"رايتس ووتش": حصار قطر يشتت شمل العائلات الخليجية

"رايتس ووتش": حصار قطر يشتت شمل العائلات ويمنع دراسة الطلاب

13 يوليو 2017
انتهكت حقوقهم بسبب السياسات (سيان غالوب/Getty)
+ الخط -

أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الخميس، بأن الحصار المفروض على قطر من السعودية والإمارات والبحرين، يتسبب في انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان، كما ينتهك الحق في حرية التعبير ويؤدي إلى تشتت العائلات وتوقف الرعاية الطبية؛ كما يؤدي إلى انقطاع التعليم.

ووثّقت المنظمة الدولية في تقريرها الصادر اليوم، حالات 50 مواطناً من قطر والبحرين والسعودية، وأكثر من 70 وافداً أجنبياً يعيشون في قطر، انتهكت فيها حقوقهم بسبب الحصار المفروض منذ 5 يونيو/حزيران.

وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، سارة ليا ويتسن: "تنتهك النزاعات السياسية التي يشنها حكام الخليج حقوق سكان المنطقة ممن يعيشون حياتهم بسلام ويعتنون بأسرهم.. وُضع مئات السعوديين والبحرينيين والإماراتيين أمام خيار صعب: إما تجاهل أوامر بلادهم أو ترك عائلاتهم ووظائفهم".

وقال مواطنون خليجيون لـ"هيومن رايتس ووتش"، إنّ هناك آباء أُبعدوا قسراً عن أطفالهم الصغار وأزواجاً عن زوجاتهم، ومُنع أفراد أسر من زيارة أهاليهم المرضى أو المسنين، بسبب الحصار المفروض على الدوحة منذ الخامس من يونيو/حزيران الماضي.

وساقت المنظمة شهادات عن رجل قطري، قال إنه انفصل عن زوجته السعودية الحامل التي كانت تزور أسرتها في السعودية وبقيت هناك عندما فُرضت القيود، فيما أكدت امرأة قطرية أنها تركت زوجها البحريني (70 عاماً) في البحرين لأن سفارتها نصحتها بالعودة إلى قطر.

كما اختبأت امرأة بحرينية لمنع حكومتها من معرفة بقائها مع زوجها القطري وابنتها القطرية البالغة من العمر شهرين، وفق تقرير المنظمة.


وهدّدت بعض دول الخليج مواطنيها الذين بقوا في قطر بعقوبات محددة. وضعت "المديرية العامة للجوازات" في السعودية قطر ضمن قائمة الدول الممنوع على المواطنين السعوديين السفر إليها تحت عقوبة حظر السفر 3 سنوات وغرامة 10 آلاف ريال سعودي (2600 دولار أميركي).

وفي 13 يونيو/حزيران، أصدرت وزارة الداخلية البحرينية أمرا ينص على أن "كل من ينتهك الحظر يُسحب جواز السفر الخاص به ويُرفض طلب تجديده".

وردّا على تقارير عن تشتت العائلات، أعلنت السعودية والبحرين والإمارات في 12 يونيو/حزيران الماضي، عن منحها استثناءات للسفر من وإلى قطر "للحالات الإنسانية للأسر المختلطة"، كما أنشأ كل بلد خطوطاً هاتفية ساخنة، لكن من بين 12 مواطناً خليجياً قالوا إنهم حاولوا الاتصال بها، تمكن 2 من الحصول على إذن للذهاب والعودة، في حين قال آخرون إنهم لم يتصلوا لخوفهم من استخدام تلك الدول الخطوط لاكتشاف هويات من بقوا في قطر، وفق تقرير المنظمة.

وبحسب التقرير، أكد مواطنون خليجيون آخرون إن القيود المفروضة على السفر أوقفت علاجهم الطبي أو دراستهم. وقال والدان قطريان إن طفليهما فوتا جراحات مجدولة لهما في مستشفيات سعودية، أحدهما فتاة قالت أمها إنها قد تصاب بالشلل إن لم تحصل على علاج متخصص.

وعرضت امرأة قطرية كانت في سنتها الثالثة في جامعة إماراتية على "هيومن رايتس ووتش" نسخة لرسالة إلكترونية مرسلة من مسؤول جامعي في 7 يونيو/حزيران تقول إن الجامعة أزالتها من دوراتها الصيفية والخريفية متمنية لها "النجاح في مسيرتكم التعليمية". كما فُصلت امرأة قطرية من سنتها الدراسية الطبية الأخيرة فجأة في الإمارات.

وقال جميع الطلاب القطريين ممن تمت مقابلتهم إن القيود المفروضة على السفر أجبرتهم على العودة إلى قطر.

وقالت ويتسن: "على دول الخليج التراجع قليلا ورؤية ما تسببت به من ضرر لمواطنيها. عليها وضع رفاهية الناس كأولوية قبل ممارسة لعبة القوة المسيئة".

وسحبت كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر سفراءها وموظفيها من قطر، ما جعل من الصعب تجديد جواز سفر رعايا تلك الدول الذين ليس لديهم تصريح بالبقاء في قطر. كما يواجهون عقبات كبيرة في الحصول على وثائق للأطفال حديثي الولادة.

(العربي الجديد)