"فلسطين ع البسكليت"... مبادرة شبابية لتشجيع طواف الدراجات الهوائية

"فلسطين ع البسكليت"...مبادرة شبابية لتشجيع طواف الدراجات الهوائية

28 يونيو 2017
تشجيع الشباب على هذه الرياضة (فيسبوك)
+ الخط -
يواصل الشاب الفلسطيني صهيب سمارة جهوده التي بدأها قبل ثلاثة أعوام مع صديقه مراد طليب بتشجيع رياضة الدراجات الهوائية في الأراضي الفلسطينية، إلى أن تُوّجت تلك الجهود قبل ستة أشهر بمبادرة "فلسطين ع البسكليت"، ضمن فريق يضم أكثر من مائة شخص يجوبون قرى وبلدات ومدن الضفة الغربية.

يضم فريق "فلسطين ع البسكليت"، فئات مختلفة وأعماراً بين 13 عاماً و47 عاماً، منهم ذكور وإناث ومن محافظات الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، ويهوى ذلك الفريق رياضة "البسكليت" كما تسمى الدراجة الهوائية باللهجة الفلسطينية، ويمارسون تلك الرياضة كل يوم جمعة، إذ يختارون مكانا جديدا في الضفة الغربية لمسار دراجاتهم.


سمارة من بلدة بروقين بمحافظة سفيت شمالي الضفة الغربية، ويسكن حاليا في مدينة رام الله، نظرا لعمله ضابطا ومدرب إسعاف، وكان قد بدأ مبادرته هذه قبل نحو ثلاث سنوات مع صديقه مراد من بلدة بيت عور غرب رام الله وسط الضفة، بمبادرة فردية تطورت لاحقا إلى مبادرة سمّوها "دراجة ورام الله" كانت تطوف رام الله بمدينتها وبلداتها وقراها، وقد قرروا قبل ستة أشهر تسميتها "فلسطين ع البسكليت" لتشمل فلسطين، وأي تمثيل لفلسطين في أي دولة أخرى.

اضطر صهيب وصديقه في البداية لشراء 20 دراجة هوائية على حسابهما الشخصي، من أجل تشجيع تلك الرياضة وتجربتها في البداية من الشخص الذي يود الانضمام للفريق، وفي حال أعجبته الفكرة فإنه يشتري دراجة وتصبح لديه تلك الرياضة ممتعة ولا يستغني عنها، إذ يوضح صهيب سمارة أن تلك الرياضة تفرغ ضغط العمل في كل يوم جمعة، بعد أيام الأسبوع الشاقة، علاوة على الفوائد الصحية لها من تنظيف للرئتين وتقوية عضلات البطن واليدين والرجلين.



قبل نحو ثلاثة أشهر انطلقت مجموعة من فريق "فلسطين ع البسكليت"، والمكونة من 10 أشخاص بجولة "الحرية"، بمسار من القدس حتى العقبة الأردنية، من أمام حاجز قلنديا شمال القدس إلى العاصمة الأردنية عمان، ومن ثم مدينة العقبة الأردنية وقطعوا 550 كيلومترا، في رحلة استمرت أربعة أيام، حملوا فيه دراجاتهم وخيامهم ومستلزماتهم كأمتعة السفر عبر معبر الكرامة بين الحدود الأردنية الفلسطينية شرق الضفة، وأنجزوا رحلتهم التاريخية بقطع هذه المسافة وما واجهوه من معوّقات، وتحدٍ لأجل الإنجاز، خصوصاً صعوبة قطع تلك المسافة من قبل الفتيات.

لتخفيف الضغط وزيارة الأماكن التاريخية (فيسبوك)


يقول سمارة لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف العام من مبادرتنا هو تشجيع رياضة الدراجة الهوائية في فلسطين والاهتمام بها لأنها غير منتشرة، وكذلك تعريف الشباب الفلسطيني على طبيعة فلسطين الجميلة بمدنها وقراها وأرضها، وما شجعني أنني زرت أماكن كثيرة في فلسطين".

ويوثق فريق "فلسطين ع البسكليت" مساراتهم ورحلاتهم بالفيديو والصورة وبالتدوين الكتابي، ويأخذون صورا تذكارية في كل مكان يزورونه، وينشرون ذلك في صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).


يرسمون خارطة مسارهم قبل الرحلة (فيسبوك)


قبل كل مسار من رحلاتهم بدراجاتهم الهوائية، فإن الفريق يرسم خارطة لمسار سيره، ويتواصلون مع أهالي القرية أو المكان الذي يودون زيارته، ويدرسون طبيعة المكان جغرافيا وتاريخيا، وأية معلومات تهمهم عن المكان، فيما يكون أحد سكان القرية بانتظارهم، علاوة على أن بعض المشاركين حينما يعرفون أن مسار الدراجات في قريتهم أو مكان سكناهم يتواصلون مع الفريق كي ينضموا إليه، يوضح سمارة.

كل يوم جمعة ينطلق الفريق بمساره في المكان الجديد، منذ الساعة الخامسة فجرا إلى الساعة الخامسة مساء، يستريحون خلال اليوم كل 3 ساعات لمدة 10 دقائق، ويتخلل المسير زيارة لأي مكان تاريخي أو أثري قد يكون في المنطقة المراد زيارتها، ثم يتخلل ذلك وجبة غداء جماعية عبارة عن "قلاية بندورة على الحطب".


يتحدى الفريق كل صعوبات الطريق (فيسبوك)


لا بد للمشارك في المسار أن يمتلك دراجة جيدة تناسب المسير الداخلي أو دراجة بمواصفات تتحمل المسير الطويل إن كان المسير طويلا ولعدة أيام، وأن يمتلك كل شخص عدّة للصيانة وأمتعة ومستلزمات شخصية وملابس خاصة بسائق الدراجة الهوائية، علاوة على أن الفريق يجب أن تكون معه عدة إسعافات أولية.



وقد تواجه فريق "فلسطين ع البسكليت"، معيقات عدة، أهمها المادي، من أجل الاستمرار برحلات طويلة، وما قد يتعرض له المشاركون من أذى وإهانات ومنع أو تقييد لحرية الحركة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومن تلك المعقيات عدم وجود جسم رسمي يحتضن هذه المبادرة ويطورها ويأخذ بيدها للعالمية، أما المعيق الاجتماعي فقد تغلب عليه فريق "فلسطين ع البسكليت" بعدما واجهوه بتحدٍ لنظرة المجتمع بثقافة العيب لوجود فتيات مع الفريق، حيث يوجد في الفريق اليوم نحو 40 في المائة من الفتيات غالبيتهن من المحجبات.



الفريق الذي يستمتع برياضة الدراجات الهوائية، لا فرق لديه بين فصول السنة، لكن الفصل الأفضل بالنسبة له هو الربيع، وفي فصل الصيف يختارون الفترة الصباحية المبكرة التي تبدأ منذ بزوغ الفجر، أو قد يبدأ المسار من بعد العصر حتى المساء، أما الأهم فلا بد من أن يدرس الفريق الحالة الجوية، خاصة في الصيف والشتاء.

دلالات

المساهمون