مقتل 203 مدنيين بسيناء خلال النصف الأول من 2017

مقتل 203 مدنيين وإصابة 195 في سيناء خلال النصف الأول من 2017

25 اغسطس 2017
قصف للجيش المصري على مدينة رفح الحدودية (سامح رحمي/Getty)
+ الخط -
قالت منظمة "سيناء لحقوق الإنسان" إنها وثقت تصاعداً مقلقاً في الانتهاكات الحقوقية في شبه جزيرة سيناء المصرية، خلال النصف الأول من عام 2017، من قبل الأطراف الرئيسية الفاعلة فيها، وتتصدرها قوات الجيش والأجهزة الأمنية المصرية، ثم جماعات مسلحة بعضها مقربٌ من الحكومة، وأخرى مناهضة كتنظيم "ولاية سيناء".

وأشارت المنظمة، ومقرها جنيف، في تقرير مفصل نشره موقعها الإلكتروني مساء الخميس، إلى أن "هذه الجهات قامت بأفعال غير مشروعة هددت حياة وسلامة السكان المحليين، وأفضت إلى مقتل وإصابة العشرات واختطاف واختفاء غيرهم. النصف الأول من عام 2017 شهد وقوع ما لا يقل عن 435 انتهاكاً، ومقتل 203 مدنيين، وإصابة 195 آخرين، في انتهاكات تركزت بشكل أساسي في العريش بواقع 180 انتهاكاً، تليها رفح بواقع 153 انتهاكاً".

وبين التقرير أن كلتا المدينتين والقرى التابعة لهما، وقعت فيهما بشكل متكرر عمليات قصف مدفعي وصاروخي وإطلاق نار عشوائي صدر من الكمائن التابعة للقوات الأمنية، وأفضت إلى مقتل وإصابة العشرات، فضلا عن عمليات خطف مدنيين قام بها مسلحون، وانفجارات بسبب عبوات ناسفة وضعت على جانبي الطرق ذهب ضحيتها مدنيون، من بينهم نساء وأطفال.


وأكد أنه "على مدار الأشهر الستة الأولى من العالم الحالي، وقعت أحداث مروعة، من بينها ما جرى في 13 يناير/كانون الثاني، تجاه 10 شباب من مدينة العريش، أعلنت السلطات المصرية أنها تمكنت من قتلهم بعد مواجهات نتيجة لكونهم (إرهابيين)، واتضح من معلومات وشهادات موثقة أن 6 منهم كانوا معتقلين لدى السلطات طيلة مدد ترواح بين شهرين و3 أشهر".

وفي الشهر ذاته قتل 4 مواطنين في وسط سيناء، كانوا محتجزين لدى قوات الجيش المتمركزة في المنطقة، حيث قامت بعرضهم أمام جمع من الأهالي بتجمع المتمثني، وربطت أيديهم من الخلف، ثم أطلقت النار عليهم أمام الناس.




في 22 إبريل/نيسان الماضي، اطلعت منظمة سيناء لحقوق الإنسان على مقطع فيديو ومعلومات توثق قيام عناصر من الجيش المصري بقتل 8 أشخاص، من بينهم شقيقان من عائلة العوابدة العائدة لقبيلة الرميلات، أحدهما تحت سن 18، حيث اقتادتهم جميعاً معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، وجرى توزيعهم في منطقة بالقرب من قرية التومة، جنوبي الشيخ زويد، ليتم إعدامهم من مسافة قريبة.


وأضاف التقرير أن إطلاق النار العشوائي والقذائف المدفعية والصاروخية الصادرة من القوات الحكومية التي سقطت على مناطق آهلة بالسكان أدت إلى مقتل كثير من المواطنين، من بينهم عادل شوقي (55 سنة)، والذي قتل بتاريخ 12 فبراير/شباط، نتيجة إطلاق النار عليه من قبل قوات الأمن في حي السمران، جنوب غرب العريش، كما قتلت الطفلة جيهان محمد أبو مازن (13 سنة)، نتيجة لإصابتها بطلق ناري عشوائي في 23 يونيو/حزيران، صدر من كمين "جسر الوادي" الأمني أثناء لعبها بالقرب من منزلها الكائن بجوار منطقة الصحة المدرسية، وسط العريش.


ووفقاً لما وثقته المنظمة من أحداث ووقائع، فقد لوحظ أن عمليات الاختطاف جرى بعضها بالقرب من كمائن أمنية، أو تم اقتحام منازل الضحايا لخطفهم، وأغلب هذه الحالات انتهت بمقتل المخطوفين.


كما قام مسلحون، يُعتقد أنهم من تنظيم "ولاية سيناء"، بنشر مفارز أمنية وكمائن تفتيش في بعض طرقات الشيخ زويد ورفح، ووزعوا فيها بيانات، أحدها حمل عنوان "تحذير ووعيد لمن أعان جنود الردة"، حذروا فيه المواطنين من التعامل مع القوات الأمنية، وقاموا أيضاً بفرض أحكام عقابية تجاه أشخاص اعتبرهم التنظيم "مذنبين" لأسباب، منها تدخين السجائر وارتكاب أعمال يعدّها التنظيم المسلح "مخالفات تستحق التعزير والعقاب".