اليامابوشي يفتحون أبوابهم

اليامابوشي يفتحون أبوابهم

30 يونيو 2017
لهم تقاليدهم في الفنون القتالية (فرانس برس)
+ الخط -

كثيرة هي الطرق التي يلجأ إليها الناس طلباً للراحة. بعضهم يذهب إلى المعتقدات الدينية والسحرية والعلاجات البديلة وعلم النفس والتأمل واليوغا وما شابه، وبعضهم الآخر يتجه إلى القراءة والكتابة والفنون والرياضة والجهد البدني أو أيّ هوايات مختلفة أخرى. الهدف هو الراحة المنشودة من مجتمع قائم على التنافس المتعب، بل القاتل، خصوصاً في منظومات اقتصاد السوق.

طوال 1300 عام، لم يفتح رهبان اليامابوشي في اليابان أبواب بيوتهم لأحد من خارج البلاد. هم يعيشون في الجبال وتحكمهم معتقداتهم بإرشاد الناس إلى مبادئهم الطبيعية وفنونهم القتالية. لكنّهم هذا العام قرروا شيئاً مختلفاً للمرة الأولى بحسب موقع "جابان توداي" إذ أعلنوا عن إطلاق برنامج تدريبي يستهدف زائرين من خارج اليابان. أما المكان فهو جبل مخصص لهذه المدرسة الخاصة بأخلاقيات المذهب وفنونه القتالية.

المدرسة التي ستعرف باسم "يامابوشيدو" تنشط طوال الصيف الحالي في منخفضات جبال ديوا سانزان المقدسة. يقول أحد المنظمين من شركة "ميغورون إنك" التي تدير المشروع: "لقد أدركنا أنّ كثيراً من الناس حاولوا أن يجعلوا من التأمل وغيره من التدريبات الذهنية أسلوباً لحياتهم، لكنّنا أدركنا كذلك أنّ تعاليم اليامابوشي توفر أمراً مختلفاً عن ذلك، هو شيء أقوى بكثير".

تمارين اليامابوشي تقوم على فلسفة وضع نفسك في الطبيعة والشعور من دون تفكير وصولاً إلى شحن الذات من الداخل. تمارين اليامابوشي سريعة ومؤثرة وفعالة، وتزود الشخص بسياق قوي يمكّنه من حلّ المشاكل ومواجهة التحديات والأسئلة واتخاذ القرارات التي يحتاجها في حياته.

هذه التمارين استخدمت طوال قرون من أجل خلق مساحة لمواجهة التحديات التي يفرضها العصر على الإنسان، وهي ملائمة لهذا العصر بالذات، كما يقول القيّمون، بما يصبح المرء فيه أكثر انشغالاً يوماً بعد يوم، ولا فرصة لديه لاستعادة الحيوية وشحن طاقته.

اليامابوشيدو بدورها كلمة جديدة ابتكرها القيّمون على المشروع لتبسيط أسس التدريب أمام الزائرين الأجانب المستهدفين. لكنّهم يؤكدون أنّ اليامابوشي تتضمن بالإضافة إلى التدريبات الجبلية العملانية فلسفة وقيم رهبان اليامابوشي ومذهبهم الطبيعي.

دلالات