الإفطار الجماعي... طقس رمضاني في الجزائر

الإفطار الجماعي... طقس رمضاني متكرر في الجزائر

16 يونيو 2017
موائد الإفطار الجماعي تنتشر في أنحاء الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -


تجري التحضيرات على قدم وساق، ويظهر التنافس واضحاً بين الأحياء والمناطق والمدن والولايات الجزائرية على تنظيم موائد الإفطار الجماعية، في مبادرات لجمع العائلات والأسر والجيران والأصدقاء، وترسيخ التضامن بين أفراد المجتمع.

ويتحول "الإفطار الجماعي" في الأحياء والمدن، إلى العنوان الأكبر للأيام الأخيرة من شهر رمضان. البعض يحرص على رسم البسمة وإدخال الفرحة إلى قلوب المرضى والمسنين والعائلات الفقيرة، وهناك من يحاول جمع أكبر قدر ممكن من الأصدقاء والجيران الذين فرقتهم ظروف الحياة اليومية، كما أن بعض تلك الإفطارات تنظمها هيئات رسمية بالتنسيق مع جمعيات وناشطين في المجتمع المحلي.

في ولاية البليدة، ارتبطت التظاهرة الاجتماعية بملعب "الانتصار"، حيث نظمت جمعية "كافل اليتيم" بالتنسيق مع سلطات الولاية، أكبر مائدة إفطار جماعي بالملعب الذي احتضن مباريات كرة القدم للمنتخب الجزائري "الخضر"، وشهد أفراحه وأفراح الجزائريين كثيرا، واجتمع قرابة 2000 يتيم ونحو 1000 أرملة، فضلا عن منظمات المجتمع المدني.

واستحسنت السيدة مليكة، وهي أرملة وأم لأربعة أولاد، الفكرة، قائلة لـ"العربي الجديد"، إن مثل هذه المبادرات تدخل الفرحة إلى قلوب أبنائها، مضيفة أن هذه ليست مشاركتها الأولى في الإفطار الجماعي، بل شاركت في تظاهرات سابقة نظمتها الجمعية الأهلية في الشهر الفضيل.

ويرى كثيرون أن المجتمع الجزائري بحاجة إلى مثل هذه الفعاليات والمبادرات الاجتماعية. ويقول الإعلامي نور الدين لعرابة، لـ"العربي الجديد"، إن "مثل هذه الفعاليات الاجتماعية تغيب كثيرا في الساحة الاجتماعية الجزائرية، لكن الشهر الفضيل يرجعها إلى الواجهة في جو يسوده التكافل والتضامن، فيما تتراجع تدريجيا في الأيام العادية رغم انتشار الجمعيات واللجان التي تهتم بالشؤون الاجتماعية ومشاكل الأسر الجزائرية".




وتتضح المنافسة الشديدة بين الجمعيات والأحياء في هذا النوع من المبادرات من خلال انتشارها والتوسع في تنظيمها في مناطق عدة في الجزائر، وينشر كثير من المشاركين في المبادرات، وغيرهم من سكان المناطق، صورا ودعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في المبادرات التي أخذت بعدا اجتماعيا إيجابيا.

ويؤكد الباحث في علم الاجتماع، عادل عبادلي، لـ"العربي الجديد"، أن المجتمع الجزائري معروف بالتضامن، حيث "لا زالت تلك العادات تمارس في المدن لتزكي التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع"، معترفا بأنها تراجعت مع التحولات الاجتماعية التي عرفتها الأسرة الجزائرية، فضلا عن الظروف الأمنية والاقتصادية في فترات سابقة، "لكن الفعاليات تعود سنويا في شهر رمضان بقوة".

اللافت أن هذه المبادرات تكون متبوعة بسهرات وحفلات، تضم المنافسة على تجويد القرآن، وعروضاً لفرق المدائح في الهواء الطلق بعد صلاة التراويح، كما تشمل توزيع الحلويات المصاحبة لارتشاف الشاي والقهوة في سهرات رمضان الجزائرية.

المساهمون