الدنمارك: مناقشة تعديلات في النظام التعليمي

الدنمارك: مناقشة تعديلات بالنظام التعليمي ليشمل نقد الإسلام

28 يوليو 2017
إدخال تعديلات جذرية على النظام التعليمي (العربي الجديد)
+ الخط -



أعلنت وزيرة التربية الدنماركية، ميريتا ريسايا، من التحالف الليبرالي، اليوم الجمعة، أن بلدها "بحاجة إلى إدخال تعديلات جذرية على النظام التعليمي في المدارس الابتدائية ليشمل المزيد من النقد للإسلام". وتذهب ريسايا إلى المطالبة بمناقشة هذه التعديلات المطلوبة في اجتماع مهم يعقد لمناقشة "دور التعليم في عالم متعولم" بحضور تربويين ومهنيين ومعلمين في مدارس البلد.

ويعتبر النقاش المتعلق بـ"الإسلام والديمقراطية" أحد أهم النقاشات المثارة في الدنمارك، وغيرها من الدول الاسكندنافية منذ أكثر من عقد بعد توتر العلاقات مع الجاليات المسلمة وبعض الأقطار في العالم الإسلامي بعيد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

ويرى بعض الساسة الدنماركيين في يمين ويمين الوسط، وبعض اليسار، أن "تحديات الديمقراطية" تنبع مما عبرت عنه وزيرة التربية بشكل صريح متمثلا "في الهجرة غير الغربية". وبحسب ما تذهب إليه الوزيرة ريسايا في كوبنهاغن فإن "الشباب المنحدرون من خلفية مسلمة هم متنوعون في نظرتهم إلى المحافظة الإسلامية، ويمكننا تخيل رفع النقاش النقدي حول مفردة "كفار"، فكما أن هناك انتقادات للمسيحية في نظامنا التعليمي فينبغي أن يشمل ذلك الإسلام".

وتقترح وزيرة التربية ريسايا "تدريب المعلمين ليصبحوا أكثر قدرة على مواكبة المطلوب، إذ إن على جميع المواطنين، بغض النظر عن خلفياتهم، فهم الديمقراطية، وأحد شروط ذلك أن يكون الإنسان نقديا في قراءة نصوصه (الدينية) الخاصة: كجزء من النظام التعليمي وطرح الأمر في الصفوف المدرسية منذ المرحلة الابتدائية".



وفي ردها على سؤال لصحيفة "كريستلي داوبلاديت" ترى الوزيرة أنه "بالتأكيد يجب أن يشمل ذلك الأديان الأخرى. وتبدو هذه الاجتماعات المتسارعة للمختصين في العملية التعليمية "سباقا مع الزمن قبل بدء العام الدراسي الجديد، حيث سيكون لدينا ما يقارب 10 بالمائة من التلاميذ من خلفية غير غربية (إشارة إلى أغلبية مسلمة) لم يترعرعوا على ثقافة وتعاليم (نيكولاي فريدريك سيفرين) غروندتفي". والأخير هو الكاتب والفيلسوف واللاهوتي الذي يعتبر أبو التحولات التعليمية في الدنمارك منذ القرن الثامن عشر.

جدل الإسلام في مدارس الدنمارك (العربي الجديد)


ومن الواضح أن الفئة المستهدفة في النظام التعليمي الجديد، الذي تبحثه الوزيرة مع القائمين عليه في اجتماع الأسبوع القادم، هم "الأطفال الذين ينشأون في نظام قيمي يشكل تحديا لنا، إذا كان من بد أن ينشأ هؤلاء الأطفال في نظام قيمي مختلف (الدنماركي) فلا يمكن تجنب الحديث حول الديمقراطية".

وتذهب الوزيرة في استلهام التجربة الأميركية "فهناك يجري التركيز كثيرا على القانون الأساسي وما يعنيه الدستور بالنسبة لمن ينشأون في المجتمع الأميركي، ويمكننا أيضا الانطلاق من تعليم الدستور الدنماركي في الصفوف لإطلاق عنان التفكير الديمقراطي النقدي".

محاولة استلهام التجربة الأميركية (العربي الجديد)


وفي مقابل هذا التوجه الذي تطرحه الوزيرة الدنماركية للتبني، فإن رئيس "جمعية معلمي الديانة" في الدنمارك، جون ريدال يرى أن "هناك بالفعل انتشاراً نقدياً للإسلام في العملية التعليمية". ويرى ريدال أنه "لا يجب أن تكون مهمة المدارس تقويض القيم الرئيسية التي ينشأ فيها الأطفال في بيوتهم، وما هو مطلوب فقط منحهم القدرة لاتخاذ موقف نقدي مما يكبرون في ظلاله. فالإسلام ليس فقط إسلاما واحدا، لدينا أشكال مختلفة منه، بعضه أكثر انفتاحا ثقافيا وبعضه يفتقد إلى بصيرة أشمل".

مناقشة التعديلات قبل الدخول المدرسي (العربي الجديد)


وكان شهر يونيو/حزيران الماضي، قد شهد جدلا واسعا إثر قيام الوزيرة الدنماركية بطرح فكرة "حظر وجود غرف صلاة في المدارس الدنماركية". وأيدها في هذا الموقف وزير التعليم، سورن بيند، من حزب فينسترا الليبرالي. واعتبر الأخير أنه "لا يجوز تحويل غرف الصفوف إلى مكان يتوجب على التلاميذ والطلاب (في المراحل التعليمية المختلفة) أن يضطروا لمغادرتها من أجل صلاة آخرين". 


وبدا الوزيران متفقين في رسالة مشتركة على أن "هذه المسألة (الصلاة في غرف مدرسية) لا يجب أن تتحول إلى عملية ضغط اجتماعي على آخرين لا يصلون أو ممارسة رقابة عليهم وبث جو سلبي مع أقرانهم".

بيد أن تلك الشروط التي يناقشها يمين الوسط لا تروق كثيرا لحزب الشعب اليميني المتطرف، المعادي للمهاجرين وبشكل محدد المسلمين، فهو يطالب مرارا وتكرارا بـ"إغلاق كل إمكانية لأداء صلاة في المدارس"، بحسب ما طرحته مقررة شؤون التعليم فيه، ماريا كاروب. لكن النقاش الحاد المندلع منذ حينه، وخصوصا وجود أديان أخرى، كاليهودية والبوذية تمارس التعبد في المدارس، جعل الحزب المتشدد يتريث في طرح مشروع قانون منع على البرلمان.

وهو الأمر عينه حين يطرح الحزب والمتشددون منع الختان والذبح الحلال، فبعد نقاش وتركيز على المسلمين لفترة طويلة يعود هؤلاء أدراجهم إلى "التروي" بمجرد تدخل الطائفة اليهودية في النقاش بجملة واحدة "الختان جزء من هويتنا اليهودية ولا نسمح بمنعها"، كما يردد حاخاماتهم الاسكندنافيون ليتوقف كل جدل، ولو مؤقتا. فقد عادت كاروب لتطرح مسألة الصلاة وأوضحت أنه "من الصعب معرفة ما تسببه من مشاكل أثناء ممارستها، لكن من الضروري مراقبتها لمعرفة ما تسببه من انعكاسات سلبية في المدارس".

 

 

 

 

 

دلالات

المساهمون