جولة فلسطينيات الجيل الثالث للنكبة بقرية البصة المهجّرة

جولة فلسطينيات الجيل الثالث للنكبة في قرية البصة المهجّرة: عدنا

البصة

ناهد درباس

ناهد درباس
11 سبتمبر 2017
+ الخط -
بادر مشروع "عدنا" الفلسطيني التطوعي بتنظيم جولة إلى قرية البصة الفلسطينية المهجرة بمشاركة طالبات في المرحلة الثانوية، وهن من الجيل الثالث للنكبة، مساء أمس الأحد.

وكانت مرشدة الجولة، التي رافقها "العربي الجديد" (انظر التقرير المصور أدناه)، حنان واكيم، من مشروع "عدنا"، وهي بدورها مهجّرة من قرية البصة ومن الجيل الثالث للنكبة.

ويهدف مشروع "عدنا" الوطني التطوعي إلى تعزيز قيمة التطوع للبلد، ومعرفة تاريخه وحاضره، والتشبيك مع مجموعات شبابية من البلدان المختلفة، والتخطيط الفعلي للعودة الى القرى المهجرة. وهو مشروع مشترك بين ثلاث جمعيات عربية من الداخل الفلسطيني، وهي "المهجرين"، و"بلدنا" و"المؤسسة العربية لحقوق الإنسان".

واحتلت قرية البصة يوم 14 مايو/أيار 1948 في عام النكبة، وأقام الاحتلال على أنقاضها مستوطنة شلومي وكيبوتس بتسات. أما الكنيسة الأرثوذكسية في القرية التي أغلقت قبل عامين، فاستمرت في استقبال أبناء البلدة المهجرين لإقامة طقوس العمادة، وإكليل الزواج فيها، إلى حين إغلاقها.

غالبية معالم القرية هدمت بالكامل، وبقي منها مقام الخضر، ومسجد مهجور، والكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية، إضافة إلى مبنى الستات والذي يقف مهجوراً بجانب شجرة الخروب وأشجار النخيل.

وتقع قرية البصة في أقصى شمال غرب فلسطين، ملاصقة للحدود اللبنانية وتبعد قرابة الكيلومترين عن جنوب رأس الناقورة، و19 كيلومتراً عن مدينة عكا، وترتفع على هضبة تعلو 75 متراً فقط عن سطح البحر إلى الشمال من وادي البصة، عند أقدام جبل المشقح الذي يحدها من الشمال ويشكل فاصلاً بين فلسطين ولبنان، وهي قريبة من البحر الأبيض المتوسط، ويتبعها سهل منبسط من جهتي الغرب والجنوب يصل إلى البحر.

في عام 1948، كان عدد سكان البصة نحو 4000 نسمة، يقيمون في ما يزيد عن 700 منزل، سكنها مسلمون ومسيحيون.






وقالت المشاركة ربى ديب، وهي مهجرة من قرية البروة: "الجولة جعلتني أشعر بالانتماء أكثر، البصة قرية حلوة، أحببت تصميمات منازلها القديمة، فالبناء من الحجارة القديمة هو تراثنا".

وأضافت "جدي مصطفى ولد في قرية البروة المهجرة وهو متعلق بها كثيرا. عندما يذكرون الموضوع أشعر برغبتي في البكاء على ما حصل بالنكبة، لأنه حرام. زرت البروة، وأنا أسكن في قرية الجديدة اليوم، بعد النكبة تهجر جدي والعائلة من قرية البروة وعاشوا في قرية يركا الدرزية مدة عامين حتى هدأت الأحوال".

وفي حديث مع المشاركة سالي واكيم، قالت: "أنا من الجيل الثالث للنكبة، جدي ولد في قرية البصة. البصة تعني لي الكثير، جئنا كثيراً إلى هنا وزرتها مرات عدة. أشعر كأنني عشت فيها رغم أنني لم أولد هنا، وذلك لأنني سمعت الكثير عنها، وهي موجودة في ذاكرة جدي الذي يحاول دائماً أن يحييها فينا في كل مناسبة وفرصة. أشعر بأن البصة بلدي رغم الصراع والتخبط".

وقالت المرشدة حنان واكيم: "بعد الاحتلال سكن مستوطنون من رومانيا وهنغاريا في بيوت البصة القائمة، والتي بقيت كما هي. وبعدها قرروا هدم البيوت لأنهم لا يريدون استعمالها، بل أرادوا بناء مستوطنات لهم. بدأو في هدم القرية عامي 1953 و1954، وتوجد لدينا صور نرى فيها قرية البصة كاملة، وجزء من الصور يظهر فيها المستوطنون وهم يمشون ويقطنون بها.

وأضافت واكيم "كان في البصة قبل النكبة بناية تسمى (القهوة) كانت عبارة عن محطة تاكسيات ونزل (فندق)، وكان التجار والمهربون ينامون فيه. وموقع البصة استراتيجي يصل بين لبنان وعكا، وتطل على البحر، وكان القطار يمر فيها".

توجد في القرية المهجّرة مقبرتان: المقبرة الإسلامية بنيت عليها كلية ولا يوجد لها أثر، والمقبرة المسيحية نستطيع أن نرى فيها بعض القبور المفتوحة.

أهالي البصة الذين هجّروا بغالبيتهم إلى لبنان في عام النكبة، بقي القليل منهم في قرى معيليا وكفر ياسيف والمزرعة وعكا الجديدة.

ذات صلة

الصورة

سياسة

صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مصادرة ثمانية آلاف دونم إضافية من الأراضي في غور الأردن أعلنت أنها أصبحت أراضي تابعة لها
الصورة
نازحون فلسطينيون يلعبون الكرة الطائرة في المواصي في جنوب غزة (العربي الجديد)

مجتمع

من وسط أحد المخيّمات العشوائية في رفح جنوبي قطاع غزة، تصدح ضحكات النازحين. ويحاول هؤلاء إيجاد هامش لهو لهم في ظلّ المأساة، فيلعبون كرة الطائرة.
الصورة
نازحون فلسطينيون في رفح (عبد زقوت/ الأناضول)

مجتمع

يتخوّف النازحون في رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة من اجتياح قوات الاحتلال هذه المدينة التي تُعَدّ ملاذاً أخيراً لنحو مليون ونصف مليون فلسطيني.
الصورة
فلسطينيون في شمال سورية (عامر السيد علي)

مجتمع

على مساحة كانت جرداء حتى ما قبل عامين، بنى فلسطينيون لاجئون في سورية قرية صغيرة، تعد إقامتهم فيها فصلاً في رحلة لجوء عمرها 75 عاماً منذ النكبة الفلسطينية

المساهمون