حريق برج غرينفيل في لندن... تساؤلات واتهامات

حريق برج غرينفيل في لندن... تساؤلات واتهامات

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
15 يونيو 2017
+ الخط -

خلّف حريق برج غرينفيل شمال كينسيغتون غربي العاصمة البريطانية لندن، الكثير من التساؤلات، بالإضافة إلى مقتل 17 شخصاً حتى الآن، خاصة بعد تأكيد رجال الإطفاء أنّهم لا يتوقّعون العثور على أي أحياء في المبنى.

وقالت مفوّضة حريق لندن، داني كوتن، لهيئة الإذاعة البريطانية، إنّه ما زال هناك عدد غير معروف من الأشخاص في أطلال البرج المحترق. بيد أنّ العديد من الناس لم يفقدوا الأمل، ولا يزالون يسعون للحصول على أخبار عن أفراد أسرهم وأصدقائهم. في وقت لا يزال فيه ما يزيد عن 30 شخصاً في المستشفيات، 17 منهم في حالة حرجة.

في حين وعدت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، التي قامت بزيارة قصيرة إلى مكان الحادث، بإجراء تحقيق متكامل.

بدأ الحريق في وقت متأخر من ليل الثلاثاء- الأربعاء، في شقة في أحد الطوابق الدنيا بين الطابقين الثاني والرابع، قبل أن يجتاح 24 طابقا من المبنى، في أقل من ساعة، ما دفع إلى فتح تحقيقات من قبل دائرة الإطفاء وشرطة العاصمة والمدير التنفيذي لشؤون الصحة والسلامة، بعد أن وصف الحريق بأنه أشد النيران دموية منذ حريق استاد برادفورد عام 1985.

فقد العديد من الناس أحباءهم ومنازلهم في حريق من المستهجن أن يحدث في القرن الواحد والعشرين، وفي أحد أكثر بلدان العالم تطوراً، ويطالب هؤلاء بمعرفة الأسباب التي أودت بحياة أبرياء حرقا في المأساة الأشبه بجريمة غير مقصودة.

ويتداول كثيرون كيفية افتقاد مبنى بهذا الحجم جهازا مركزيا لإنذار الحريق، أو تعطّل الجهاز إن وجد، إذ استيقظ غالبية السكّان على أصوات الصراخ ورائحة الحريق بعد أن طرق الجيران أبوابهم أو تلقّوا اتصالاً هاتفياً، ولم يسمع أي منهم صوت الإنذار.

وتناولت وسائل الإعلام البريطانية باستهجان، تلك النصيحة التي دعت سكّان المبنى إلى البقاء في مساكنهم، وتساءلت إن كان ذلك ساهم في مقتل المزيد من الناس.

ويقول سكّان غرينفيل، إنّه تمّ مؤخراً وضع لافتات في المبنى تحمل توجيهات السلامة في حالة الحريق، وتنصحهم بالبقاء في سكنهم في حال وقوع حريق في أي مكان آخر غير شقتهم. وقال كثيرون إنّهم تلقّوا التعليمات ذاتها من قبل السلطات حين اتّصلوا على رقم الطوارئ للتبليغ عن الحريق يوم الأربعاء.

وفي هذا الإطار، قال مات وراك، الأمين العام للواء الإطفاء، إنّ التحقيق يجب أن يؤدّي إلى فهم أسباب الاندلاع السريع للنيران وانتشارها في المبنى بأكمله، وأوضح لـ"بي بي سي نيوزنايت": "الغاية من تقسيم بناء البرج إلى كتل، يهدف إلى فصل النيران، لذلك كان ينبغي أن تقتصر النار على الشقة أو الطابق الذي انطلقت منه".

وأضاف "ربّما أثناء عمليات التجديد تمّت المساومة على الجدران المقاومة للحريق والأبواب والسقوف، لذلك كانت دعوة الناس إلى البقاء في شققهم في غير محلّها. لا ينبغي أن يحدث هذا، وهذا هو الجانب الرهيب في هذا الحادث".

ولم يتم حتى الساعة الكشف عن سبب الحريق أو موقعه بالتحديد، بيد أنّ هناك أقاويل متكرّرة تشير إلى أنّه بدأ في مطبخ أحد السكّان بعد انفجار الثلاجة، ويختلف الناس بين الطابق الثاني أو الرّابع.


ويقول شهود عيان، إنّ الحريق انتشر عبر السطح الخارجي للمبنى بدلاً من الداخل، وتؤكّد لقطات فيديو عديدة هذه الأقاويل، ولفتت معظم وسائل الإعلام البريطانية، إلى أن المواد الخارجية التي تمّ تركيبها كجزء من تجديد المبنى الذي بلغت قيمته 10 ملايين جنيه إسترليني، في عام 2016، اشتعلت مثل عود الثقاب.

وتفيد التقارير أنّه تمّ تركيب الكسوة الخارجية لبرج غرينفيل، بغية تحسين مظهره المتداعي كونه شيّد عام 1974. بيد أنّ المواد المستخدمة قابلة للاحتراق، وتمّ ربطها بعدد من الحرائق في مبان شاهقة.

وأشار موقع "ديلي ميرور"، إلى عدد من الحرائق البارزة الأخرى المرتبطة بمثل هذه الكسوة في منطقة الشرق الأوسط والصين، وبموجب أنظمة البناء الحالية، يجب أن تكون الجدران الخارجية مقاومة للحريق، بيد أنّ هذا لا ينطبق على المواد التي استخدمت في برج غرينفيل. وأكّد خبراء أنّ هذا يعتبر خرقاً خطيراً لقوانين السلامة من الحرائق.

واشتكى السكّان من وجود مسلك واحد فقط للخروج من المبنى في حال نشوب حريق، وهو عبارة عن درج ضيّق لا يصله الضوء الطبيعي، ومع مرور الوقت وإلى أن أدرك الكثير منهم أنّهم بحاجة إلى الهروب، كان المخرج قد امتلأ بالدخان الأسود الكثيف، وتسبّب في العديد من الوفيّات بشكل مأساوي، وفق "ديلي ميرور".


ولم يكن المبنى مهيّأ بنظام رش المياه تلقائياً في حال نشوب حريق، الذي من الممكن أن يقلّل أو يطفئ الحرائق في المباني الشاهقة قبل وصول رجال الإطفاء، وهي مسألة أخرى أثارها سكّان البرج.

وبين الشكاوى الكثيرة لسكان غرينفيل، كانت القمامة التي تركت لتغلق مخارج الحرائق، بعد التجديد الذي انتهى في عام 2016، فضلاً عن المخاوف التي أثارها السكّان بشأن السلامة من الحرائق في غرينفيل على مدى أربع سنوات على الأقل، وفق ما ذكرت مجموعة عمل غرينفيل، الذين قالوا إنّهم نشروا العديد من التحذيرات في السنوات الأخيرة حول معايير السلامة من الحريق السيئة في برج غرينفيل وأماكن أخرى، وأن جميع تحذيراتهم لم تلق آذاناً صاغية، وأنّ كارثة كهذه كانت حتمية.

وفي مارس/آذار الماضي، حذّر الخبراء من أنّ الأبراج السّكنية معرّضة للخطر، لأنّ الحكومة تعطّل مراجعة اللوائح، ووعد غافن بارويل، الذي كان وزيراً للسكن حتى فقد مقعده في انتخابات الأسبوع الماضي، بمراجعة لوائح البناء لعام 2010، التي تتعلّق بسلامة الحرائق، بيد أنّ ذلك لم يحدث أبداً.

ذات صلة

الصورة

سياسة

انتظر تشارلز الثالث عقوداً قبل أن يصبح، الخميس، في سن الثالثة والسبعين، ملكاً خلفاً لوالدته إليزابيث الثانية. وفي ما يأتي بعض جوانب حياته في عدد من الأرقام.
الصورة
ري نباتات حديثة في بريطانيا (دينندرا هاريا/ Getty)

مجتمع

طالبت السلطات البيئية البريطانية المواطنين بترشيد استهلاك المياه بشكل كبير، مع إعلان حالة الجفاف في عدد من مناطق إنكلترا.
الصورة
جوليان أسانج (تابو جاياسيمي/Getty)

منوعات

ألغت المحكمة العليا في بريطانيا، اليوم الجمعة، قرار رفض تسليم مؤسس "ويكيليكس"، جوليان أسانج، إلى الولايات المتحدة، لمواجهة اتهامات بالتجسس.
الصورة

منوعات

دافع الأمير ويليام، الخميس، عن العائلة الملكية البريطانية في وجه اتهامات بالعنصرية وجهها شقيقه هاري وزوجة الأخير ميغان، خلال مقابلة عبر التلفزيون الأميركي، أغرقت الأسرة في أزمة عميقة.