بركة السلطان معلم فلسطيني أثري ضحية للتهويد

بركة السلطان معلم فلسطيني أثري ضحية للتهويد

16 يونيو 2017
تلوّث بركة السلطان الفلسطينية الأثرية (العربي الجديد)
+ الخط -


لا تنتهي محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وما تضمه من معالم أثرية، في محاولة لطمسها أو تغييرها لتتماشى مع محاولات فرض الهوية اليهودية وإلغاء الوجود العربي فيها.

وتضمّ البلدة القديمة بركة تعرف باسم "بركة السلطان"، تبعد نحو 200 متر عن الحرم الإبراهيمي ذي المكانة الكبيرة عند المسلمين، وبناها السلطان سيف الدين قلاوون الألفي، أواخر القرن التاسع عشر في الجهة الجنوبية من شارع الشهداء الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال، وهي بكل الأحوال تقع تحت سيطرة الاحتلال ومستوطنيه.

بُنيت البركة لسقي الحجاج القادمين من بلاد الشام وشمال فلسطين إلى الحرم الإبراهيمي، وهي مربّعة الشكل بمساحة 40 متراً طولاً و40 متراً عرضاً، ويبلغ عمقها 25 متراً، وقد أهملت خلال زمن الاحتلال البريطاني، وأعلنت منطقة عسكرية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وممنوع على الفلسطينيين ترميمها أو زيارتها.

تحوّلت البركة في السنوات الأخيرة إلى مكب لنفايات المستوطنين الذين احتلوا منازل الفلسطينيين في أحياء السهلة والشهداء ووسط البلدة القديمة، وباتت مطمعاً لطمس هوية المسلمين الذين تشكّل البركة لهم إحدى الدلالات الحقيقية التي تُثبت الأصول العربية للمدينة، وتفند مزاعم الاحتلال في فلسطين.

يقول خبير الخرائط والاستيطان في جنوب الضفة الغربية المحتلة، عبد الهادي حنتش، لـ"العربي الجديد"، إن "البركة تقع ضمن المنطقة المصنفة (H2) الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وفق ما يعرف بـ(اتفاقية أوسلو)، ما شكّل مطامع حقيقية للاحتلال، ليس في البركة التاريخية فحسب، بل في المنطقة كلها".

ويضيف أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تهويد المعالم السياحية والأثرية في فلسطين، وبالتالي فإن الطريق إليها محاطة بعشرات الحواجز والشوارع المغلقة، والأحياء المهجرة التي تم تهويدها".

وأغلقت البركة من قبل بلدية مدينة الخليل والأوقاف الدينية بعد أن حولها المستوطنون إلى مكب للنفايات، وبعدما أصبحت عملية وصول الفلسطينيين إليها صعبة بعد إغلاق شارع الشهداء في وجه سكانه، ولا يستطيع السكان استخدامها الآن خوفاً من قوات الاحتلال التي أغلقت المنطقة بالكامل بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، وأصبحت الآن تحت سيطرة الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة.

وأشار حنتش إلى أن "المدرسة الإبراهيمية تقع بالقرب من البركة، وهي الأكثر عرضة لاعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين، وتوجد خمسة حواجز عسكرية يجتازها الطلاب للوصول إلى المدرسة".

وبالقرب من بركة السلطان والحرم الإبراهيمي، يقيم المستوطنون الاحتفالات والطقوس الدينية في ملعب المدرسة الإبراهيمية الذي تغلقه قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى، ويمنع الفلسطينيون من الدخول إليها.

ويلفت خبير الخرائط والاستيطان إلى أن البركة ذات المكانة الدينية عند المسلمين، والأثرية بشكل عام، والمنطقة المحيطة بها، تعتبرها سلطات الاحتلال بالكامل ضمن التجمع الاستيطاني لمستوطنة "كريات أربع".