مسعفو سيناء في خطر

مسعفو سيناء في خطر

19 سبتمبر 2017
تبكي ولدها (محمود بكار/ فرانس برس)
+ الخط -
يتعرّض المسعفون العاملون في إطار وزارة الصحة المصرية في محافظة شمال سيناء، إلى مخاطر كثيرة قد تودي بحياتهم، تُضاف إلى صعوبات المهنة، من جرّاء الوضع الأمني في سيناء. الهجمات التي تتعرّض لها قوّات الأمن المصرية في هذه المنطقة لا تستثني المسعفين، وكان آخرها الهجوم الإرهابي الذي استهدف رتلاً لقوات الشرطة غرب مدينة العريش، ما أدى إلى إصابة أربعة مسعفين شاركوا في نقل الجثث والإصابات من مكان الحادث.

ولم يلقَ المسعفون الذين أصيبوا أثناء الهجوم، وهم الحسن محمد سند، ومحمد نصر عبد الرحمن، ومحمود حمدي حسني، ويامن سعودي أحمد، الاهتمام اللازم من الدولة، علماً أنهم مسعفون يخاطرون بحياتهم لإنقاذ آخرين في هذه المنطقة.

وفي التفاصيل، يقول أحد المصابين لـ "العربي الجديد": "أُبلغت نقطة الإسعاف التي أعمل فيها بوقوع هجوم إرهابي كبير على الطريق الدولي الرابط بين مدينتي العريش وبئر العبد، ما دفعنا إلى التوجه فوراً إلى المكان. وخلال نقل عدد من الجثث والإصابات، تعرضت سيارتا إسعاف لإطلاق نار مباشر من قبل المسلحين المهاجمين للرتل، إضافة إلى تفجير عبوة ناسفة على جانب الطريق، ما أدى إلى إصابة العاملين الأربعة المتواجدين في السيارتين". ويوضح أنه لو لم يتمكن السائقان من التحرك بسرعة بعيداً عن منطقة الاستهداف، لمات من كان في السيارة بسبب استمرار إطلاق النار في تلك المنطقة من قبل المسلحين الذين تعمّدوا قطع طريق الإمداد والإسعاف عن الرتل المستهدف على الطريق".

ولطالما قتل أو أصيب رجال الإسعاف برصاص الأمن المصري (بسبب الكمائن المنتشرة في محافظة شمال سيناء)، أو برصاص الجماعات المسلحة التي تعتبر العاملين في الإسعاف داعمين للأمن المصري، ما يجعلهم جزءاً من الاستهداف، على غرار ما حصل مؤخراً في هجوم غرب العريش. في هذا السياق، يقول جهاد أحمد (اسم مستعار)، وهو أحد سائقي سيارات الإسعاف التابعة لمستشفى العريش العام، إنّه في كل مهمة عمل لنقل جرحى أو قتلى من قوات الأمن أو المدنيين، نعيش مخاطرة كبيرة بسبب احتمال استهدافنا من قبل قوات الأمن (ولو عن غير قصد)، أو من المسلحين.



ويوضح لـ "العربي الجديد" أنّ تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، يتعامل مع العاملين في قطاع الإسعاف، التابع لوزارة الصحة المصرية، كأفراد من الأمن، ما يعني أن استهدافهم ليس محرّماً. لذلك، يُطلق النار على سيارات الإسعاف في حال دخلت إلى مناطقهم. ويؤكد أنّ العاملين في الإسعاف لا يفرقون بين المحتاجين للرعاية، سواء أكانوا مدنيين أو عسكريين، أو حتى من التنظيم، لافتاً إلى أن "العمل الإنساني الذي هو أساس عمل الإسعاف لا يفرق بين إنسان وآخر". كذلك، يبيّن أن عدد المسعفين المصابين برصاص قوات الأمن أكبر من عدد المصابين برصاص مسلحي الجماعات الجهادية على مدار السنوات الأربع الماضية.

وتنتشر عشرات نقاط الإسعاف في مناطق محافظة شمال سيناء. ومنذ عامين، سحبت سيارات الإسعاف من مدينة رفح والشيخ زويد، بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة، وعدم اهتمام وزارة الصحة بالوضع الصحي في المدينتين. ولطالما طالب أهالي رفح والشيخ زويد بضرورة توفير سيارة إسعاف واحدة لخدمة آلاف المواطنين في المدينتين، إلا أنّ وزارة الصحة ومجلس مدينة رفح ومحافظة شمال سيناء لم تهتم بهذا المطلب، وغيره من المطالب.

يقول شيخ قبلي لـ "العربي الجديد" إنّ العاملين في مجال الإسعاف في وزارة الصحة لا يهرعون لإنقاذ المصابين من المدنيين في مناطق الاستهداف في رفح والشيخ زويد، بالمقارنة مع استجابتهم الفورية لأي استهداف تتعرض له قوات الأمن في المناطق نفسها. أما الحجة، بحسب الشيخ، فهي التنسيق والحماية من القوات الأمنية. لكن في حال كان الضحايا من المدنيين، فيكون المسعفون أكثر عرضة للاستهداف من قوات الأمن قبل المسلحين، وهو ما عرّض حياة المئات للخطر، إذ أن عدد المصابين من المدنيّين أكبر من قوات الأمن.