عساه يكون خيراً

عساه يكون خيراً

08 يونيو 2017
(علي جاد الله/ الأناضول)
+ الخط -
يصلّي في المسجد العمري الكبير في قطاع غزّة. وقبل أن ينام، يشعر بالرضى، وقد أتمّ واجباته الدينية. يكثر من الدعوات. الهموم كثيرة في قطاع غزة، وما من مجال للراحة إلّا إذا تناسى هو وآخرون همومهم. الهموم كثيرة. يختفي بعضها لتظهر أخرى. حصار وفقر وبطالة واحتلال وغيرها. في قلبه الكثير. يصلّي ويدعو الله. لا بدّ أن يكون الفرج قريباً.

يدرك أن عائلات غزة تعاني الكثير. للعام الثالث على التوالي على سبيل المثال، تضطر عائلة الفلسطيني حسين شاهين للإفطار على أنقاض منزلها المدمّر منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع صيف عام 2014. ورغم الدمار الكبير الذي أصاب المنزل، إلا أن الأسرة المكونة من الزوج حسين، والزوجة سماهر، وطفلتهما سلمى، تقيم فيه بشكل دائم، وقد أصلحا غرفة صغيرة.

حتّى اليوم، تنتظر الأسرة إزالة ركام منزلها المدمّر بشكلٍ شبه كامل، وإعادة إعماره، أسوة بأسر فلسطينية أخرى.

وتزيد درجات الحرارة المرتفعة من معاناة الأسرة، التي تجد نفسها محرومة من الاستمتاع بشهر الصيام. وتُفاقم أزمتا انقطاع الكهرباء والمياه من معاناة الأسرة. وتقول سماهر (32 عاماً) لـ "الأناضول": "في عام 2014، تعرّض منزلنا للتدمير الكلي، ولم يعد صالحاً للسكن، ولم نجد مأوى. أصلحنا جزءاً منه وسكنّا فيه، ولم نتلق سوى قليل من المساعدات". تصف حياتها بـ "الصعبة جداً، خصوصاً في شهر رمضان، وتشكو من النمل والفئران والقطط والديدان والبعوض".

أما الرجل في الصورة، فيصلي ويدعو، عساه يكون خيراً.

المساهمون