"روبيو" الأمّي... رفيق المفكرين وناشر الثقافة في المغرب

"روبيو" الأمّي... رفيق المفكرين وناشر الثقافة في المغرب

الرباط

أحمد عابدين

avata
أحمد عابدين
13 يونيو 2017
+ الخط -
على مقعده الخشبي القديم، يجلس محمد مرضي، الذي عرفه الناس منذ مطلع الثمانينيات باسم روبيو، الذي يعني "الأشقر" بالدارجة المغربية، ويتذكر كيف تغيرت حياته بالكامل من نادل أمّي في مقهى باليما، إلى مثقف وأشهر بائع كتب في الرباط، وصديق عشرات الكتاب والمثقفين والشعراء.

"كان مقهى باليما بمثابة مدرسة تزدحم بالمثقفين والمناضلين، وبعد تركي مهنة النادل واتجاهي لبيع الصحف حصلت معي حادثة عابرة غيرت حياتي بالكامل"، هكذا يبدأ روبيو حين يستعيد ذكرياته في حديثه المصور مع "العربي الجديد".

ويتابع روبيو: "سألني أحد رواد المقهى الأفارقة عن إحدى المجلات، فارتبكت لأني لم أعرف أي منها يقصد لأني لم أكن أعرف القراءة والكتابة، فقال لي الجملة التي لم ولن أنساها طوال حياتي وترجمها لي لحظتها أحد الأصدقاء (اللي ما يقراش ما خصوش يبيع القراية)، ومنذ ذلك اليوم بدأت مشواري مع القراءة والكتابة".

ويضيف روبيو أن "بيع الكتب في ذلك الوقت كان مقتصراً على المكتبات فقط، فبدأت مشوار نضالي الطويل الذي امتد سنوات بمواجهة السلطات وأصحاب المكتبات من أجل السماح لباعة الصحف ببيع الكتب، وكان أصحاب المكتبات رافضون تماما لذلك، ويرون فينا منافسين لهم في الرزق".

ويتابع "ونتيجة ذلك النضال صرت في ذلك الوقت أول بائع جرائد في المغرب يُصرح له ببيع الكتب، ومرت السنوات وجاء الإنترنت والإعلام الحديث اللذان قتلا القراءة والكتب، وصارت الكتب بدون قارئ".


روبيو بين كتبه (العربي الجديد) 


ويكمل روبيو قائلاً "ساهمت مهنة بيع الكتب في زيادة ثقافتي ومعرفتي بالحياة والعالم، فكنت مواظباً على قراءة الكتب منذ لحظة استلامها أي قبل بيعها، وبفضل هذا المكان المتميز أمام البرلمان بجوار مقهى باليما الذي كنت أسميه جامعة باليما، صار لي مئات الأصدقاء من أدباء وشعراء ومناضلين وسياسيين ومسؤولين".

ويذكر أحد أصدقائه وهو "صديقي الحميم الراحل الشاعر محمد الفيتوري، الذي بدأت علاقتي به أثناء عمله مستشاراً إعلامياً بالسفارة الليبية في الرباط. كان يأتي إليّ ويجلس على هذا المقعد مكاني، ونتناقش بالساعات في أمور شتى، وكنت أذهب إلى بيته في مدينة هرهورة. وهناك أيضاً المفكر والمناضل اليهودي الكبير إدمون عمران المالح، والخبير العالمي المهدي المنجرة، والكاتب العالمي محمد شكري، وغيرهم الكثير من الأصدقاء".




 

المساهمون