ليالي رمضان في عكا.. سحر ورونق وزوار للإفطار والسحور

أجمل ليالي رمضان في عكا.. سحر ورونق وزوار للإفطار والسحور

عكا

ناهد درباس

ناهد درباس
18 يونيو 2017
+ الخط -
تبقى مدينة عكا الفلسطينية الساحلية، وخاصة البلدة القديمة منها داخل الأسوار، ومن شاطئ العرب وبوابتها الشرقية، ساحرة وذات رونق خاص. كذلك تعجّ منطقة الغربي وداخل أزقتها ومينائها وخان العمدان وخان الشواردة بالزائرين في شهر رمضان الفضيل وفي أيام عيد الفطر.

تجذب هذه المدينة التاريخية الزوار إليها من فلسطينيي الداخل وكل مكان في ليالي رمضان بعد ساعات الإفطار. فتعجّ مقاهيها بآلاف الزوار بعد ساعة من تناول الإفطار.

وتنطلق الحناطير من ميناء عكا، وتجول داخل الأسوار في البلدة القديمة وتمر في أزقتها وأسواقها وصولاً إلى باحة مسجد الجزار. ويتلهف الزائرون على جولة الحنطور داخل المدينة البهية، ويصطفون بانتظار دورهم.

ثلث سكان مدينة عكا هم من العرب الفلسطينيين، ويقطنها ما يقارب عشرين ألفاً. وعلى الرغم من الخناق الذي يواجهه أهالي المدينة من قبل السلطات الإسرائيلية التي تسعى إلى تفريغ العرب من البلدة القديمة، إلا أن عكا صامدة بعروبتها وأزقتها وحجارتها وأسوارها.

ويستقبل فانوس رمضان إلى جانب دوار غسان كنفاني الوافدين إلى البلدة القديمة في عكا. ومن ثم مسجد الجزار الذي بناه أحمد باشا الجزار عام 1781 ويحمل اسمه. ويعتبر المسجد أحد أهم مساجد شمال فلسطين، لحجمه والفن المعماري الإسلامي الذي يبرز معالمه. كذلك يُشار إلى أنه من أجمل مساجد البلاد بعد مسجد قبة الصخرة في القدس.

تشتهر عكا بمطاعم السمك على شاطئ البحر والميناء ومنطقة الغربي الوفيرة، والتي تمتلئ عند الإفطار بالزائرين. ويعدّل أصحاب المطاعم لائحة الطعام في شهر رمضان لتشمل الشوربة كوجبة أولى وبعض المقبلات، تليها الأسماك على أنواعها من اللقز إلى السلطان إبراهيم إلى المرمور والقراص مسقار والأجاج والسردين، وحتى فواكه البحر من القريدس والصبيدن (الحبّار).





وتصطف المقاهي في خان الشوارده، والذي بناه ظاهر العمر في القرن الثامن عشر، في ساحة مربّعة محاطة بالعمدان وفي وسطها بقايا حوض ماء، ومن أبرزها مقهى الشام ومقهى الخان ومقهى الخليفة ومشاوي أبو الوليد. ويعج محل حلويات القشاش بالزوار الذين يطلبون المرطبات الخفيفة والقهوة والفواكه من البطيخ والشمام إضافة إلى الشيشة للترويح عن أنفسهم بعد يوم الصيام.

وتعلق المقاهي والمحال شاشات كيرة تعرض مسلسلات رمضان، إذ تمتلئ المقاهي عند العاشرة ليلاً مع بداية مسلسل باب الحارة. كذلك تعج المطاعم بالعائلات من ساعة الإفطار حتى ساعات الفجر والإمساك، ولا تغادر إلى بيوتها قبل تناول وجبة السحور، خصوصاً في نهاية الأسبوع.

أما أحمد، صاحب عربة الفول والذرة من خان الشواردة، فقال لـ"لعربي الجديد": "أعمل في المواسم شهر رمضان الفضيل وعيدي الفطر والأضحى فقط. والمعروف أن الوافدين في هذه الأيام يأتون من كل البلاد العربية لزيارة عكا، لأن للمدينة رونقها من مينائها إلى مطاعمها وأسواقها، هي مثل الجنة على البحر، وتشتهر بمطاعم السمك فيها. يقصدها زوار كثر لأكل السمك. وطبعا، هناك بعض المقاهي مثل الموجودة في خان الشواردة، والتي بنيت قبل 300 عام، وهذا يميز عكا عن باقي المدن نتيجة الحفاظ عليها واعتراف اليونيسكو بها".

وقال الموسيقي خير فودي، ابن عكا: "سنة بعد سنة تتطوّر البلدة، يأتونها من الجليل وحيفا والطيبة في المثلث وجميع بلدات الشمال، ونحن مثل عائلة واحدة، وهذا المطلوب. نحن نهزمهم، يريدون تفريقنا ومقاطعتنا لكن عكا تقول لهم انسوا ورمضان كريم".

وقالت منى الزائرة من الجليل: "لا يكتمل رمضان إلا بزيارة عكا في ليالي رمضان والسهر فيها، فهذه المدينة لا تشبه أي مكان أو بلدة أخرى، وتبقى عكا والقدس الأبهى في شهر رمضان".





ذات صلة

الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)

مجتمع

لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقّع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها.
الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
رمضان في شمال غزة رغم الحرب الإسرائيلية (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول من بقي من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خلق بعض من طقوس شهر رمضان وزرع بسمة على وجوه الأطفال، رغم المأساة وعدم توفر الأساسيات وسط الحرب المتواصلة.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.