ألكسندر فيت لـ"العربي الجديد": ضحايا الكوليرا باليمن في تزايد

ألكسندر فيت لـ"العربي الجديد": ضحايا الكوليرا باليمن في تزايد

بيروت

عبد الرحمن عرابي

avata
عبد الرحمن عرابي
09 اغسطس 2017
+ الخط -



توقع رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في اليمن، ألكسندر فيت، أن يصل عدد ضحايا تفشي وباء الكوليرا في العديد من المدن اليمنية إلى نحو 600 ألف قبل نهاية العام الحالي، ودعا أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي ووقف الانتهاكات التي تُعيق عمل المنظمات الإغاثية والإنسانية.

وقال فيت في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 450 ألف شخص أصابهم وباء الكوليرا في اليمن، وهو أمر مؤسف للغاية، خاصة أن الكوليرا مرض تسهل مكافحته في حال كان التدخل الوقائي سريعا وفعالا".

وتسلم فيت مهامه في اليمن في مارس/آذار من العام الماضي، والتقاه "العربي الجديد"، في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي يزورها لفترة قصيرة يعقد خلالها لقاءات خاصة بمهام عمل المنظمة.

ويشكل انتشار الكوليرا في اليمن أكبر حالة تفشٍّ في العصر الحديث، وخصصت المنظمة الدولية للصليب الأحمر ست طائرات شحن لنقل المواد الطبية ومادة الكلورين إلى اليمن لتعقيم مصادر المياه في محاولة جادة للحد من انتشار الوباء.



وتعمل الفرق الميدانية للصليب الأحمر والهلال الأحمر اليمني على مساعدة أكثر من 50 ألف مصاب بالكوليرا عبر مركزين طبيين في مدينتي صنعاء والحديدة، ويشير فيت، إلى أن حالة المجاعة التي تضرب اليمن "تؤثر بشكل مباشر على فرص الشفاء من مُختلف الأمراض، ومنها الكوليرا، لأنه عندما يصاب شخص هزيل بالمرض تقل فرص نجاته بعكس الشخص الذي يتلقى الغذاء السليم".

ويضيف أن "نصف اليمنيين تقريبا لا يملكون القدرة على توفير الوجبات اليومية، وهو ما يدفعنا لتوسيع دائرة العمل لتشمل ملف الأمن الغذائي إلى جانب العمل الصحي"، وتشرف البعثة الدولية للصليب الأحمر على برنامج لتوفير الخبز للمدنيين في مدينة تعز التي تشكل أبرز محاور القتال في اليمن.

ويؤكد فيت أن "الواقع الإنساني الصعب أجبر مختلف أطراف النزاع على تقديم تنازلات تُسهل من حركة طواقم البعثة والمؤسسات المحلية الشريكة داخل اليمن، كما سمحت بإدخال المعدات الإغاثية والغذاء والأدوية عبر المرافئ من خارج اليمن إلى داخله".




ويدعو المسؤول الإغاثي "الدول الإقليمية المؤثرة على أطراف النزاع في اليمن، إلى احترام القانون الدولي الإنساني ومنع حلفائها المحليين من استهداف البنى التحتية للبلاد، وهو الأمر الذي يؤثر على نجاعة العمل الإغاثي والإنساني بشكل مباشر"، كما يحذر من خطورة "تحول استهداف المستشفيات ومعامل الطاقة إلى حدث يومي يؤدي إلى أضرار كبيرة تتجاوز الضحايا المباشرين إلى ضرب البنية التحتية للبلاد وضرب جهود الإغاثة معها".

ويأسف المسؤول عن خامس أكبر بعثة للصليب الأحمر في العالم، لوجود صعوبات تحول دون تواصل المخطوفين اليمنيين مع ذويهم، ويؤكد أن "هناك عائلات لم تسمع عن أبنائها المخطوفين والمختفين منذ أشهر طويلة"، وهو ملف يحذر فيت من آثاره "الكارثية" على المجتمع اليمني.

ويشيد رئيس بعثة الصليب الأحمر بالدور الكبير للهلال الأحمر اليمني في ملفي الكوليرا والإسعاف الطبي "نتيجة قدرتهم على التحرك وبلوغ مناطق نعجز كأجانب عن بلوغها"، كما يشيد بالقطاع الصحي اليمني "الذي أثبت حسا إنسانيا عاليا خلال الأزمة، رغم عدم تلقي معظم أفراده رواتب على مدار فترات طويلة".

ويطمئن فيت إلى أن "المجتمع الدولي يتجاوب مع المتطلبات الإغاثية والإنسانية في اليمن، والذي ظل حتى فترة قريبة أبرز مناطق الصراع المنسية في المنطقة، حين كانت الأنظار متجهة بكثافة إلى نزاعات أخرى في المنطقة أبرزها في سورية".

المساهمون