فرصة ربح "وفير" خلال الموسم

فرصة ربح "وفير" خلال الموسم

31 اغسطس 2017
بيع تذكارات على هامش الحج (فايز نورالدين/ فرانس برس)
+ الخط -
يمثل موسم الحج فرصة كبيرة لشباب السعودية، سواء العاطلين من العمل أو الحاصلين على إجازة من عملهم، للحصول على دخل جيد، من خلال تقديم خدمات النقل والطوافة وبيع التذكارات الدينية والهدايا والمأكولات الخفيفة للحجاج في الأراضي المقدسة.

الحج سوق وظائف سنوي إذ تقدر أعداد الفرص الوظيفية المؤقتة فيه بأكثر من 200 ألف وظيفة وبعائد متوسط يتراوح بين 800 دولار و1000 دولار أميركي نظير العمل 20 يوماً فقط بشكل نظامي، أما العمل الحر فقد يكون أكثر ربحاً.

تنقسم الأعمال المتاحة إلى ثلاثة أقسام، أولها العمل في الوظائف الرسمية التي توفرها وزارة الحج وبقية الجهات الرسمية الحكومية والتي تتراوح ما بين تنظيم سير الحج، وإرشاد وفود الحجاج، وحراسة أماكن المخيمات، بالإضافة إلى قيادة السيارات الحكومية. ثانيها العمل في المؤسسات الخاصة وحملات الحج وشركات المطاعم والتغذية التي تتطلب عمالاً وطباخين وسائقي سيارات وشاحنات نقل ضخمة. ثالثها العمل الحر في مجال النقل الخاص وبيع المأكولات والمشروبات الخفيفة والهدايا التذكارية والإرشاد والمرافقة للوفود الخاصة.

يفضل كثير من الشباب السعوديين العمل في المجال الحرّ كونه يدرّ دخلاً أكثر، بالإضافة إلى الاستقلالية التامة فيه. وتنحدر النسبة الكبرى من العاملين في الوظائف الموسمية في الحج من مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة الذين يستغلون إجازة الحج وانقطاعهم عن العمل للذهاب إلى الأراضي المقدسة والعمل داخلها.
يقول محمد وهو شاب من مكة المكرمة لـ"العربي الجديد": "أعمل حارس أمن في جدة، لكن في موسم الحج أحصل على إجازة من العمل لأذهب إلى مكة وأعمل هناك لحسابي فأجني بعض المال الإضافي. أتولى نقل الحجاج بدراجة نارية من مكان إلى آخر، كما أبيع المساويك وشواحن الجوال والسماعات على الأرض وأقدم خدمات أخرى للحجاج بمقابل إذ لا عمل واحداً نقوم به بل مجموعة أعمال والعوائد مجزية جداً".



في المقابل، يقول أحمد، وهو عاطل من العمل، لـ"العربي الجديد": "موسم الحج فرصة كبيرة للشباب السعودي للحصول على المال في ظل ندرة الوظائف هذه الأيام والصعوبات التي نعانيها، لكنّ سلطات الحج صعّبت الأمور علينا عبر منعنا من إدخال سياراتنا من دون تصريح، ما اضطرنا إلى حصر وظائفنا في نقل الحجاج من الطائف إلى مكة المكرمة فقط، وعند دخول الأراضي المقدسة نعمل في عدة مهن حرة إذ نبيع على البسطات الهدايا التذكارية للحجاج والتي نشتريها من محلات جدة قبل بدء الموسم، وهي في غالبها لوحات إسلامية وقرآنية بالإضافة إلى المساويك والمسابح، وهي تجارة رائجة لا تنقطع".

في سؤاله عن سبب عدم انتظامه في العمل في إحدى المؤسسات الحكومية أو الخاصة في الحج، يقول أحمد: "هذه الجهات لا تقدم رواتب كافية ومجزية لذلك يحجم الشباب السعوديون عن العمل فيها، ويتجهون إلى العمل الخاص الذي يحصلون فيه على 15 ضعف ما تقدمه هذه الجهات".

من جهتهم، يستغل عدد من رواد الأعمال السعوديين موسم الحج ليوسعوا أعمالهم بما يضمن لهم عوائد اقتصادية أكبر وأقل تعباً، وذلك من خلال توريد الاحتياجات اللوجيستية إلى الجهات الحكومية والحملات الخاصة. يتعاون محمد، وهو موظف بنك في الرياض، مع عدد من الحملات الخليجية والعربية لجلب أغطية النوم للحجاج سنوياً ما يحقق له ربحاً جيداً. يقول لـ"العربي الجديد": "هي السنة الرابعة التي أتعامل فيها مع الحملات. العمل سهل جداً ولا حاجة فيه إلى رأسمال إذ نتواصل مع الحملات لتسلمنا المال فنشتري الأغطية ونعيد بيعها لهم ونحصل على الربح، وبذلك يقتصر عملنا الحقيقي على الشراء ومتابعة عملية النقل والتسليم فقط".

في المقابل، يقول أحمد، وهو مسؤول توظيف في مؤسسة طوافة: "الوظائف لدينا موسمية نضطر من خلالها إلى جلب عمالة من داخل السعودية أو خارجها في ظل إحجام كثير من السعوديين عن العمل معنا وتفضيلهم العمل الحر بدعوى وجود فروق في الرواتب بالرغم من أنّ ما نقدمه لهم يفوق ما يجنونه من الأعمال الأخرى". يضيف: "متعة العمل في الحج تكمن في أنّها تفتح المجال أمام الشباب للاحتكاك بالثقافات المسلمة الأخرى، بالإضافة إلى الحصول على الأجر والثواب من الله نظير خدمة الحجاج، وبالطبع الحصول على أجر مالي لقاء هذه الخدمة".

من جهتها، تشير الغرفة التجارية في مكة المكرمة إلى أنّ معدل إنفاق الحاج الواحد في موسم الحج يصل إلى 5 آلاف دولار أميركي ما يعني أنّ الإنفاق العام قد يتجاوز 10 مليارات دولار.