مليشيات "الحشد" تُغرق العراق بالمخدرات الإيرانية

مليشيات "الحشد الشعبي" تُغرق العراق بالمخدرات الإيرانية: مستوى قياسي بالاتجار والتعاطي

14 يوليو 2017
انتشرت المخدرات بين أوساط الشباب (باولا برونستين/Getty)
+ الخط -
بعد أيام قليلة من إعلان السلطات القضائية عن إطلاق حملة وصفتها بالواسعة لمواجهة المخدرات في العراق وبغداد بشكل خاص، حذّرت منظمات مدنية من خطورة الوضع الذي وصلت إليه بغداد على مستوى تعاطي المخدرات والاتجار بها، فيما أكد مسؤولون بالأمن أن شبكات منظمة مدعومة من مليشيات معروفة تقف وراء عمليات تهريبها من إيران إلى العراق.

وحذّر رئيس منظمة مدنية عراقية، اليوم الجمعة، من خطورة انتشار أنواع عديدة من المخدرات والحشيش في بغداد، تُدار تجارتها من قبل شبكات مرتبطة بالمليشيات.

وقال رئيس منظمة السلام العراقية المعنية بشؤون حقوق الإنسان، الدكتور محمد علي لـ"العربي الجديد"، إن "العاصمة بغداد تليها البصرة وبابل ثم النجف وصلت إلى معدلات قياسية في تعاطي المخدرات والاتجار بها". وأضاف أن معدل المتعاطين في تلك المناطق تجاوز خمسة في المائة وهذه أعلى نسبة يصلها العراق في تاريخه.

وبيّن أن "إجراءات الشرطة وباقي قوات الأمن، لا ترتقي إلى خطورة الموقف حالياً بالعراق، وهناك شبكات منظمة تديرها جماعات ضمن مليشيا الحشد الشعبي مسؤولة عن إدخال المخدرات للعراق من خلال إيران تحديداً".

وأكد وفاة تسعة شبان في شهر واحد نتيجة جرعات زائدة من المخدرات، وتسجيل حالات قتل، مشيراً إلى أن "شبكات وعصابات التهريب لها غطاء تتحرك به وتكاد تكون الشرطة عاجزة عن التعامل معهم بسبب ارتباطهم بالحشد الشعبي أو علاقات مع ضباط شرطة فاسدين".


من جهته، قال رئيس محكمة استئناف الرصافة، القاضي ماجد الأعرجي في تصريح صحافي، إن "حملةً أطلقها القضاء لمواجهة ظاهرة المخدرات في العاصمة ومجابهة خطرها".

وتابع الأعرجي أن "المحاكم والتحقيقات التي تجريها تؤكد تفشي ظاهرة المخدرات بشكل كبير لا سيما في بعض المقاهي في العاصمة، والقضاء نبه إلى هذا الخطر وقمنا بحملة كبيرة للتصدي له على أكثر من مستوى بتوجيهات من رئاسة مجلس القضاء الأعلى"، مطالباً "البرلمان العراقي بتعديل مواد عقوبة متعاطي المخدرات وتشديدها كجزء من ردع هذا الخطر".

وأشار إلى أن "المفارز الأمنية بالتعاون مع القضاء ألقت القبض على بعض التجار الموردين للمخدرات وحُكموا بعقوبة الإعدام، وهو الحكم القانوني وعلى الجميع مؤازرة القضاء لمكافحة هذه الظاهرة".

من جهته، قال أحد ضباط قسم مكتب مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية ويدعى المقدم عباس الربيعي لـ"العربي الجديد"، إنّ "ظاهرة المخدرات بدأت تنتشر بشكل سريع في بغداد وباقي المحافظات والشرطة تراقب عصابات ومقاهي تروج لها، وتمكنا خلال هذا العام من اعتقال 65 من تجار ومتعاطي المخدرات في بغداد فقط، يضاف لها نحو 150 تاجراً ومروجاً في محافظات الجنوب".

وأضاف أن "القوة صادرت كميات كبيرة وفككت معامل مختصة في تعليب وتشكيل هذه المخدرات وتعبئتها على شكل أدوية لتوزيعها في بغداد والمحافظات". وأشار إلى أن "هناك بعض المقاهي تتعامل وتروج للمخدرات بين الشباب".

وشدد على أنه توجد "أسواق شعبية وصيدليات وهمية تتعامل بالمخدرات وتبيعها على نطاق كبير في بغداد وغيرها من المدن"، مؤكداً أن "60 بالمائة من الجرائم الجنائية التي سجلت هذا الشهر ارتكبها أشخاص متعاطون".

وفي السياق، قال الطبيب في مستشفى بغداد عمر أحمد لـ"العربي الجديد"، إن "هناك أقساماً خاصة لمعالجة مدمني المخدرات وسجلنا ارتفاعاً في أعداد المتعاطين ولكن القليل منهم يتماثل للشفاء بسبب فقر الإمكانيات لدينا"، لافتاً إلى أن الشريحة التي ابتليت بها هي الشباب ويشكل الذكور منهم نحو 95 بالمائة وخمسة بالمائة فقط هم من الإناث، ولا تختص بالطبقة الفقيرة بل هناك عوائل ثرية ابتلي أبناؤها بالإدمان على المخدرات.

وبيّن أن مواد الكريستال والكوكايين والحشيش والقنب والخشخاش تتخذ أسماء ومصطلحات محلية جميعاً تأتي من إيران أو أفغانستان عبر إيران أيضاً، كما أن أدوية لا تمنح إلا بوصفات طبية خاصة باتت ضمن المواد التي يتم تعاطيها مثل المورفين والكلوروفورم والسومادريل والأرتين والمكدون والفاليوم.