المترجمة مرام موسى تحلم بالعمل

المترجمة مرام موسى تحلم بالعمل

07 اغسطس 2017
تحلم بفتح مكتب ترجمة (العربي الجديد)
+ الخط -
مشكلة العمل في لبنان بالنسبة إلى الفلسطينيين كبيرة جداً، وهو ما يحبط آمال كثير من الخريجين ويقضي على مستقبلهم، حتى إنّ بعضهم لا يجد أيّ نفع للتعب من أجل الحصول على شهادة جامعية تكلف أقساطاً مالية كثيرة فقط لترمى في خزانة ما.

مرام موسى من هؤلاء الفلسطينيين الذين تعلّموا وحصلوا على شهادات جامعية، ولم تتح أمامهم فرصة عمل، بسبب قوانين العمل في لبنان التي تحرم الفلسطيني المقيم من العمل في مهن متنوعة. لكنّ ألم مرام موسى مضاعف، فهي فلسطينية نازحة إلى لبنان من سورية وحربها. وهو ما يحرمها من أحلام عديدة كانت تسعى إلى تحقيقها.

نزحت مرام موسى إلى مخيم عين الحلوة في صيدا، جنوب لبنان. تعيش مع أفراد عائلتها هناك مؤقتاً ريثما تنتهي الحرب ويتمكنون من العودة إلى سورية، وممارسة حياتهم الطبيعية فيها لتسعى مجدداً إلى تحقيق أحلامها.

لا تتحدث مرام إلى "العربي الجديد" عن عائلتها أو ظروف عيشها وسكنها وكيفية لجوئها إلى لبنان، بل جلّ همها التحدث عن تعليمها الذي لطالما أحبته، وسهرت الليالي من أجل أن تحصل فيه على شهادة جامعية في لبنان، تخولها فتح مكتب للترجمة خاص بها، وتسافر للمشاركة في مؤتمرات، أو العمل في أحد المكاتب الذي ترى نفسها مستعدة للعمل فيه.

تقول مرام: "منذ صغري أحب اللغات، وأحب الترجمة، وعندما كبرت دخلت إلى الجامعة، واخترت الترجمة، وتخصصت فيها، وتخرجت من الجامعة، ونلت الإجازة التي كانت حلمي الأساسي. لكنني وبسبب ظروف العمل الصعبة في لبنان التي تمنع الفلسطيني من ممارسة العديد من المهن، لم أتمكن من العمل في اختصاصي".

تتابع: "فوجئت في لبنان بعدم السماح لي بالعمل في مهنتي، لأنه ممنوع أن أفتح مكتباً خاصاً بي، حتى لو كان في المخيم. تواجهني أيضا مشكلة أخرى في العمل لدى مكاتب أخرى هي منعي من السفر إلى دول أخرى، لأنني لست من فلسطينيي لبنان، فأنا أعيش في لبنان بإقامة أجددها كلّ فترة، وفي بعض الأحيان لا يُسمح لنا نحن الفلسطينيين بتجديدها، لظروف معينة لا علاقة لنا بها، ما يعيق علي السفر إلى دول أخرى. أخاف إن سافرت وعدت إلى مطار بيروت ألا يسمح لي بدخول لبنان مرة ثانية". تضيف: "مكاتب الترجمة تحتاج إلى مترجمين قادرين على السفر، فمن عادة هذا العمل حاجة المترجم المحترف إلى السفر لإتمام مهام عمل يكلفه بها المكتب الذي يتبع له".

بالرغم من ذلك، تعمل مرام، لكنّ عملها خارج اختصاصها. تفسر: "أعمل في جمعية ناشط التي تتخذ من مخيم عين الحلوة مركزاً لها. أتولى مهمة منشطة اجتماعية ومنشطة دورات دعم نفسي للأطفال، وكذلك دورات في إعادة التدوير، أي تدوير السلع التي استعملت سابقاً. بعد إعادة التدوير يمكن استخدامها مجدداً والاستفادة منها". تعلّق: "سعيدة بعملي، لكنّه ليس في مجال اختصاصي الذي أحب، فقد تعبت جداً في دراستي ولم أعمل فيه. العمل في الجمعية هو الخيار الوحيد أمامي خصوصاً أنّنا نازحون، وظروف الحياة صعبة، ولست متفائلة بالحصول على فرصة عمل في اختصاصي، أو أن يكون لي مكتب خاص بي، فهناك صعوبة بالغة خصوصاً في هذه الظروف الصعبة على فلسطينيي لبنان، فما بالك بفلسطينيي سورية النازحين"؟

لكنّ مرام ما زالت تحلم بالعمل في اختصاصها وتحلم في أن يكون لها مكتب، وأن تسافر وتمارس حياتها كما تريد وتحلم كذلك في أن تصبح مترجمة مشهورة لها صيتها الواسع وسمعتها الحسنة. "ليس في اليد حيلة الآن" تقول، وتضيف: "أتمنى العودة إلى سورية، فمجال العمل هناك متاح أكثر من لبنان. هنا لا تتعدى أمنياتي العثور على مكتب عمل لتشغيلي بالرغم من علمي بصعوبة ذلك كوني لن أتمكن من السفر". تستدرك: "لو أنّ القيمين على الوزارات في لبنان يسمحون للفلسطينيين بالعمل لسهّلوا عليهم ظروف الحياة الصعبة، فهناك العديد من الفلسطينيين العاطلين من العمل يمضون معظم أوقاتهم إما في البحث عن عمل، أو في المقاهي، أو في حراسة شوارع المخيم".

المساهمون