مهجرو الوعر بين كابوسي حياة المخيمات والبطالة

مهجرو الوعر بين كابوسي حياة المخيمات والبحث عن عمل

08 يونيو 2017
مهجرون من حي الوعر (العربي الجديد)
+ الخط -
بعد مرور 15 يوماً على انتهاء عمليات تهجير النظام السوري لأهالي حي الوعر، يعاني عشرات آلاف المهجّرين الذين يقطنون مخيمات النزوح في ريف حلب وريف إدلب من أوضاع إنسانية تزداد سوءاً مع ارتفاع درجات الحرارة، في ظل غياب المال أو العمل.


ويقطن القسم الأكبر من مهجري الوعر اليوم في مخيمات النزوح في محيط مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي، ويروي عبد الحميد، أحد الأهالي المهجرين، لـ"العربي الجديد"، عن المعاناة اليومية في المخيمات قائلاً: "لا يتوفر الماء ولا الكهرباء، نستطيع الحياة بلا كهرباء لكن ليس بلا ماء، خصوصاً في رمضان في ظل هذا الحر الشديد، فالمنطقة التي يوجد فيها المخيم شبه صحراوية، وهناك مشكلة كبيرة في الحمامات الجماعية التي تخدّم المخيم، ومخاوف من انتشار الأمراض".

ويضيف "أنا من المحظوظين لأنني خرجت في الدفعات الأولى، وبالتالي حصلت على خيمة لعائلتي. كثير من أقاربي يعيشون في خيام مشتركة كبيرة في مخيم زوغرة غربي مدينة جرابلس، حيث لا يوجد أي خصوصية. أوضاع المخيم تتحسن ببطء شديد. توزع المنظمات مساعدات إغاثية بالحد الأدنى للعيش، من الجيد أنها لم تمطر هذه الأيام، حين أمطرت تحول حال المخيم إلى كارثة".

ويعاني أهالي الوعر المهجرون من صعوبة الحصول على عمل، خاصة أن المخيمات بعيدة عن مراكز المدن، يقول تامر "28 سنة"، "أنا خريج هندسة كهربائية، لم أعمل في مهنتي في الوعر بسبب الحصار، العمل في هذه الظروف ليس لأصحاب الشهادات، لذلك تحولت للعمل بصيانة الأجهزة والهواتف".

ويضيف: "بعد تهجيرنا إلى هنا تركت عائلتي في المخيم وتوجهت للمدينة للبحث عن عمل، وحين لم أجد قررت أن أعرض خدماتي في الهواء الطلق، واستطعت جلب بعض الزبائن، الأسعار مرتفعة ومن الصعب على مهجّر أن يتحمل أعباء دفع إيجار سكن، لكني أعمل بجد لأستطيع إخراج عائلتي من المخيم، خاصة أن الخارجين من المخيم ليس لديهم أي فرصة للحصول على أي مساعدة إغاثية".

ويتابع "في ظل الحصار لم يكن يتوفر لدينا أي شيء، أما هنا فكل شيء متوفر إلا المال. كثير من شبان الوعر يعانون من مشكلة انعدام فرص العمل، اتجه كثيرون للعمل بالزراعة في أراضي ريف حلب الشمالي، والبعض سجلوا أسماءهم للانضمام إلى الشرطة الحرة المسؤولة عن أمن المنطقة، وآخرون انضموا إلى فصائل الجيش الحر".

في مخيمات إدلب التي وصل إليها نحو 6 آلاف مهجر، لا يبدو الوضع أفضل حالاً، يقول خالد عبد الحي، وهو شاب مهجر من الوعر: "جئنا إلى هنا بعد أن حذرنا أقاربنا من الذهاب إلى جرابلس، نعاني من غلاء الأسعار الذي تسببه الكثافة السكانية الكبيرة في إدلب، والتي يجتمع فيها أغلب مهجري سورية، من الوعر والقابون وبرزة".

ويضيف "استطعت مع عدد من أصدقائي أن نجد عملاً يومياً في الزراعة، بالكاد نتدبر من خلاله مصاريفنا اليومية، ونقيم في غرفة كبيرة مبنية داخل الحقل الذي نعمل به، القسم الأكبر من العائلات التي وصلت إلى هنا يقيم في مخيم الساعد بمعرة الأخوان، وهو عبارة عن مجموعة كرفانات طويلة مقسمة إلى قسم للنساء وآخر الرجال، والبعض الآخر في مخيم البيوت الطينية في القرية التي تحتوي على نحو خمسين بيتاً، في كلا المخيمين الأوضاع مزرية وعمليات الإغاثة ليست منظمة، المحظوظون هم العائلات التي حصلت على 100 دولار كمساعدة وهم من الدفعتين الأولى والثانية فقط".

المساهمون