مدرسة جب الذيب الفلسطينية... قلم الرصاص يواجه بندقية الاحتلال

مدرسة جب الذيب الفلسطينية... قلم الرصاص يواجه بندقية الاحتلال

10 سبتمبر 2017
مدرسة جب الذيب الفلسطينية (فيسبوك)
+ الخط -



أراد الاحتلال الإسرائيلي، أن يغتال مستقبل الأطفال الفلسطينيين في منطقة جب الذيب الفلسطينية، وهي إحدى القرى التابعة لقرية بيت تعمر شرقي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وحارب ببندقيته العسكرية قلم الرصاص، لكن الحصول على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بمنع هدم مدرسة القرية فوّت الفرصة على جيش الاحتلال.

حكاية المدرسة بدأت قبل افتتاح العام الدراسي الجديد بيوم واحد، في 23 أغسطس/آب الماضي، إذ هدم الاحتلال الإسرائيلي المدرسة التي لم يكن مضى على بنائها آنذاك سوى ثلاثة أيام، بغرض تخفيف العناء على أكثر من 64 طالباً يقطعون مسافة خمسة كيلومترات باتجاه مدارس في قرى مجاورة، إضافة إلى أن الأهالي يريدون تثبيت الأرض وتعزيز صمودهم فيها.

هدمت المدرسة مع بداية العام الدراسي الجديد، ولم يجد الطلبة مقاعدهم الدراسية بعد أن حطمتها جرافات الاحتلال، لأن الاحتلال ذاته يريد الأرض ويحاول بشتى الطرق أن يمحو معالم الفلسطينيين منها، ويشتد خوفه أكثر لأن المدرسة ستعلم الأطفال البقاء.

ويقول حسن بريجية ممثل اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، إن الاحتلال أراد من خلال هدم المدرسة أن يقول لأهالي جب الذيب "لا وجود لكم هنا"، هذا التحدي خلق إصراراً عند نشطاء المقاومة الشعبية بأن تفتتح المدرسة وفي اليوم الأول من العام الدراسي الجديد حتى تفشل كافة مخططات الاحتلال.

وأضاف، أن النشطاء قرروا أن ينصبوا خيمة لاستضافة الجهات الرسمية افتتاح العام الدراسي فيها، وفي الوقت ذاته باشروا بإعادة بناء المدرسة.



الأهالي والنشطاء الفلسطينيون، تعاونوا وانتظروا يوم الجمعة الماضي، وبالتنسيق مع محامي هيئة شؤون الجدار والاستيطان، دخل النشطاء إلى القرية، مساء الجمعة، وهو الموعد الذي تدخل فيه عطلة السبت عند اليهود، وكثفوا جهدهم المتواصل وبنوا خمس غرف صفية للمدرسة بسرعة.

يقول بريجية: "كنا نتوقع اقتحام قوات الاحتلال السبت للمدرسة، لذا قمنا بالتنسيق مع محامي هيئة شؤون الجدار والاستيطان، بأن يكون متواجداً في المحكمة العليا الإسرائيلية، ولحظة اقتحام الجيش قدم المحامي التماساً وأخذ قراراً بعدم الهدم.

وأشار إلى أن القرار كان مزدوجاً، يمنع جيش الاحتلال من الهدم، ويمنع الفلسطينيين من البناء، لكن الأمور كانت تسير وفق ما خطط له، فالمدرسة بنيت بالكامل قبل القرار، ولا حاجة في الوقت الحالي لأي بناء جديد.

وتضم المدرسة خمس غرف صفية، أربع غرف منها للطلبة، والخامسة للمعلمات، مبنية بشكل بدائي من الطوب، وفيها 64 طالباً، وأربع معلمات، وتخفف عناء السفر لمسافات طويلة لطلبة من جب الذيب، وبيت تعمر، وزعترة وتجمعات سكانية أخرى.

وبقرار الالتماس الذي حصل عليه المحامي، تمكن أهالي قرية بيت تعمر، وجب الذيب وتعدادهما السكاني 300 آلاف نسمة، من تثبيت مدرستهم على أرضهم المتبرع بها من إحدى العائلات، والوقوف في وجه بندقية جنود الاحتلال الذين قمعوا أكثر من مرة الأهالي الذين حاولوا الوقوف في وجه الجرافات ومنع الهدم، وفي المحصلة انتصر قلم الرصاص على فوهة بندقية الاحتلال.

 

المساهمون