الحرائق مستمرة في فرنسا وطلب طائرات مساعدة من أوروبا

الحرائق مستمرة في فرنسا وطلب طائرات مساعدة من أوروبا

26 يوليو 2017
محاولة السيطرة على الحرائق (بوريس أورفات/Getty)
+ الخط -

لا تزال الحرائق على أشدّها في مناطق عديدة في فرنسا، بما فيها مناطق من جزيرة كورسيكا، أمام نوع من العجز من قبل السلطات الفرنسية المختصة، اضطرها أمس إلى أن تطلب من جيرانها، خاصة إيطاليا وإسبانيا، إرسال طائرتي إطفاء (كانادير الكندية الصنع)، بصفة مستعجلة، وهو ما بادرت إيطاليا إلى تنفيذه، عبر إرسال طائرة إلى جزيرة كورسيكا للمساهمة في إطفاء الحرائق هناك، حيث أعلنت السلطات عن نجاحها في محاصرة الحريق، لكن عملية إطفائه لم تنته بعد.

ويواصل رجال الوقاية المدنية مقاومة الحرائق المشتعلة في جنوب شرقي فرنسا، في منطقة "فار" (Var)، حيث اشتعل حريق جديد ليلة الثلاثاء-الأربعاء، تحديدا في منطقة بورم-لي-ميموزا، وهي منطقة مأهولة، ولكن سكانها في الصيف يزدادون ضِعفاً أو ضِعفَيْن، التهم أكثر من 800 هكتار. وعلى الفور، تم إجلاء أكثر من 12 ألف شخص، بينهم الكثير من السياح الفرنسيين والأجانب. وقد هبّ نحو 560 شخصا لمقاومة النيران ومحاولة محاصرتها.

وفيما يخص السكان الذين أُرغموا على مغادرة مساكنهم، ويقدر عددهم بـ3 آلاف، فقد تكفلت باستقبالهم مراكز الاستقبال التابعة للبلدية، فيما فضّل كثير من السكان والسياح قضاء الليل على الشاطئ.

وصرحت بلدية مدينة بورم-لي-ميموزا، بأن الحريق أتى على أكثر من 600 هكتار من الأشجار.

وعلى الرغم من أن الحرائق غالبا ما تحدث في هذه المناطق بسبب الجفاف الحاد ودرجات الحرارة العالية، وهو ما تعاني منه البرتغال أيضا وإسبانيا، والتحقيق البوليسي ثم القضاء لم يقولا كلمتهما بعد، إلاّ أن عمدة مدينة بورم-لي- ميموزا، بادر بالحديث عن "عمل إجرامي وراء هذا الحريق، الذي بدأ في الساعة العاشرة ليلا، أي في وقت لا تستطيع فيه طائرات الإطفاء الاشتغال".



وابتداءً من الساعة السابعة من صباح اليوم، تمت تعبئة وسائل جوية هامة، خمس طائرات، من أجل وضع حد للحريق الذي تساعده رياح كانت تتراوح سرعتها بين 60 و70 كيلومتراً في الساعة، والتي قد تخفّ سرعتها هذا الصباح إلى ما بين 40 و50 كيلومتراً في الساعة.  

وقد دفعت منطقة "فار" ضريبة كبيرة في هذا الشأن، حيث عرفت، خلال اليومين الماضيين، حرائق كبيرة، تمّ التحكم فيها، صباح اليوم الأربعاء، بعد أن أتلفت 500 هكتار. فيما كانت حصيلة الحريق الذي ضرب بلدة أرتيغ، ما بين 1600 و1700 هكتار. أما حريق منطقة "بوش دو-رون"، وتحديدا في غابات مدينة مارتيغ، فقد تمت السيطرة عليه، صباح اليوم، عند الساعة التاسعة والنصف، تقريبا، بعد أن أتلف عدة هكتارات، واستدعى الأمر تدخل 200 إطفائي.

ولكنّ هؤلاء الإطفائيين لم ينعموا بالراحة، إذ سرعان ما توجهوا لإطفاء حريق جديد في منطقة "بينيي"، اشتعل صباح اليوم. 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحرائق التي لم تتوقف عن الازدياد في جنوب شرقي فرنسا، وفي الساحل المتوسطي وفي جزيرة كورسيكا، أتت على أكثر من 4000 هكتار في يومين فقط.       

وتعود الصعوبات التي تعاني منها منطقة "فار" وغاباتها، أكثر المناطق التي تعرف حرائق مماثلة كـ"فوكلوس" وكورسيكا العليا و"ألب-ماريتيم"، حسب السلطات، إلى نشوب رياح قوية وبالغة السرعة، دفعت نحو 340 من رجال المطافئ لتنفيذ أكثر من 78 تدخّلا.   

الأضرار والتداعيات والإجراءات المتخذة

تسببت الحرائق المتواصلة في ما أسماه مساعد عمدة بلدة "لاكاروا-فالير"، روني كارادانت، بـ"كارثة إيكولوجية حقيقية"، حيث إن "كل شيء احترق. لم يتبقَّ شيءٌ. كل شيء أصبح أسود. إحدى أجمل مواقع أوروبا، البرية والمتوحشة، الجميلة جدا بخضرة الغابات وزرقة البحر، والتي تستوطنها حيوانات، أصبحت لا شيء". 

كما كشفت هذه الحرائق عن تقادم الوسائل والطرق التي تم تجهيزها لمقاومة الحرائق في فرنسا، وهو ما دفع نقابة الطيران المدني إلى التهديد بتنفيذ إضراب إذا ما لم يتمّ تعزيز الوسائل والتجهيزات.

واعتبر أحد النقابيين أن "الاستراتيجية في هذا المجال هي، بشكل كلي، موضع انتقاد، بسبب نقص حاد في الوسائل الجوية"، وكشف أن العديد من طائرات "كانادير" لم تستطع الإقلاع، بسبب تقادمها أو غياب الصيانة، في الوقت الذي كانت فيه 3000 هكتار تتعرض للحريق.

وأعلن مسؤول في الداخلية الفرنسية أن فرنسا تعتبر ثاني بلد في العالم يتوفر على "أسطول جوي، أسطول دولة"، مضيفا أن فرنسا البلد الوحيد "الذي يتوفر على وسائل جوية كاملة، ابتداء من طائرات تراكر، القادرة على إلقاء 3 أطنان، مرورا بطائرات "كانادير" التي تلقي 6 أطنان، إلى طائرة "داش" التي تلقي 10 أطنان، والتي تعتبر فرنسا البلد الوحيد الذي يستخدمها".

وعلى الرغم أيضا من تصريح وزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب، بأن "أسطول فرنسا اليوم كافٍ"، إلا أنه استدرك بأن الأسطول "يحتاج على الدوام إلى عمليات صيانة، حين يعود إلى الأرض". ثم حاول التخفيف من غضب نقابة الطيران، ومن انتقادات المواطنين والمنتَخبين، فأعلن عن تقديم الحكومة طلب شراء ثماني طائرات قاذفة للمياه من نوع "داش".​




المساهمون