الجزائر تطلب مساعدة دولية للتكفل باللاجئين الأفارقة

الجزائر تطلب مساعدة دولية للتكفل باللاجئين الأفارقة

28 يونيو 2017
تجمع لنازحين أفارقة في منطقة وادي الكرمة (العربي الجديد)
+ الخط -



طالبت الجزائر، يوم الثلاثاء، بمساعدة دولية للتكفل بآلاف المهاجرين الأفارقة الذين يتدفقون على أراضيها، خاصة من مالي والنيجر، متعهّدة برعاية وحماية النازحين من دول الساحل هروبا من الفقر والنزاعات، وذلك ردا على دعوات ترحيلهم بسبب تواجدهم العشوائي في المدن الجزائرية.

وقالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، خلال زيارتها لتجمع خاص بنازحين أفارقة في منطقة وادي الكرمة في ضواحي العاصمة الجزائرية، إنه "يتعين على القوى العظمى دعم الجزائر، من خلال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين"، مشيرة إلى أن "هذا المسعى لا يجب أن يقتصر على تسخير الوسائل وترك بلد الاستقبال يتصرف كما يحلو له".

وهذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها الجزائر مساعدة دولية للتكفل باحتياجات المهاجرين والنازحين الأفارقة إلى أراضيها، إذ كانت ترفض في السابق كل مساعدة من هذا القبيل من دول أو منظمات إنسانية دولية.

وانتقدت بن حبيلس "إغلاق أوروبا، التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، حدودها في وجه اللاجئين"، وحملت "القوى الكبرى مسؤولية المآسي الإنسانية في العالم، والتي يجب أن تتقاسم الحمل مع الجزائر، التي تتكفل بآلاف اللاجئين القادمين أساسا من سورية والدول الواقعة جنوب الصحراء".


وشددت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري على أن "الجزائر لن تتخلى أبدا عن مساعدة الرعايا الأفارقة الذين لجأوا إليها نتيجة الأوضاع المأساوية والظروف الاجتماعية الصعبة التي تواجهها بلدانهم"، مضيفة أن بلادها "متمسكة بقيمها الإنسانية والتضامنية النابعة من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وأصالتها العريقة القائمة على مبادئ التضامن".

وفسرت بن حببلس تدفق المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء على الجزائر برغبتهم في العيش والهروب من الأوضاع المأساوية في بلدانهم، مبرزة أن "أغلبهم يقومون بالترحال ويتمركزون  بشكل كبير في تمنراست، جنوبي العاصمة الجزائرية، وهم يتنقلون من مركز لآخر، حيث يجدون كل المرافق الضرورية، وبعد تلقيهم العلاج واستعادة قواهم يغادرون المركز نحو آخر بولاية مغايرة".

واعتبرت بن حبيلس أن زيارتها مخيم تجمع الأفارقة في ضواحي العاصمة الجزائرية "تأكيد رسمي على مدى اهتمام الجزائر بمساعدة العائلات الأفريقية التي لجأت إليها".

ويتواجد في التجمع الذي زارته الممثلة الحكومية أكثر من 1600 شخص، أغلبهم من النيجر.

وقد أقام النازحون مخيما عشوائيا تحت جسر، ونظموا خلال شهر رمضان صلاة التراويح، وكانت جمعيات خيرية تقوم بتنظيم عمليات تضامنية وإفطار لصالحهم.

ونفت مسؤولة الهلال الأحمر الجزائري صحة التقارير التي تحدثت عن مشاكل يتعرض لها الأفارقة في الجزائر، ووصفتها بـ"الادعاءات والانتقادات التي لا أساس لها من الصحة"، وجددت التأكيد على "أهمية تنفيذ القرار الهام الذي اتخذته الحكومة الجزائرية"، وأعلن عنه وزير الداخلية، نورالدين بدوي، قبل أيام، والمتعلق بإعداد بطاقات خاصة بهؤلاء المهاجرين لتنظيم المساعدات الموجهة لهم.

وكشفت الوزيرة السابقة عن أن الجزائر تتكفل بأزيد من 40 ألف لاجئ سوري، يستقبل عدد كبير منهم في 20 مركزا للهلال الأحمر  الجزائري، الذي يضم إقامات مجهزة في منطقة سيدي فرج في ضواحي العاصمة الجزائرية.

وشددت بن حبيلس على أن "هذا الاستقبال يشمل أيضا التكفل التام بأطفال هؤلاء اللاجئين في الجوانب المتعلقة بالصحة والغذاء والتمدرس، ومنهم من اجتازوا شهادة البكالوريا، وآخرون يزاولون دراستهم بالجامعة".

وقالت إن الجزائر "ستواصل دعمها ومساندتها بشتى الوسائل للاجئين، لا سيما الأفارقة والقادمين من الدول العربية".

وكان رئيس الحكومة الجزائرية، عبد المجيد تبون، قد تعهد بحماية الحكومة للمهاجرين الأفارقة، وحذر كل الأطراف المحلية التي تطالب بترحيلهم إلى بلدانهم، أو الإساءة إلى سمعة الجزائر في مجال قيم التضامن، مشددا على أن "الجزائر تقوم بمسؤولية تاريخية وأخوية اتجاه رعايا دول الجوار الأفريقي، خاصة مالي والنيجر"

المساهمون