لعلّ النساء في الحجّ يظهرن ذلك الجانب الروحي أكثر من الرجال، تراهن يعبّرن عن ذلك الشغف والحب والانجذاب بالذهول والتلبية والدعاء، أما حين تلمس أيديهن الكعبة وحجرها الأسود، أو يدخلن المسجد النبوي، فلا يملكن غير البكاء. دموع رهبة وحبّ لا يفهمها غيرهن.
هذا الزخم الكبير من المشاعر هو ما يستدعي الأغاني الشعبية لتحميل الحاجّات خصوصاً الوصايا إلى بيت الله وبيت رسوله، وهو ما يستدعي مناجاة نساء الرسول خصوصاً ابنته فاطمة الزهراء.
تقول إحدى أغنيات الحجّ الشعبية التاريخية من مصر: "رايحة فين يا حاجّة، يا أمّ الشال قطيفة؟ رايحة زور النبي محمد والكعبة الشريفة". وبعد مقاطع ساحرة بموسيقاها وكلماتها البسيطة، تصل إلى الطلب من الزهراء: "يا فاطمة يا فاطمة يا بنت نبينا... افتحي البوابة يا فاطمة أبوكِ داعينا".
تستجيب فاطمة للحجاج فتفتح بوابات الحج وبيت الرسول والفردوس، فالدعوة وجهت إليهم من والدها النبي، وما أكرمها من دعوة.