الجوع والعطش يلاحقان النازحين السوريين في مخيمي الحدلات والركبان

الجوع والعطش يلاحقان النازحين السوريين في مخيمي الحدلات والركبان

15 اغسطس 2017
نازحون سوريون في مخيم الركبان (فيسبوك)
+ الخط -

يشهد مخيم الحدلات للاجئين على الحدود السورية الأردنية، في ريف السويداء الشرقي، والذي يقطنه نحو 5 آلاف سوري، حركة نزوح مستمرة، منذ عدة أيام، باتجاه مخيم الركبان، في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام السوري على محيط المخيم، واشتعال المعارك بين قوات النظام وجيش العشائر في الجنوب السوري.

وقال محسن عيسى الأحمد، وهو نازح من مخيم الحدلات إلى مخيم الركبان، إن "القصف طاول بوابة المخيم"، مؤكداً أنه "حدث حتى بعد انسحاب قوات المعارضة من محيط المخيم، ما اعتبر رسالة تهديد واضحة من قبل النظام للنازحين لإجبارهم على إخلاء المخيم".

وأضاف الأحمد: "جئنا إلى الركبان بسيارة أقاربنا الذين نزحوا معنا، كثيرون أرادوا الخروج عقب الغارات، لكنهم لم يجدوا سيارات تقلّهم، كثير من أهل الخير في الركبان ذهبوا لاحقاً بسياراتهم إلى الحدلات ليقلّوا بعض العائلات، ولا يزال في المخيم كثير من النازحين".


في الواقع، لا يوجد سبب للقدوم إلى هنا سوى الخوف من القصف، فحال المخيمين سواء، ولا يتوفر فيهما شيء من متطلبات الحياة، هناك نعيش على بقايا المساعدات من البرغل والطحين، وهنا أيضاً، لكن بعد المعارك تم منع دخول المعونات من الجانب الأردني وتوقف وصول المنتجات من الداخل السوري.

ولفت إلى إحساسهم بأمان أكثر في مخيم الركبان، لتواجدهم بين أعداد كبيرة من النازحين يتجاوز عددهم 68 ألف نازح، بخلاف مخيم الحدلات الذي يحتضن عدة مئات من الأسر.

من جانبها، شددت السلطات الأردنية مؤخراً رقابتها على الشريط الحدودي، لمنع دخول أي من النازحين إلى أراضيها، فيما تواصل منع دخول شاحنات المساعدات الغذائية والمياه، لليوم الخامس على التوالي، إلى مخيم الركبان.

ويعاني مخيم الركبان من مشكلة مياه منذ عدة أشهر. يقول فهد الإمام، وهو أحد سكان المخيم، إن "عدم التوفر الدائم للمياه النظيفة بات أسوأ كوابيس المخيم في صيفه الصحراوي. خلال أيام الانقطاع يشتري من يستطيع المياه بأسعار باهظة تصل إلى ألفي ليرة للغالون الواحد، فيما يضطر من لا يملك ثمن المياه إلى جمعها من برك المياه الطينية، وتصفيتها لشربها".


ويضيف "نسمع منذ أشهر عن مشاريع يتم العمل عليها لتوصيل المياه إلى المخيم، لكنها لم تتم حتى اليوم، كأنها مهمة مستحيلة".

وكانت الأمم المتحدة عبّرت، في بيان أمس الإثنين، عن عميق قلقها على "أمن وسلامة حوالي أربعة آلاف نازح سوري لا يزالون في الحدلات، ونحو 45 ألفاً في الركبان، مع تصاعد حدة المعارك ومحدودية الوصول إلى الموارد"، مشيرة إلى أن "معظم العالقين السوريين على الحدود السورية الأردنية هم من النساء والأطفال".

المساهمون