65.6 مليون مهجّر في العالم خلال 2016

أعلنت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الاثنين أن عدد النازحين واللاجئين نتيجة النزاعات في العالم بلغ رقما قياسيا وصل إلى 65.6 مليون شخص في عام 2016، مشيرة إلى أن العنف والاضطهاد والحروب تفرز أعدادا غير مسبوقة من اللاجئين والنازحين.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي تعليقا على تقرير "الاتجاهات العالمية" الجديد الصادر عن المفوضية اليوم، إن العدد الإجمالي لزيادة عدد المهجّرين البالغة 300 ألف شخص عام 2016 عن العام الذي سبقه قد تبدو طفيفة، لكنه "رقم غير مقبول بكل المعايير".

وأوضح التقرير أن القسم الأكبر من هذا العدد هو من النازحين داخل بلدانهم الذين سجلوا رقما قياسيا بلغ 40.3 مليون شخص بحلول نهاية 2016 بالمقارنة مع 40.8 مليونا في العام السابق. ويتركز العدد الأكبر من النازحين في سورية والعراق وكولومبيا. أما عدد اللاجئين الذي بلغ 22.5 مليون شخص نصفهم من الأطفال العام الماضي، فهو الأعلى في التاريخ.

ولفت إلى أن ما معدله شخص واحد من بين 113 شخصا حول العالم هو اليوم إما نازح أو لاجئ.

وبيّن التقرير الذي أطلقته المفوضية عشية اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف غدا الثلاثاء، أن النزاع المستمر في سورية منذ عام 2011 أسفر عن أكبر عدد من اللاجئين بلغ 5.5 ملايين شخص مع نحو 825 ألف شخص مسجلين في عام 2016، بحسب مفوضية اللاجئين.

ويثير استمرار النزاع قلق المفوضية الشديد خصوصا أن تمويل المساعدات الإنسانية أقل من عام 2016، رغم مليارات الدولارات التي تعهدت الأسرة الدولية بتقديمها في بروكسل في مطلع نيسان/أبريل الماضي. ويحمل هذا النقص في التمويل غراندي على التخوف من أن تصبح سورية "نزاعا منسيا".

ولفت التقرير إلى أن الأمم المتحدة دقت ناقوس الخطر هذا العام بشأن التدهور السريع للوضع في جنوب السودان بعد "الفشل الكارثي لجهود السلام في يوليو/تموز". وأوضح غراندي أن "جنوب السودان يشهد أزمة التهجير الأسرع تدهورا في العالم".

بعد أن نال جنوب السودان استقلاله في عام 2011، غرق في حرب أهلية في ديسمبر/كانون الأول 2014 أوقعت عشرات آلاف القتلى وأرغم أكثر من 3.7 ملايين الشخص على ترك منازلهم.

وأفاد التقرير أن عدد اللاجئين من جنوب السودان ارتفع بنسبة 64 بالمائة في الأشهر الستة الأخيرة لعام 2016 ليبلغ 1.4 مليون شخص. ومنذ يناير/ كانون الثاني، تم تسجيل نصف مليون لاجئ إضافي.

وتابعت المفوضية أن عمليات التهجير الجديدة للسكان لا تزال على مستوى مرتفع جدا. وأضاف التقرير أنه من مجمل المهجرين في كل أنحاء العالم العام الماضي، نزح 10.3 ملايين شخص خلال العام أكثر من نصفهم داخل بلادهم، ما يوازي شخصا يتعرض للتهجير كل ثلاث ثوان، والغالبية الكبرى من المهجرين في دول نامية أو ذات دخل متوسط.

وشدد تقرير المفوضية على أن "هذا الخلل الكبير في التوازن يعكس عدة عوامل منها خصوصا الغياب المتواصل للإجماع الدولي حول مسألة استقبال اللاجئين، وكون العديد من الدول الفقيرة قريبة من مناطق النزاع في العالم".