التميس الأفغاني يغزو موائد غزة الرمضانية

التميس الأفغاني يغزو الموائد الرمضانية في غزة

22 يونيو 2017
التميس الأفغاني بنكهة فلسطينية (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

بات خبز "التميس" الأفغاني، يميز موائد الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى جانب الطعام الفلسطيني التقليدي، ويحرص الفلسطينيون على شرائه ساخنا في اللحظات الأخيرة قبيل الإفطار أو السحور لتناوله.

وانتقل "التميس"، إلى غزة من السعودية التي ينتشر بشكل كبير فيها، والذي تعرف عليه كثير من الغزيين خلال فترة تواجدهم بها، وتسابقت خلال الآونة الأخيرة المخابز المحلية العاملة في القطاع، وبعض المتعطلين عن العمل إلى إعداد الخبز الأفغاني، بعد أن شهد رواجًا واسعًا خلال فترة بسيطة، رغم أنه ليس من الأطعمة الدارجة لدى الغزيين.

وما يجعل إقبال الغزيين عليه هو سعره الضئيل مقارنة مع مخبوزات أخرى ذات أسعار أعلى، فضلاً عن مذاقه المميز وطريقة تحضيره المختلفة عن وجبات الطعام التقليدية المنتشرة في المطاعم المحلية.
لا يفوت الشاب الفلسطيني محمد رأفت، يومًا في الأسبوع إلا وينتظر أمام أحد المخابز القريبة من منزله من أجل شراء التميس له ولعائلته، رغم أنه تعرف عليه قبل مدة بسيطة فقط. يقول رأفت، لـ "العربي الجديد"، إنه لاحظ قبل فترة من شهر رمضان انتشار التميس في أحد المخابز القريبة، فقرر أن يقوم بتجربته، قبل أن يعتبره لاحقا أحد الأطعمة المميزة التي يتناولها عدة مرات أسبوعيًا في أوقات مختلفة.
ويضيف الشاب الغزي أن السنوات القليلة الماضية شهدت دخول العديد من أصناف الأطعمة إلى القطاع، خصوصًا الخليجية والأوروبية بعد عودة الكثير من الأسر الغزية التي كانت خارج القطاع إليه.

وعمدت المخابز الغزية إلى صناعة أفران خاصة تلاءم طريقة إعداد التميس، بعد أن زاد الإقبال عليه، حتى أن البعض يضطر في كثير من الأحيان للانتظار لما يزيد عن ساعة للحصول عليه، خصوصًا في أوقات المساء والتي تشهد إقبالاً أوسع.
وتتنافس هذه المخابز في ما بينها على تقديم أصناف وأنواع جديدة من هذا الخبز، عبر إضافة أصناف وأطعمة جديدة عليه، كالأجبان أو الزعتر، وغيرها من الأصناف التي تلقى رواجًا لدى الغزيين ويقبلون على شرائها في أوقات الصيام والأيام العادية.

أما الغزية أم حسن، والتي عادت من السعودية قبل سنوات للاستقرار رفقة زوجها وأبنائها في القطاع، فبات الحصول على خبز التميس بالنسبة لها أمرًا يسيرًا وسهلاً بعد أن كان صعبًا خلال الفترة الماضية، كونه لم يكن متوفرًا في المخابز المحلية.
وتقول أم حسن لـ "العربي الجديد" إنها وعائلتها باتت تفضل شراء خبز التميس وتقبل عليه، بعد انتشاره في مختلف المخابز الغزية لتناوله أوقات الإفطار والسحور في شهر رمضان، عدا عن شرائه في الأوقات العادية نظرًا للطعم المميز الذي يتميز به عن أصناف الخبز العادية.

أما عبد العزيز الشنطي، مدير أحد المخابز المحلية في القطاع، فينشغل قبل نحو ساعتين من أذان المغرب في شهر رمضان في متابعة العاملين لديه في إعداد الخبز الأفغاني، وتنفيذه قبل اشتداد حالة الضغط والإقبال من قبل سكان المنطقة المحيطة بمخبزهم.
ويرجع الشنطي، في حديثه مع "العربي الجديد"، أسباب توجههم نحو إنتاج خبز التميس إلى الطلب المتكرر عليه للعديد من الغزيين والعوائل التي عادت من السعودية ودول الخليج، وهو ما اتضح بشكل واضح بعد أن بدأ إنتاجه بشكل يومي عبر حالة الإقبال الملحوظة على شرائه.

ويوضح أنه ومع تلاحق حالة الاهتمام والطلب عليه تواصلوا مع بعض الأشخاص الموجودين في السعودية لطلب طريقة صنعه، من أجل البدء في تنفيذه وطرحه أمام الراغبين في شراء خبز التميس في القطاع، وتقديمه بأسعار بسيطة ومحدودة تتلاءم مع واقع السكان المعيشي.


المساهمون