عبر ما يُعرف بكتاب شيخ، ولا توثيق رسمياً له، لأن غالبية الشباب لا يستطيعون الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام لتثبيت زواجهم، وكذا حال المواليد الجدد، والذين تتم ولادتهم بالمجمل على يد قابلات في تل شهاب".

ويرصد أن البطالة أحد أبرز مشكلات المخيم "باستثناء بعض البسطات التي تُباع عليها الخضار أو بعض المواد التموينية، والتي يبقى مردودها المادي ضعيفاً لأن الأهالي لا يملكون المال، لكن بعض الشباب قد يحالفهم الحظ بالعمل في موسم الزراعة لمدة قد تصل إلى 60 يوماً".

وأوضح أن "المخيم بحاجة إلى خيام مقاومة للماء، ومياه صالحة للشرب، فالمياه التي تباع بالصهاريج تسبب العديد من الأمراض، وغياب منظمات الإغاثة الإنسانية رغم أن المخيم يضم نحو 4500 شخص بينهم 2000 طفل، وعشرات الأرامل واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة وجميعهم مهجرون".

المساهمون