ما هو برجك؟

ما هو برجك؟

05 اغسطس 2017
عسى أن تكون الأخبار سارة (فليكر)
+ الخط -
مواليد برج السرطان ليوم 3 أغسطس/ آب. عاطفيّاً، تريد الوصول إلى بعض القرارات المصيرية بشأن شريك حياتك. مهنياً، تواجه مشاكل قد تؤدي إلى اتخاذك قرارات فاصلة في عملك. وصحياً، تحتاج إلى الابتعاد عن الضغوط التي تحيط بك.

"ما هو برجك؟". في مرحلة ماضية وبعيدة، نتصفح المجلات الفنية في عيادات الأطباء ونقرأ الأبراج. ولو كان تاريخ المجلّات قديماً، نقرأها ونقارن بين أحداثها وأحداث حياتنا، ونطابقها على آخرين يحملون البرج نفسه. ثمّ نقول إنّها لا يمكن أن تكون صحيحة. بعد قليل، تعود كلماتها إلى أذهاننا. نتفاءل أم لا؟ لو أنّنا نكشف بعضاً من ألغاز المستقبل.

والأبراج مثل ملخّص عن كلّ ما سيأتي. "ما هو برجك؟". نسأل ونقلق بشأن صورتنا. مهلاً، نحن لسنا من المؤمنين بالفلكيّين وأخبارهم. اهتماماتنا بالحياة مختلفة. نحن من بين الذين يتسلّون فقط. نقرأ الأبراج بصوت عالٍ، كأنّنا داخل استديو أخبار، ونضحك. وفي العمق، نتمنى أن يتحقّق كل ما هو جميل. حسناً، فإن بعض الناس يؤمنون بالأبراج، ويشترون كتب الفلكيين، ويقلّبون صفحاتها يومياً، بل يساعدون جيرانهم وأقاربهم وأصدقاءهم.

قلّ اهتمامنا بالأبراج، ليس لأنّنا حسمنا بعدم مصداقيتها. ليس لشيء، فقط لأننا لم نعد نملك الوقت. ولا يعقل أن يكون حوت سورية أو اليمن مثل حوت الدنمارك أو السويد. فلك عالمنا الثالث مُرهق. ولكثرة ما هو كذلك، لم يعد قادراً على إيقاف الحروب وعمالة الأطفال وغيرها. لم يعد يسمع أو يرى، ويكتفي بإخبارنا عن مهنة وسفر وارتباط عاطفي ومرض. وإن كانت هذه العناصر تشكّل حياتنا، إلّا أنها تبقى مجرّد عناوين للكثير من التفاصيل.

أصوات قارئي الأبراج على الإذاعات لم تعد جاذبة. انتقل العالم إلى مطرحٍ بات يشارك في صنع حظّه. لا، هذه مبالغة. لكنه لا يهدأ. يركض ويلهث في عصر سريع، حتى نسي الأبراج، ولم يعد في إمكانه إدراجها في عالمه. الأحداث الكبرى طغت على كل شيء. الفلكيون أنفسهم، يطلّون ليلة رأس السنة في كلّ عام، ويخبرون جمهورهم عن أحداث كُبرى، عن حروب قد تندلع وأُخرى قد تتوقف، وعن كوارث طبيعية في مناطق معينة، وأمراض جديدة وأوبئة، والكثير من الموت، وإنجازات، وغيرها.

بالنسبة إلى الناس، الموت سيكون أقل إذا توقفت الحروب. وستزيد فرص العمل، ما يعني حياة أفضل للشباب. هذا مهنياً. وعاطفياً، فإن الاستقرار النفسي قد يؤدي إلى نجاح أكبر في العلاقات. "ما برجك إذاً"؟

ابحث مجدداً في المجلّات الفنية، ولا بأس من قراءة أبراج قديمة. حاول فقط العثور على بعض الأمل.