إجلاء أكثر من 1600 مهاجر من شمال باريس

إجلاء أكثر من 1600 مهاجر من شمال باريس

07 يوليو 2017
قضية المهاجرين من التحديات الكبرى (دينيس شارلي/Getty)
+ الخط -


بدأت قوات الشرطة الفرنسية، صباح اليوم الجمعة، عملية كبيرة لإجلاء أكثر من 1600 مهاجر، استقروا منذ أسابيع في منطقة "بورت دو لا شابيل"، شمال باريس، والتي أصبحت المكان المفضل لكل المهاجرين الواصلين إلى العاصمة.

وأغلبية المهاجرين من الأفغان والصوماليين والسودانيين، وقد تجمعوا أمام "المركز الإنساني من أجل المهاجرين"، الذي افتتحته بلدية باريس بالمنطقة، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدعم ماليّ من الحكومة، والذي تشرف عليه الجمعية الخيرية "إيماييس" التي أسسها رجل الدين الراحل القس بيير.

وقد شارك في هذه العملية 350 عضواً من ولاية الأمن، إضافة إلى مائة من أعوان الدولة ومن شركائها وأكثر من ستين حافلة. وكما هو جارٍ العمل به من قبل، فإنه سيتم اقتراح مقر إيواء مؤقت على كل واحد من هؤلاء المهاجرين في باريس وضواحيها، في انتظار البت في ملفاتهم.

وكانت قد راجت تسريبات مساء الخميس، بين المهاجرين، عن عملية محتملة للإجلاء، لكن من دون أن يعرف المهاجرون تفاصيلها ولا توقيتها. 

وفي تصريح لولاية الأمن، بعد بدء عملية الإجلاء، أكدت أنها بصدد "وضع هؤلاء المهاجرين في أماكن آمنة، خصوصاً وأن أماكن تجمعاتهم تشكل مخاطر كبيرة على سلامتهم وعلى صحتهم".


وتعتبر عملية الإخلاء هذه، العملية الرابعة والثلاثين منذ تدفق موجات المهاجرين على باريس منذ يونيو/حزيران 2015، كانت منتظرة بسبب شكاوى المنظمات الإغاثية من مخاطر صحية حقيقية، وأيضاً بسبب الصراعات المزمنة بين المجموعات الاثنية، خاصة بين الأفغان والسودانيين، وأيضاً بسبب حالات التوتر المزمنة مع بعض سكان هذه الأحياء الباريسية الفقيرة.  

وعلى الرغم من تفكيك خيام كاليه في شمال فرنسا، لم يتوقف تدفق المهاجرين على العاصمة الفرنسية، التي تعترف جمعية "فرنسا، أرض اللجوء"، المهتمة بشؤون المهاجرين واللاجئين، بأنهم يصلون إلى معدل 200 شخص كل أسبوع.

وكانت نفس المنطقة قد شهدت يوم 9 مايو/أيار الماضي عملية إجلاء ضخمة لأكثر من 1600 مهاجر، من أفغان وصوماليين وسودانيين.

وتعترف دوائر تابعة لبلدية باريس، التي كانت وراء إنشاء مركز الإيواء الإنساني، الذي لا يسمح باستقبال مؤقت لأكثر من 400 شخص، بعجزها الصريح عن استقبال مهاجرين جدد، تزداد وتيرة وصولهم بشكل يتجاوز طاقات الاستقبال المتواجدة في العديد من مراكز الإيواء في العاصمة وضواحيها.

وتعتبر قضية هؤلاء المهاجرين، الذين لا يزالون يصلون إلى العاصمة، من التحديات الجدية التي تواجه الحكومة الفرنسية الجديدة ورئيس الجمهورية الجديد. 


وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أيام، عن موقف إنسانيّ من قضية استقبال المهاجرين، قابلته تصريحات متشددة من قبل وزير داخليته جيرار كولومب، لم يُخف فيها الصرامة فيما يتعلق برفض افتتاح أي معسكر للمهاجرين، لكن "مع كثير من الإنسانية من قبل قوات الأمن"، واعداً بتقديم خطة جديدة حول المهاجرين للرئيس الفرنسي في الأيام القليلة القادمة، تستهدف التعجيل في دراسة ملفات اللجوء على التراب الوطني.      

المساهمون