إنترنت غزة ضحية لأزمة الكهرباء

إنترنت غزة ضحية لأزمة الكهرباء

27 يونيو 2017
لا يستغني أحد عن الإنترنت(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


"الإنترنت قاطع"... هذه هي الجملة الأكثر ترديداً بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في قطاع غزة، إلى جانب مجموعة أوصاف توضح حجم الأزمة التي بدأت وتفاقمت منذ نحو شهرين، تزامناً مع أزمة الكهرباء، وتقليص وصولها حتى 3 - 4 ساعات يومياً.

وعبّر مجموعة من النشطاء عن غضبهم واستيائهم من فصل خطوط خدمة الإنترنت "ذات الدفع المسبق" والتي أصبحت تصلهم وفق "جدول" يذكرهم بجدول الكهرباء والماء وباقي الخدمات، عبر منشورات ومشاركات قالوا فيها "بات وضع الإنترنت أسوأ من أزمة الكهرباء"، "الإنترنت يقطع يومياً لفترات طويلة"، "أصبح وضع الإنترنت لا يطاق، فقد زادت فترات قطعه عن قطع الكهرباء".

وكتب الناشط عز الدين الأخرس عبر صفحته "نعاني في غزة من مشكلة جديدة، وهي انقطاع الإنترنت لساعات عن المشتركين من الاتصالات بحجة عدم القدرة على شحن بطاريات المقاسم بسبب نقص الكهرباء". بينما قال أبو يزن النجار: "المشكلة يومية، وتقريبا يبدأ الموضوع ليلا، حتى ساعات الصباح، الشركة قائمة ع شحن البطاريات من خلال مولدات خارجية متنقلة، ولا تستعملها في ساعات المساء".

وكتب الناشط أنس اليازوري: "منذ ما بعد الأزمة بأسبوعين تقريبا (أي منذ شهر ونيف من الآن)، بعد انقطاع التيار الكهربائي بأربع ساعات كان يفصل الإنترنت، أما الآن فبعد أقل من ساعتين من انقطاع الكهرباء يفصل الإنترنت"، مضيفاً أن "موظفة خدمات المشتركين أو الدعم الفني، تتنصل من مسؤوليتها، وتدعي أن ثمة مشكلة عامة في المنطقة".

أما الناشط أنس سمحان، فقد أوضح لـ "العربي الجديد" أن الإنترنت يقطع عن منطقة الزنة شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة يومياً من الساعة الرابعة حتى السابعة صباحاً، وقد ازداد سوءاً خلال الفترة الأخيرة. وأوضح الناشط رامي الجخبير أن "الإنترنت سيئ للغاية ولا يطاق"، موضحاً: "اشتركت بإنترنت بسرعة 16 ميغا، وخط نفاذ 8 ميغا، لكنني أشعر أنها أقل من 2 ميغا".




وخالف الناشط حسن عاشور تلك الآراء قائلاً: "الاتصالات تعطي خط نفاذ ليمرر عن طريقه الإنترنت، والمشكلة تعود لمزود الإنترنت، وهذا ما يميز شركة عن أخرى، وفي بعض الأحوال يتأثر الإنترنت في منطقة معينة في ساعة الذروة نتيجة الضغط".

وقال الناشط محمد أبو عمرو: "لا يوجد عندنا مشكلة في شمال قطاع غزة، ولا يفصل الإنترنت لدقيقة واحدة، إذ يتم تشغيل كبائن الاتصالات على مولد كهرباء مركزي".

واتجه عدد من النشطاء والصحافيين وسط حالة الجدل، للاشتراك بخطوط الإنترنت المباشرة، حيث قال أحمد غانم إنه اشترك في خدمة "واي فاي مباشر" بسرعة تتجوز 6 ميغا وبسعر بسيط، ووافقه في الرأي أحمد شلدان، الذي قال: "منذ شهرين انتقلت إلى بيت جديد ولم أتمكن من نقل الهاتف بسبب نقص الإمكانيات "اللوجستية" في شركة الاتصالات، وكان الحل يتمثل بالاشتراك في إنترنت مباشر عن طريق (الواي فاي، نانوستيشن)، وبسعر أوفر".

ورفض بعضهم مقاطعة مزودي الخدمة، إذ قال محمد البابا: "لا يجب مقاطعة خدمة ندفع ثمنها، يجب أن نطالب قانونياً الشركة بدفع بدل الخسائر". وقالت مريم علي إنّ المقاطعة "لن تؤثر في الشركة، لأن الدفع مسبق، ومعظم الفواتير تعمل وفق برامج ثمنها ثابت بالفاتورة، وبالتالي لن تجدي المقاطعة نفعاً للمواطن ولن تؤثر سلباً على الشركة".

وكانت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" قد نبهت إلى إمكانية حدوث انقطاع في خدمات الاتصالات في بعض المناطق في القطاع نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لساعات طويلة. وأوضحت الشركة، أنّ الانقطاع أثر على عمل الطواقم الفنية في إعادة شحن الأجهزة نتيجة عدم وصول الكميات الكافية من الكهرباء لها، وحذرت الشركة أن الأمور قد تتطور مستقبلا لتشمل مناطق إضافية.