أهل دير الزور يواجهون الموت... والأمم المتحدة تناشد

أهل دير الزور يواجهون الموت...والأمم المتحدة تناشد

19 سبتمبر 2017
معاناة النازحين (فرانس برس)
+ الخط -


تغص مواقع التواصل الاجتماعي بصور أطفال وكبار في السن وبأسماء عائلات كاملة من دير الزور قتلوا في القصف الكثيف الذي تتعرض له مختلف أنحاء المحافظة، في الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري والمليشيات الإيرانية الموالية له مدعوماً بالقوات الروسية، مقابل "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي، لطرد تنظيم "داعش" الإرهابي، وسط دعوة الأمم المتحدة جميع الأطراف لضمان حماية المدنيين.

وقال مدير "شبكة ديري نيوز الإخبارية" عامر هويدي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الوضع في دير الزور مزرٍ للغاية، ونحن مهددون بكارثة إنسانية، فدير الزور اليوم محاصرة بالكامل لا مواد غذائية ولا مياه صالحة للشرب ولا رعاية صحية تذكر".

ولفت إلى أن "نحو 5 آلاف نازح من دير الزور وصلوا أخيراً إلى مخيم عين عيسى في ريف الحسكة الواقع تحت سيطرة قوات قسد، في ظل واقع مرير، وهناك من لا يحالفه الحظ بالوصول بسبب ألغام البادية، وآخرون يتم استهدافهم على المعابر المدنية".

وبيّن ذات المصدر أن "مدينة دير الزور خالية اليوم من المدنيين، ومن بقي منهم هم في الغالب عناصر داعش المناصرون، أي عناصر التنظيم من أهل المنطقة"، مضيفا أنه "في الريف ترتكب المجزرة تلو الأخرى، في حين اشتد القصف خلال الـ24 ساعة الماضية، عبر صواريخ ضخمة وصل طول الواحد منها إلى 12 متراً، على محيط المطار العسكري ومدينة الموحسن"، متهماً التحالف الدولي والطيران الروسي بتقصد "استهداف المدنيين الفارين من دير الزور على السفن والعبارات في نهر الفرات".

وأضاف "وثقنا خلال أسبوع واحد من الحملة العسكرية سقوط أكثر من 200 قتيل مدني، وهم لديهم الإمكانات لاستهداف عناصر التنظيم بدقة، إذ يوجهون صواريخهم نحو عناصر التنظيم بسياراتهم، أو حتى بدراجاتهم النارية، وهذا يرجح فرضية أن استهداف المدنيين يتم عن قصد"، معربا عن اعتقاده أن "السبب المرجح هو إفراغ مناطق الصراع لتسهيل دخولها، وتغيير تركيبة سكانها ديموغرافياً وعقائدياً، فالمستهدفون هم السنة للانتصار على داعش، الذي فر أغلب عناصره وقيادته ومن تبقى هم مدنيون".








وأفاد ناشطون من دير الزور بأن "النازحين من أهالي قرى ريف دير الزور يفترشون البراري في ريف البوكمال والميادين، بعد أن نزحوا من قراهم جراء القصف المكثف للطيران الحربي التابع للقوات النظامية والطيران الروسي، وهناك مناشدات لفتح ممر آمن لهم، بعد أن خرجوا دون مواد غذائية أو ماء، وخاصة من ناحية مراط ومظلوم، وسائر الريف الغربي".






كما أفادوا بأن "نحو 2900 نازح من دير الزور وصلوا إلى مخيم عين عيسى في ريف الحسكة، الخاضع لسيطرة "قسد"، وهم في وضع مأساوي جداً، ولا يزال معظمهم في البراري لأن الخيام غير صالحة لإقامة عائلة، فهي عبارة عن خيام لرحلات الصيد، كما تغيب الخدمات من حمامات أو خزانات مياه"، لافتين إلى أن "الواصلين منهم قطعوا مسافات طويلة بسيارات شحن تغطيهم الأوساخ والغبار، حتى إن كثيراً منهم حفاة لا يمتلكون سوى ثياب رثة تغطي أجسادهم".

وكانت الأمم المتحدة دعت جميع الأطراف السورية، إلى ضمان حماية المدنيين من آثار العنف في محافظة دير الزور. وقال المنسق الإقليمي المؤقت للشؤون الإنسانية في سورية، راميش راجاسينغام، في بيان صحافي له أول من أمس الأحد بعد انتشار تقارير تفيد بقتل العشرات من المدنيين جراء القصف، إن "الأمم المتحدة تشعر بالقلق إزاء سلامة وحماية المدنيين الذين هم ضحايا استمرار القتال والغارات الجوية والعمليات العسكرية في دير الزور"، داعياً "جميع الأطراف إلى بذل قصارى جهدها لضمان سلامة المدنيين أثناء تنفيذ العمليات العسكرية والالتزام بمبادئ القانون الإنساني الدولي".

ولفت راجاسينغهام إلى أنه في 14 سبتمبر/أيلول الحالي قيل إن عشرات المدنيين قتلوا في أعقاب عدد من الغارات الجوية في المناطق الشرقية لمحافظة دير الزور. وفي العاشر من الشهر ذاته، ضربت غارات جوية نقطة عبور في بلدة البوليل، ما أسفر عن قتل وجرح عشرات المدنيين.

دلالات