مستشفى عراقي يلقي كبار السن في الشارع

مستشفى عراقي يلقي كبار السن في الشارع

02 يوليو 2017
مصير أحد كبار السن في موقف سيارات الإسعاف (فيسبوك)
+ الخط -


فجّرت إدارة مستشفى اليرموك في بغداد أزمة أخلاقية تفاعل معها الشارع العراقي بغضب واسع، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عنها، بعد أن أقدمت على رمي عدد من المرضى كبار السن في الشارع مع إنهاء فترة علاجهم، بحجة أنه لم يأت أحد لأخذهم.

وبلغ عدد كبار السن الذين ألقتهم المستشفى خلال أسبوعين سبعة مسنين، فضلاً عن طفلة بلا أبوين وصلت مصابة في معارك الموصل وجرى رميها في ساحة الوقوف الخاصة بالمستشفى، قبل أن تتكفل بها عائلة وجدتها بالصدفة ليلاً عند باب المستشفى.

وتمكن ناشطون من سحب بعض الحالات من الشارع وتوفير مكان مؤقت لهم، إلا أن آخرين ما زالوا يبيتون في باحة المستشفى وحديقتها بعد تعاطف حراس المستشفى مع حالاتهم.

في موقف سيارات الإسعاف الفوري داخل المستشفى، حيث تتجاوز الحرارة نهاراً خمسين درجة مئوية، يتمدد أحمد جميل (67 عاماً) على سرير مسند بحجارة كي لا يقع على الأرض، بعد أن طردته المستشفى وألقته في الشارع، ولأنه ليس لديه مكان يلجأ إليه عاد إلى باحة المستشفى، وحالفه الحظ بالعثور على سرير قديم للنوم عليه منذ أيام.

يقول جميل لـ"العربي الجديد": "أنا من الموصل، نقلتني القوات الأمنية إلى بغداد بعد قصف داري، وأنا الوحيد الذي بقيت على قيد الحياة، وليس لدي راتب أو معيل، وأعاني من تصلب الشرايين. إدارة المشفى أخرجتني لأنني لا أملك كلفة العلاج، وناشدت الحكومة بالتدخل ولكن لا مجيب، وأدعو إلى ربي كي يأخذ روحي لأنني لم أعد أريد العيش هكذا".


وعود بمحاسبة المسؤولين عن رمي المسنين وهم بدون معيل في الشارع (فيسبوك) 




وقال طبيب في مستشفى اليرموك، طلب عدم ذكر اسمه، إن مدير المستشفى أمر بطرد من لا أهل له.

وأضاف "التصرف حيواني بصراحة، ولا يمت لأخلاق المهنة بصلة، ويمكن الآن معرفة سبب تردي الواقع الصحي بالعراق الذي يشرف عليه أشخاص دخلاء على المهنة". وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "إلقاء المرضى خارج المستشفى محزن وغير إنساني".

وقال نائب رئيس لجنه الصحة النيابية، فارس البرفكاني: "فوجئنا بطرد عدد من المسنين من المستشفى، وإن من أصدر هذا القرار سيحاسب بشدة"، مبيّناً لـ"العربي الجديد" أن "تحقيقاً عاجلاً وفورياً سيفتح لنقف على أسباب هذا الحادث، وتشخيص الجهة المقصرة، ورفع توصية برلمانية بإنزال أقصى العقوبات بمن كان السبب وراء الحادثة".


صورة تبيّن المكان الذي ينام فيه المسنان العراقيان (فيسبوك) 


وقال منتسب في مستشفى اليرموك، لم يذكر اسمه، إن "الحالة ليست الأولى، بل طردت الإدارة آخرين قبلهم، لكن لم تلاحظ وسائل الإعلام الأمر"، مؤكداً أن مستشفيات أخرى قامت بالفعل نفسه وبعلم وزيرة الصحة عديلة حمود.

ويعكس خلو العاصمة العراقية بغداد من دور لإيواء المسنين، وانتشار ظاهرة المشردين في الشوارع، واحدة من صور الفساد في عراق ما بعد الاحتلال الأميركي. ولا يزال في بغداد دار واحد للمسنين يتسع لنحو 200 مسن بني في سبعينيات القرن الماضي.