تأجيل الامتحانات في جامعة إدلب بسبب اشتباكات مسلحة

تأجيل الامتحانات في جامعة إدلب بسبب اشتباكات مسلحة

19 يوليو 2017
امتحان الطالبات في جامعة إدلب (فيسبوك)
+ الخط -



أعلنت إدارة التعليم العالي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية اليوم الأربعاء، عن توقيف الامتحانات المقررة اليوم في جامعة إدلب، إلى موعد وعدت بالإعلان عنه لاحقاً. وبينت أن الغرض من التأجيل هو الحرص على سلامة الطلبة في الجامعة نتيجة للظروف الأمنية السيئة التي تعيشها المحافظة.

وبدأت الامتحانات الجامعية في إدلب الأسبوع الماضي بعد تأجيلين مشابهين، الأول كان بسبب موجة الحرارة العالية التي ضربت المحافظة وسط غياب الكهرباء، والآخر بسبب الحملة الأمنية التي شنتها جبهة "فتح الشام" في المدينة أخيراً.

ويشهد عدد من مناطق محافظة إدلب، ومنها سراقب وسرمدا واحسم وخان السبل، اقتتالاً مسلحاً بين تنظيمي هيئة "تحرير الشام" وحركة "أحرار الشام"، يصعّب على الطلاب القاطنين في المدن والبلدات في ريف إدلب الوصول إلى الجامعة، بسبب توقف حركة السير على معظم الطرق الواصلة بين المدينة والريف الجنوبي.

ولقي تأجيل الامتحان ردود فعل متباينة في أوساط الطلاب. وعبّر سالم (20 عاماً) وهو طالب في كلية الزراعة في الجامعة عن امتعاضه من التأجيل الأخير، قائلاً "جئت من ريف جسر الشغور إلى إدلب، مساء أمس، رغم الوضع السيئ على الطرقات، لأُفاجأ بالإعلان عن التأجيل في الصباح، جاء القرار متأخرا جداً بعد أن تكبدت عناء السفر".

أما عبد الرحمن (22 عاماً) وهو طالب في كلية الآداب، فعبّر عن "ارتياحه لتأجيل الامتحان بسبب عدم قدرته على الوصول من سراقب إلى إدلب"، كما أعرب عن استيائه في الوقت نفسه من حالة عدم الاستقرار التي يعيشها قطاع التعليم في المحافظة، قائلاً "أيام يتوقف الدوام بسبب قصف النظام، وأيام أخرى بسبب قتال فصائل المعارضة".







وتضم جامعة إدلب العديد من الكليات والمعاهد، ومنها كلية الزراعة والآداب والاقتصاد والمعهد الطبي والشرعي. وكانت جامعة إدلب تتبع في السابق جامعة حلب، لكن بعد سيطرة فصائل المعارضة على محافظة إدلب وخروجها عن سيطرة النظام فصلت بينهما، وتحولت إلى جامعة مستقلة، تعتمد في تمويلها على الأقساط بسبب غياب التمويل الحكومي.

وأشار عبد الرحمن إلى "إحداث العديد من التغييرات في الجامعة بعد فصلها عن جامعة حلب عام 2015، الأهم أنها باتت تصدر شهادة مستقلة منها، لكنها للأسف غير معترف بها خارج المناطق المحررة، كونها لا تتبع جهة حكومية معترفاً بها حتى اليوم، أيضاً باتت مدفوعة ويصل قسط الجامعة إلى 300 دولار سنوياً، وتحولت غير مختلطة، يتناوب الذكور والإناث على الدوام فيها".


تأجيل الامتحانات يتكرر (فيسبوك) 


وتعد الرسوم المالية إحدى أكبر العقبات التي تواجه كلاً من إدارة الجامعة والطلاب، إذ يعجز عدد من الطلاب عن الإيفاء بكامل الرسوم، ما دفع الجامعة أخيراً لفصل عدد كبير من المتخلفين عن الدفع ومنعهم من التقدم للامتحانات.

وقال محمد (19 عاماً) وهو طالب في كلية الاقتصاد في جامعة إدلب: "تقدمت لامتحان الشهادة الثانوية الذي ينظمه الائتلاف، وحصلت على الشهادة، كان التسجيل في جامعة إدلب الخيار الوحيد لي، رغم أنها غير معترف بها خارج مناطق المعارضة، عدا عن أنه لا يمكنني السفر إلى مناطق النظام أصلا، تخوفي الوحيد هو عدم إيجاد فرصة عمل مناسبة بعد التخرج، علماً إني أعمل بأعمال البناء اليوم إلى جانب دراستي".


المساهمون