المرأة الحامل وجنينها في شهر رمضان
صحّة الجنين من صحّة أمّه (ألكسندرا بيير/ Getty)
ثمّة تداعيات للصيام على صحة المرأة الحامل وجنينها. أمر يتّفق عليه المعنيون، فيحذّرون من التجفاف وهبوط ضغط الدم والسكري وغيرها من الحالات الصحية المحتملة
هل يمكن للمرأة الحامل أن تصوم شهر رمضان من دون أن تعرّض جنينها أو نفسها للخطر؟ سؤال يتكرّر في كلّ عام، قبيل شهر الصيام وخلاله. الأطباء من ذوي الاختصاص يبدون جازمين بضرورة امتناع المرأة الحامل عن الصيام. لكنّهم أمام إصرار بعض النساء، يشدّدون على مجموعة شروط صحية لا بدّ من الالتزام بها.
يقول الاختصاصي في الطب النسائي والعقم الدكتور باسكال جرجورة إنّه "وبحسب رأيي الطبي، لا أحبّذ صيام المرأة الحامل. فهي سوف تبقى لمدّة 12 ساعة من دون تناول أيّ طعام أو مياه، ومن شأن ذلك أن يجعلها تشعر بالتعب. كذلك هي في حاجة إلى شرب المياه لتفادي التجفاف، لا سيّما مع ارتفاع الحرارة في فصل الصيف". ويشدّد جرجورة لـ "العربي الجديد" على أنّ الأمر يتعلّق بنمط عيش كلّ امرأة. إذا كانت امرأة عاملة خارج المنزل وتتعرّض للشمس في تنقلاتها، فإنّها سوف تحتاج من دون شكّ إلى كميّة مهمة من المياه، تجنباً لحدوث أيّ تقلصات تؤثر على حملها، خصوصاً أنّ المرأة الحامل تحتاج في الصيف إلى شرب المياه كلّ ثلاث ساعات، لذلك أفضّل عدم صيامها". لكنّه يشير إلى أنّه "مبدئياً، تستطيع المرأة الحامل أن تصوم، إذ لا يؤثّر ذلك على غذاء الجنين".
من جهته، ينبّه الاختصاصي في الطب النسائي والعقم الدكتور فريد بدران من "مخاطر الصيام على جنين المرأة الحامل". ويقول لـ "العربي الجديد" إنّه "من غير المستحبّ أن تصوم رمضان من وجهة نظر طبية. فهي سوف تمضي وقتاً طويلاً من دون أكل أو شرب، ومن شأن ذلك أن يؤدّي إلى مشاكل صحية مختلفة مثل هبوط في ضغط الدم أو التهابات في المجاري البولية أو رمل وحصى الكلى، نظراً لامتناعها عن الشرب لفترة طويلة". يضيف بدران أنّ "الصيام سوف يؤثّر كذلك على مستوى السكر في الدم، ومن المحتمل أن يرتفع أو يهبط. فالحمل في الأساس يؤثّر على مستوى السكري في الدم". ويتابع أنّ عدم الحصول على الغذاء، "له أثره على صحة الجنين، لا سيّما نموّه وعظامه، نظراً إلى طول فترة الصيام".
أمّا الاختصاصي في الطب النسائي والعقم الدكتور إيلي مسعود، فيشدّد على "أهميّة أن تكون المرأة في وضع مريح خلال حملها". ويقول لـ "العربي الجديد" إنّه "لا يمكن إجبار المرأة الحامل على شيء. يمكنها الصيام إذا كانت صحتها تسمح لها بذلك. لكنّها، في حال شعرت بعدم ارتياح من أيّ نوع، عليها التوقّف". يضيف أنّ "الجنين، كلما كانت والدته مرتاحة، هذا يعني أنّه في أمان". ويشدّد مسعود على أنّه في حال "رغبت المرأة في الصيام، عليها ألا تتعرّض للشمس، لأنّها سوف تخسر كميات كبيرة من المياه، الأمر الذي يعرّضها للتجفاف".
في السياق، تقول الاختصاصية في طب التغذية الدكتورة نيكول صايغ إنّه "في العادة لا ننصح المرأة الحامل بالصيام، إذ إنّ ذلك سوف يجعلها تعاني في هذه الفترة من مشاكل في ضغط الدم ومن الإمساك ومن صعوبة إدرار البول". تضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "تناول الطعام ليلاً من شأنه أن يزيد متاعبها الصحية، على الرغم من أنّ ذلك لا يؤثّر مباشرة على الجنين". وتشدّد على أنّه "خلال النهار في فصل الصيف، تحتاج المرأة الحامل إلى شرب المياه بسبب ارتفاع حرارة الطقس. بالتالي، إذا لجأت إلى الصيام، فإنّها قد تتعرّض إلى التجفاف وإلى مشاكل في ضغط الكلى، إلى جانب الارتداد المريء والسكري والضغط".
اقــرأ أيضاً
لكنّ الاختصاصي في طب التغذية الدكتور أنطوان صليبا لا يوافق صايغ في كلامها حول صحة الجنين، ويحذّر من لجوء المرأة الحامل إلى الصيام، "لأنّ جنينها سوف يكون في خطر". ويقول لـ "العربي الجديد": "أبداً لا أحبّذ صيام المرأة الحامل أو حتى اتباعها حمية قاسية خارج نطاق رمضان. فعلى المرأة أن تأكل بطريقة متوازنة من أجل جنينها، فصحته هو من صحتها". يضيف: "ونحن نشدّد على تناول الغذاء بطريقة صحيحة تجنّبها هبوط السكري في الدم. فأيّ خلل في معدّل السكري له تأثيره الخطير على الجنين. كذلك هي تتعرّض لهبوط في ضغط الدم إذا لم تحصل على النظام الغذائي الخاص بالمرأة الحامل".
ويأتي رأي الاختصاصي في الحمية والتغذية الدكتور عمر عبيد جازماً يقول بعدم وجوب صيام المرأة الحامل أيّ صيام. ويوضح لـ "العربي الجديد" أنّه "لا ننصح بالصيام في فترة رمضان خوفاً من ردود فعل سلبية على صحة المرأة الحامل وصحة الجنين، خصوصاً في بداية الحمل وعند تكوّن أعضاء الجنين". يضيف: "ولا ننسى ضرورة تجنّبها كلّ ما من شأنه أن يؤدّي إلى التجفاف في فصل الصيف. فهذا خطر حقيقي على صحتها".
الاختصاصية في طب التغذية الدكتورة كلير شامية جازمة كذلك، وتحذّر من "تداعيات الصيام على المرأة الحامل، على صحتها وصحة جنينها". وتقول لـ "العربي الجديد" "شخصياً لا أنصح بذلك لا في شهر رمضان ولا في حال كانت المرأة الحامل تعاني من أيّ مرض. فهي بذلك لن تحصل على الغذاء المطلوب".
من جهة أخرى، يقول الطبيب الاختصاصي في الغدد الصماء والسكري الدكتور ألكسندر شعيب إنّه "لا عائقاً صحياً يمنع المرأة الحامل من الصيام إذا أصرّت على ذلك، شريطة أن تكون بصحة جيدة وتحصل على الوحدات الحرارية الكافية". ويشدّد لـ "العربي الجديد" على أنّ "أيّ خلل في ذلك بالإضافة إلى تعرّضها للشمس القوية، من شأنهما أن يؤديا إلى إصابتها بالإغماء نتيجة التجفاف وهبوط الضغط".
أمّا الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتور إيلي فرح، فيحذّر من "تأثّر نموّ الطفل في حال لجأت المرأة الحامل إلى الصيام". ويقول لـ "العربي الجديد" إنّه "على المرأة الحامل في حال شاءت الصيام، اتخاذ التدابير اللازمة. عليها تفادي الأماكن المشمسة والحرة، إذ إنّ ذلك سوف يجعلها تعاني من التجفاف هي وجنينها. فالأخير يحتاج إلى الحصول على السوائل من أمه بصورة دائمة".
اقــرأ أيضاً
هل يمكن للمرأة الحامل أن تصوم شهر رمضان من دون أن تعرّض جنينها أو نفسها للخطر؟ سؤال يتكرّر في كلّ عام، قبيل شهر الصيام وخلاله. الأطباء من ذوي الاختصاص يبدون جازمين بضرورة امتناع المرأة الحامل عن الصيام. لكنّهم أمام إصرار بعض النساء، يشدّدون على مجموعة شروط صحية لا بدّ من الالتزام بها.
يقول الاختصاصي في الطب النسائي والعقم الدكتور باسكال جرجورة إنّه "وبحسب رأيي الطبي، لا أحبّذ صيام المرأة الحامل. فهي سوف تبقى لمدّة 12 ساعة من دون تناول أيّ طعام أو مياه، ومن شأن ذلك أن يجعلها تشعر بالتعب. كذلك هي في حاجة إلى شرب المياه لتفادي التجفاف، لا سيّما مع ارتفاع الحرارة في فصل الصيف". ويشدّد جرجورة لـ "العربي الجديد" على أنّ الأمر يتعلّق بنمط عيش كلّ امرأة. إذا كانت امرأة عاملة خارج المنزل وتتعرّض للشمس في تنقلاتها، فإنّها سوف تحتاج من دون شكّ إلى كميّة مهمة من المياه، تجنباً لحدوث أيّ تقلصات تؤثر على حملها، خصوصاً أنّ المرأة الحامل تحتاج في الصيف إلى شرب المياه كلّ ثلاث ساعات، لذلك أفضّل عدم صيامها". لكنّه يشير إلى أنّه "مبدئياً، تستطيع المرأة الحامل أن تصوم، إذ لا يؤثّر ذلك على غذاء الجنين".
من جهته، ينبّه الاختصاصي في الطب النسائي والعقم الدكتور فريد بدران من "مخاطر الصيام على جنين المرأة الحامل". ويقول لـ "العربي الجديد" إنّه "من غير المستحبّ أن تصوم رمضان من وجهة نظر طبية. فهي سوف تمضي وقتاً طويلاً من دون أكل أو شرب، ومن شأن ذلك أن يؤدّي إلى مشاكل صحية مختلفة مثل هبوط في ضغط الدم أو التهابات في المجاري البولية أو رمل وحصى الكلى، نظراً لامتناعها عن الشرب لفترة طويلة". يضيف بدران أنّ "الصيام سوف يؤثّر كذلك على مستوى السكر في الدم، ومن المحتمل أن يرتفع أو يهبط. فالحمل في الأساس يؤثّر على مستوى السكري في الدم". ويتابع أنّ عدم الحصول على الغذاء، "له أثره على صحة الجنين، لا سيّما نموّه وعظامه، نظراً إلى طول فترة الصيام".
أمّا الاختصاصي في الطب النسائي والعقم الدكتور إيلي مسعود، فيشدّد على "أهميّة أن تكون المرأة في وضع مريح خلال حملها". ويقول لـ "العربي الجديد" إنّه "لا يمكن إجبار المرأة الحامل على شيء. يمكنها الصيام إذا كانت صحتها تسمح لها بذلك. لكنّها، في حال شعرت بعدم ارتياح من أيّ نوع، عليها التوقّف". يضيف أنّ "الجنين، كلما كانت والدته مرتاحة، هذا يعني أنّه في أمان". ويشدّد مسعود على أنّه في حال "رغبت المرأة في الصيام، عليها ألا تتعرّض للشمس، لأنّها سوف تخسر كميات كبيرة من المياه، الأمر الذي يعرّضها للتجفاف".
في السياق، تقول الاختصاصية في طب التغذية الدكتورة نيكول صايغ إنّه "في العادة لا ننصح المرأة الحامل بالصيام، إذ إنّ ذلك سوف يجعلها تعاني في هذه الفترة من مشاكل في ضغط الدم ومن الإمساك ومن صعوبة إدرار البول". تضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "تناول الطعام ليلاً من شأنه أن يزيد متاعبها الصحية، على الرغم من أنّ ذلك لا يؤثّر مباشرة على الجنين". وتشدّد على أنّه "خلال النهار في فصل الصيف، تحتاج المرأة الحامل إلى شرب المياه بسبب ارتفاع حرارة الطقس. بالتالي، إذا لجأت إلى الصيام، فإنّها قد تتعرّض إلى التجفاف وإلى مشاكل في ضغط الكلى، إلى جانب الارتداد المريء والسكري والضغط".
ويأتي رأي الاختصاصي في الحمية والتغذية الدكتور عمر عبيد جازماً يقول بعدم وجوب صيام المرأة الحامل أيّ صيام. ويوضح لـ "العربي الجديد" أنّه "لا ننصح بالصيام في فترة رمضان خوفاً من ردود فعل سلبية على صحة المرأة الحامل وصحة الجنين، خصوصاً في بداية الحمل وعند تكوّن أعضاء الجنين". يضيف: "ولا ننسى ضرورة تجنّبها كلّ ما من شأنه أن يؤدّي إلى التجفاف في فصل الصيف. فهذا خطر حقيقي على صحتها".
الاختصاصية في طب التغذية الدكتورة كلير شامية جازمة كذلك، وتحذّر من "تداعيات الصيام على المرأة الحامل، على صحتها وصحة جنينها". وتقول لـ "العربي الجديد" "شخصياً لا أنصح بذلك لا في شهر رمضان ولا في حال كانت المرأة الحامل تعاني من أيّ مرض. فهي بذلك لن تحصل على الغذاء المطلوب".
من جهة أخرى، يقول الطبيب الاختصاصي في الغدد الصماء والسكري الدكتور ألكسندر شعيب إنّه "لا عائقاً صحياً يمنع المرأة الحامل من الصيام إذا أصرّت على ذلك، شريطة أن تكون بصحة جيدة وتحصل على الوحدات الحرارية الكافية". ويشدّد لـ "العربي الجديد" على أنّ "أيّ خلل في ذلك بالإضافة إلى تعرّضها للشمس القوية، من شأنهما أن يؤديا إلى إصابتها بالإغماء نتيجة التجفاف وهبوط الضغط".
أمّا الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتور إيلي فرح، فيحذّر من "تأثّر نموّ الطفل في حال لجأت المرأة الحامل إلى الصيام". ويقول لـ "العربي الجديد" إنّه "على المرأة الحامل في حال شاءت الصيام، اتخاذ التدابير اللازمة. عليها تفادي الأماكن المشمسة والحرة، إذ إنّ ذلك سوف يجعلها تعاني من التجفاف هي وجنينها. فالأخير يحتاج إلى الحصول على السوائل من أمه بصورة دائمة".
