كهف إينيشكي معلم سياحي في الشمال العراقي

كهف إينيشكي معلم سياحي في الشمال العراقي

25 يوليو 2017
تجذب المطاعم الأثرية آلاف الزوار من العراق وجوارها(العربي الجديد)
+ الخط -


خلال التسعة قرون الماضية تنقل كهف إينيشكي في محافظة دهوك شمالي العراق من معبد لأبناء الديانة الزرادشتية إلى كنيسة للمسيحيين الكاثوليك ثم إلى معبد لليهود وأخيرا إلى مستشفى خاص بالمسلحين الأكراد خلال سبعينيات القرن الماضي انتهى المطاف به أخيرا إلى مطعم فخم يقدم مختلف أنواع الأكلات العراقية والعربية والكردية والتركية ليتحول إلى أحد أبرز معالم جبال دهوك الواقعة في مدينة العمادية شمال المحافظة الواقعة في إقليم كردستان العراق ويقصده آلاف الزوار شهريا خاصة هواة طعام الحيوانات البرية كالماعز الجبلي والغزال وغيرها من الحيوانات التي تنتشر في تلك المنطقة.

وينتشر الكثير من المطاعم السياحية الأثرية داخل إقليم كردستان العراق الذي يزخر بالعديد من المناطق الطبيعية الخلابة الجاذبة للسائحين من أقصى ووسط العراق وحتى من بعض البلدان المجاورة إلا أن هذا المطعم الواقع وسط جبل متينا الشاهق ويبتعد 40 كيلومترا عن مركز المحافظة دهوك، يمكن أن يكون الوحيد الذي يتكلف الزوار عناء الطريق فقط للاستمتاع بأجوائه حيث حرص صاحب المطعم الجديد على عدم تغيير أي شيء في الكهف وظل على حاله باستثناء نصب الإنارة والطاولات ومكان طبخ وشي الأكلات.

ويقول مدير مطعم كهف إينيشكي الحاج فريق صبري في تصريح إنه يحاول الآن إجراء تغييرات على الكهف بهدف الاستمرار في جذب السياح دون المساس بروح المكان وتكوينه الذي نحتته الطبيعة. ويضيف "الزوار يأتون من كل مكان للأكل والجلوس والتقاط الصور التذكارية وللمكان سحر وراحة كبيرة يشعر بها المرء".

وقال أحد السياح ويدعى سالم لطيف (38 عامًا)، من بغداد، لـ"العربي الجديد" في كل عام نقصد شمال العراق خلال فصل الصيف لأنه يزخر بالكثير من المواقع الطبيعية فضلا عن الاختلاف في درجات الحرارة بين مناطق الإقليم وباقي مدن العراق وإن تحويل الكهف إلى مطعم خطوة مهمة للحفاظ على هذه المناطق الأثرية من جهة وتعريف الناس والجذب السياحي من جهة أخرى، وهناك الكثير من الكهوف داخل إقليم كردستان العراق مهملة بطريقة تبعث للحزن.


يقع وسط جبل متينا الشاهق في محافظة دهوك (العربي الجديد) 


من جهته، قال التاجر أبو سمير المشهداني (52 عاماً)، من ديالى لـ"العربي الجديد" في كل عام أسافر مع عائلتي مع شركات سياحية إلى المناطق الطبيعية في إقليم كردستان العراق وقد زرنا أغلب الشلالات والمناطق الطبيعية وقبل فترة تحدث بعض الأصدقاء عن هذا الكهف وقررنا أن نذهب إلى الكهف خاصة أنه يتواجد بداخله مطعم ما يعني توفر الخدمات المرجوة للعائلة، وأضاف أن مثل هذه المناطق والآثار في العراق والتي تتمنى الكثير من الدول لو انها تملك واحدا منها يجب أن تحظى باهتمام أكبر.

ولفت المشهداني إلى أن هناك بعض المواقع والمناطق ترفع الأسعار كثيرا ما يؤدي إلى عدم تمكن بعض العائلات من التمتع بالطبيعة الخلابة والاستجمام خلال فصل الصيف ما يعني قلة عدد السياح نتيجة الغلاء وارتفاع الأسعار فضلا عن الازمة المالية التي تسببت بتقليص نفقات العوائل.


يكثر زوار كهف إينيشكي في فصل الصيف (العربي الجديد) 







واتخذ الزرادشتيون هذا الكهف كمعبد ليتحول لاحقاً إلى مكان ديني لدى المسيحيين أيضا كما يسجل الباحثون أن اليهود كانوا يحيون أعيادهم بهذا الكهف مطلع القرن الماضي ثم تحول إلى أشبه ما يكون بمستشفى منيع لجرحى المسلحين الأكراد المناهضين للحكومات العراقية المتعاقبة منذ العهد الملكي بالعراق وحتى نهاية السبعينيات

ويقدر عدد السياح الذين يزورون مطعم كهف اينيشكي بما بين 3 وأربعة آلاف شخص غالبيتهم من عراقيي الوسط والجنوب.


تحول الكهف إلى مطعم مع ازدهار السياحة في كردستان(العربي الجديد) 


مقصدا للآلاف من محافظات الشمال العراقي(العربي الجديد) 


ويعتبر كهف إينيشكي السياحي الواقع في قرية إينيشكي ضمن محافظة دهوك قضاء العمادية من المواقع الأثرية والسياحية المهمة في إقليم كردستان العراق، من حيث الموقع بطبيعته الخلابة وموقعه العالي البارز وصفاء جوه البارد صيفاً والدافئ شتاءً.

يذكر إن أكثر من 860 فندقا في إقليم كردستان، و1625 مطعماً ومقهى سياحيا، أغلقت غالبيتها في وقت سابق بسبب قلة عدد السياح والأزمة المالية.






وقال آسو أحمد أحد زوار المطعم "دخلنا الكهف بعد رحلة مشي على الأقدام لساعتين ركضنا ولحقنا بخنزير بري وفشلنا في اصطياده ثم لحق بنا الخنزير وخفنا منه فتركنا الدجاجة التي اشتريناها من مطعم الكهف بالطريق وعدنا مرة أخرى للمطعم لنتغدى".

ويضيف هذه من أحلى الأمور التي يمكن ان تفعلها خاصة إذا صرت على عتبات الأربعين. مبينا أن هناك كهوفا أخرى استنسخت تجربة كهف إينيشكي لكنه يبقى الأكبر حجما والأكثر سحرا"، لافتاً إلى أننا "نؤكد على الشركات السياحية أن تضع الكهف ضمن برنامج الرحلة كونه مغرياً للغاية.


المساهمون