ضغط السوريين أبطل قرار إغلاق "بوظة بكداش"

ضغط السوريين يدفع دمشق للعودة عن قرار إغلاق "بوظة بكداش"

26 يوليو 2017
بكداش من معالم دمشق البارزة (تويتر)
+ الخط -


تراجع محافظ مدينة دمشق عن قراره بإغلاق محل "بوظة بكداش" في سوق الحميدية وسط العاصمة السورية، إثر "الغضب الشعبي" واتهام المحافظة بالتضييق على محال وبيوت دمشق القديمة ليتم بيعها للإيرانيين.

ونشرت صحف ومواقع إلكترونية، سورية وعربية خلال الأسبوع الفائت قصصا وتقارير عن إغلاق المحل الأقدم والأشهر في دمشق، والذي نقل بحسب التقارير، صناعة "البوظة الشامية" إلى دول عربية وعالمية.

ويقول المهندس حمدي شباط، من دمشق، "كان قرار المحافظ بمثابة الجريمة التي تجر كثيرين للتخلي عن العقارات والمحال بدمشق، والتسريع بعملية التغيير الديموغرافي. لكن وقوف السوريين، خصوصا من هم في الخارج، للدفاع عن "بكداش" الذي يعتبر من ذاكرة دمشق وخصوصيتها، دفع بالمحافظة للعدول عن قراره".

ويشير شباط لـ"العربي الجديد" أن "محل بكداش كان من أهم المعالم التجارية وأقدمها في دمشق، وكانت زيارته ضمن برامج أي مسؤول عالمي يزور العاصمة منذ نحو قرن، ووثق بكداش زيارة الرؤساء والمسؤولين، السوريين والعرب والعالميين، على جدران المحل".

وكشفت مصادر خاصة اليوم، أن محافظ دمشق، بشر الصبان، أصدر اليوم الأربعاء، قراراً بإنهاء إغلاق محل "بوظة بكداش" في سوق الحميدية بدمشق اعتباراً من السبت المقبل، واستبدال قرار الإغلاق النهائي بغرامة مالية.

وأضافت المصادر من العاصمة السورية، أن ثمة أوامر "من فوق" جاءت للمحافظة للعدول عن قرار الإغلاق النهائي، ما دفع المحافظة إلى تشكيل لجنة جديدة مؤلفة من "شؤون المهن والتراخيص ودمشق القديمة، فضلاً عن ممثلين لشؤون الصحة والتموين والبيئة" وزاروا محل بكداش وأبلغوهم بالقرار، طالبين الإعلان عن المواد الأولية الداخلة بإنتاج البوظة ووضع سيراميك على جدران المطبخ الخاص بتحضير البوظة.


لا تكتمل زيارة دمشق من دون تذوق بوظة بكداش (تويتر) 





وأصدر محافظ دمشق يوم الخميس في 20 يوليو/تموز الجاري، قرارا أغلق بموجبه محل صناعة بوظة بكداش الكائن بسوق الحميدية وسط العاصمة السورية، بتهمة "مخالفات صحية". ونص القرار على "إغلاق نهائي" للمحل الذي يعود تأسيسه إلى عام 1895، بسبب وجود "مخالفات صحية جسيمة" لدى المحل.

وجاء قرار الإغلاق النهائي بحسب نص القرار الذي اطلع عليه "العربي الجديد" في حينه، بناءً على اقتراح لجنة مشتركة من التموين والشؤون الصحية زارت المحل، ورفعت مقترحاً بالإغلاق نتيجة المخالفات التي ضبطتها داخله، على أن ينفذ القرار من قبل شرطة مجلس المحافظة غداً أو بعد غد على أبعد تقدير، بحسب القرار السابق.


بوظة بكداش في قلب سوق الحميدية (تويتر) 


ويعود تاريخ تأسيس "بوظة بكداش" إلى الوقت الذي قرر فيه شاب دمشقي يدعى محمد حمدي بكداش، كان يعمل في بيع عصير الليمون البارد، أن يغامر ويجرب في تصنيع مادة غذائية متطورة عن العصائر، من خلال إضافة نبات ينمو بشكل بري في الجبال المرتفعة بشمال سورية المتاخمة للحدود التركية تدعى "السحلبة"، وهو نبات معروف يمكن إضافته للحليب لتتشكل منه مادة البوظة العربية أو "الإيما". وقرر بكداش أن يفتح محلاً في وسط سوق الحميدية الشهير، وتحديداً في الجزء الثاني منه المتجه نحو الجامع الأموي.

وبعد أن أطلع الحكومة العثمانية على فكرته ومغامرته، قررت دعمه بإرسال وفد حكومي رفيع المستوى عند افتتاح محله، وبالفعل حقق بكداش ما كان يحلم به وافتتح المحل الذي أخذ شهرة واسعة ليس في سورية فحسب، بل في البلاد العربية والغربية. وورث ولداه (موفق وهشام) المحل، وما زالا مستمرين في تحضير وبيع البوظة العربية.

لا يزال المحل كما أسسه الوالد بديكوراته حتى أصبح معلماً من معالم سوق الحميدية ودمشق القديمة. وأصبحت بوظة بكداش ضمن نسيج دمشق الفلكلوري والتراثي، بحيث ارتبط اسمه بشكل وثيق بسوق "الحميدية" الشعبي التراثي المحلي، فما أن تذكر اسم "الحميدية" حتى تتذكر "بوظة بكداش" في قلب هذا السوق.


دلالات