إغلاق أقسام بمستشفى "أونروا" في قلقيلية يثير غضب الأهالي

إغلاق أقسام بمستشفى "أونروا" في قلقيلية يثير غضب الأهالي

15 اغسطس 2017
رفض قاطع للإغلاق (فيسبوك)
+ الخط -



أثار إغلاق وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "أونروا"، عدداً من الأقسام الطبية في المستشفى التابع لها في مدينة قلقيلية إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة، استهجان الأهالي واعتصامهم أمام مبناها.

ورفع أهالي المدينة، المعتصمون منذ يوم السبت الماضي أمام مبنى مستشفى الوكالة، لافتات أكدوا فيها رفضهم القاطع لما تقوم به وكالة الغوث من إغلاق لأقسام طبية في المستشفى، وتقليص خدماتهم التي يقدمونها للأهالي.

وأكد المواطنون خلال اعتصامهم أن فعالياتهم ستستمر حتى فتح جميع الأقسام، علما بأن هذا المستشفى هو الوحيد للوكالة في المدينة، ويخدم آلاف اللاجئين الفلسطينيين، في حين تجري فصائل منظمة التحرير واللجان الشعبية لقاءات واجتماعات لدراسة قرار الوكالة واتخاذ إجراءات حيالها.

في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم وكالة الغوث، سامي مشعشع، لـ"العربي الجديد" اليوم الثلاثاء: "لم يتم إغلاق الأقسام التي ذكرت، وإنما قررت الوكالة تعليق العمل في بعض أقسام مستشفى قلقيلية، تحديدا في قسم الولادة وقسم العمليات الباردة، ريثما ينتهي التحقيق الداخلي بحادثة وفاة مريض في المستشفى"، مشيرا إلى أن حادثة موت مريض، هي حادثة خطيرة وتستوجب مراجعة كافة الإجراءات الطبية المعمول بها في المستشفى.

وأضاف: "إلى أن ننتهي من هذا الإجراء، سيتم تحويل كافة العمليات في مجالي الولادة والعمليات الباردة إلى مستشفيات أخرى متعاقدة مع (أونروا)، كما هو الحال في مستشفيات وعيادات الوكالة"، مشيرا إلى أن وكالة الغوث تتعاقد مع مستشفيات أخرى، وإجراء التحويلات المرضية معمول به منذ عقود.

ولفت مشعشع إلى أن الوكالة تتفهم قلق الأهالي من هذا الإجراء، وأنه إجراء ضروري ومطلوب، رافضا الحديث عن تقليصات تتم داخل المستشفى. وأشار إلى تحديث المركز الصحي المرافق لمستشفى قلقيلية، وإعادة افتتاحه العام الماضي، بالإضافة إلى زيادة عدد المستشفيات التي تتعاقد معها الوكالة والتي يتم تحويل الحالات المرضية المتقدمة إليها.

وأشار إلى أن تعليق العمل في قسمي الولادة والعمليات الباردة سيدخل حيز التنفيذ في 21 أغسطس/آب الجاري، وإن إجراء التحقيق في قضية المريض الذي توفي قبل شهور، سيباشر بالتحقيق فيها، غير أن مدة التحقيق غير معلومة.


بدورها، استنكرت وزارة الصحة، مساء الأحد الماضي، ما أقدمت عليه وكالة الغوث، وطالبت بإعادة فتح المستشفى على الفور.

وقالت الوزارة في بيان صادر عنها: "تستنكر وتستهجن وزارة الصحة ما قامت به وكالة الغوث بإغلاق المستشفى التابع لها في قلقيلية والإبقاء على قسم الطوارئ فقط". ولفتت إلى أن "المستشفى افتتح في عام 1952 بناء على قرار من الأمم المتحدة، وأنه من واجب الوكالة الإبقاء على عمله في تقديم الخدمات الطبية للاجئين الفلسطينيين حسب القوانين والقرارات الدولية".

وأفادت الوزارة بأن وزير الصحة، الدكتور جواد عواد، استدعى مساء الأحد الماضي على عجل المدير الطبي والإقليمي لوكالة الغوث، السيد سيتا، من العاصمة الأردنية عمان، لبحث إعادة فتح كافة مرافق المستشفى كما كان في السابق.

وأشار اتحاد العاملين العرب، من خلال بيان صدر عنه تعقيبا على إغلاق الأقسام في المستشفى، إلى أن إغلاق أي قسم داخل المستشفى سيفاقم الوضع في المخيمات الفلسطينية وسيحرم اللاجئين من الخدمات المقدمة لهم، مؤكدا رفضه لما جرى، معتبرا أن هذا الأمر سيؤدي إلى تبعات خطيرة في كل مخيمات الضفة المحتلة.

وشدد البيان على أن أي مساس بأي موظف سيؤدي حتما إلى إجراءات نقابية صعبة على رأسها الإضراب المفتوح والسريع، مشيرا إلى أن الاتحاد لن يسمح للإدارة العليا بتمرير هذا المخطط الذي يهدف إلى إغلاق مستشفى قلقيلية.

وحيّا البيان العاملين في المستشفى، مشيرا إلى وقوفهم "سدا منيعا أمام مسلسل التقليصات الذي تنتهجه وكالة الغوث وتعمل جاهدة لتطبيقه على جموع أهلنا اللاجئين، متناسية دورها الأساسي الذي وجدت من أجله".

واعتبر أن إغلاق قسم الولادة وأقسام أخرى في المستشفى خطوة غير مسبوقة، ستؤدي حتما إلى إغلاق المستشفى بالكامل". وأكد أن أي مساس بمستشفى قلقيلية سيؤدي إلى تبعات لا تحمد عقباها.



المساهمون