الحرّ والغش والرشوة والسلاح تعترض امتحانات البكالوريا في العراق

الحرّ والغش والرشوة وسيطرة السلاح تعترض امتحانات البكالوريا في العراق

05 يوليو 2017
نقص الطاولات في قاعات الامتحان(فيسبوك)
+ الخط -


"ليست الأرواح وحدها معرضة للخطر في العراق بل حتى أوراق امتحانات البكالوريا، فأن تكون مجتهدا ومتفوقا لا يعني أنك ستنجح، لأن امتحانك معرض للقرصنة ما لم تستجب وترضخ"، هذا ما قالته أم مصعب، مديرة مدرسة متقاعدة لـ"العربي الجديد".

وكشفت أنّ "التلميذ الذي لا يدفع رشوة للمراقبين في مركز الامتحانات، تُمسح بعض إجاباته حتى تكون نتيجة امتحانه مُكملا أو راسبا، ويمسح المراقبون الإجابات بعد خروج التلاميذ من قاعة الامتحان، وهذا يتكرر سنويا ويعلم به القاصي والداني، وتكاد تكون في معظم مراكز الامتحانات في مدينة سامراء".

وأضافت "إن ما أقوله هو حقيقة وليس خيالا، لأن أبنائي وأخي وابن اختي من المتفوقين الذين أعادوا الامتحانات مرات عدة، لأنهم لا يقبلون بالغش ولا يدفعون رشوة". وأكدت أن بعض مراكز الامتحان تضع تسعيرات مختلفة لمستويات للغش.

كما أشارت إلى أن ما يعانيه التلاميذ لا يقتصر على ذلك، ونقلت عن ابنها الذي قدّم امتحاناته في مدينة سامراء، أنه على الرغم من وجود مولد كهرباء، ومبردات لتبريد قاعة الامتحان، فإن المراقبين اكتفوا بتشغيل مراوح السقف فقط في ظل درجات الحرارة المرتفعة.

وفي هذا السياق، قال كنعان عبد الله، أحد تلاميذ السادس الإعدادي لـ"العربي الجديد" "مع درجة حرارة فاقت الخمسين وانعدام وسائل التبريد داخل قاعات الامتحان، واجهنا صعوبة في تأدية الامتحانات، ما أثر على أجوبتنا، حتى إن بعض الطلبة أغمي عليهم من شدة الحر".


شدة الحر دفعت طلابا إلى نزع قمصانهم في قاعة الامتحان(فيسبوك) 


وتحدث  طلاب من مدرسة المعالي الأهلية في حي الجامعة في بغداد وعددهم 25، أنهم ذهبوا في اليوم الأول من الامتحانات التي من المفروض أنها في كلية التربية، لكن اتضح أن مكان الامتحان تحول إلى قاعة بكلية الآداب من دون إبلاغهم. وتم وضعهم في غرفة عبارة عن مخزن لا مروحة فيها ولا مقاعد. أحد الطلبة تقيأ من شدة الحر، لكن مراقبين تمكنوا من تحويلهم بعد بدء الامتحان إلى قاعة، توجد فيها مروحة، فأكملوا امتحاناتهم وهم يفترشون الأرض.

ونقل غيث لطيف، تلميذ السادس ثانوي في محافظة ديالى شرق بغداد، مشاهداته في مركز الامتحان، الخاضع لسيطرة تلاميذ لهم علاقة وطيدة بالمليشيات والجماعات المسلحة، فقال: "بعض المراكز تتجنب تشغيل المولد الكهربائي بضغط من بعض المراقبين كي تمنع التشويش على الجهاز الإلكتروني الذي يراقب الغش بين التلاميذ، وفي المقابل تسمح لبعض التلاميذ بإدخال هواتفهم التي يتلقون الإجابات عبرها".





بدورها، تؤكد الناشطة الاجتماعية، ليلى مجيد، ضرورة اتباع نظام خاص في فترة المذاكرة والامتحانات الوزارية، لأن معاناة طلاب العراق في مختلف مراحلهم لا تقف عند انعدام الأمن والخوف من سيطرة المسلحين والمليشيات على مراكز امتحان بعينها، بل يضاف إليها انقطاع التيار الكهربائي، ودرجات الحرارة المرتفعة وانعدام وسائل التبريد داخل قاعات الامتحان، فضلا عن القلق من الأسئلة الصعبة التي تحدد مصيرهم ومستقبلهم الجامعي.

ولفتت مجيد لـ"العربي الجديد" إلى تعرض الكثير من الطلبة لوعكات صحية نتيجة القلق من الامتحان، خاصة مع وجود مبررات حقيقية لذلك القلق مثل الغش وإجبار بعض المتفوقين على توفير الأجوبة لتلميذ معين، وغير ذلك من المؤثرات السلبية التي تعرقل سير الامتحانات.

ودعت وزارة التربية والجهات المختصة، للأخذ بعين الاعتبار ظروف التلاميذ في مناطق النزاع مثل الموصل، ومعاناة الطلبة النازحين، وتوفير كل وسائل الراحة والتبريد لمساعدة التلاميذ على تأدية امتحاناتهم، لأن ذلك من أبسط حقوق الطلاب.

ويخضع نحو 400 ألف طالب وطالبة لأداء الامتحانات النهائية للمرحلة الإعدادية في بغداد والمحافظات، وسط ظروف صعبة تتعرض لها البلاد.



وكان وزير التربية، محمد إقبال عمر الصيدلي، قد ذكر في بيان صحافي أن المبلغ الذي تسلمته الوزارة هو ثلاثة مليارات ونصف مليار من أصل 8 مليارات دينار تم تخصيصها للامتحانات النهائية الوزارية.



وأوضح الصيدلي أن الوزارة حذرت من عدم صرف المستحقات المخصصة في مواعيدها، مؤكدًا أن التأخير في صرف المبالغ يؤثر على استكمال التجهيزات المناسبة، وأن الوزارة تسعى بأقصى جهدها لتوفير المتطلبات الأساسية لنجاح الامتحانات، وسد النقص الموجود.


المساهمون