اقتراح تسلّح المدنيين لمواجهة الإرهاب يقلق الشرطة البريطانية

اقتراح تسلّح المدنيين لمواجهة الإرهاب يقلق الشرطة البريطانية

13 يونيو 2017
لا تحبّذ الشرطة المساعدة المسلّحة من مدنيين (دايف تومبسون/Getty)
+ الخط -
سبّبت تصريحات مفوّضة شرطة بريطانية في منطقة ديفون وكورنوال بلبلة في أوساط الضبّاط، بعد اقتراحها السماح لأفراد من عامّة الشعب ممن يمتلكون أسلحة مرخصة، بالدفاع عن المناطق الرّيفية ضدّ الهجمات الإرهابية.


وفي هذا الشأن، قالت مفوّضة الشرطة في ديفون وكورنوال، ومفوضة الجريمة، أليسون هرنانديز، أمس الإثنين، إنّها مهتّمة بالتحدّث إلى رئيس الشرطة بخصوص إمكانية الأشخاص العاديين الذين يملكون سلاحاً مرخّصاً، تقديم المساعدة في حالات الهجمات الإرهابية.


وأثارت هذه الأنباء القلق في أوساط قوّات الشرطة، ودفعت أحد كبار الضبّاط إلى إصدار تحذير صارم بعدم السماح للمواطنين بتسليح أنفسهم.


ويشعر بريطانيون بالعجز عن الدفاع عن أنفسهم بعد الاعتداءات الأخيرة في لندن ومانشستر.
لذلك راح كثيرون يفكرون بطرق للنجاة بأرواحهم، فلجأ بعضهم إلى صفوف الدفاع عن النفس، وآخرون تساءلوا عن إمكانية استخدام الأسلحة الناريّة.


وفي هذا الإطار، قالت إحدى المتصلات مع برنامج راديو "بي بي سي"، متوجّهة بسؤال إلى هرنانديز، إنّها كانت تمتلك بندقية وكانت تاجرة سابقة بالأسلحة النارية، وتساءلت ماذا سيحدث إن حاولت هي أو غيرها من حاملي السلاح المرخّص الدفاع عن أنفسهم باستخدام البنادق؟ وماذا ستكون العواقب؟


وما كان من هرنانديز سوى الرد "إنّه سؤال جيد جداً". وفي رد هرنانديز حول ما إذا كانت ستطلب خطياً من رئيس الشرطة في منطقة كورنوال النظر في الموضوع. قالت إنّ "هذا قد يكون جزءاً من طريقة حلّنا قضايانا".





في المقابل، حين سألها مقدّم البرنامج، لورانس ريد، إن كانت تدعو إلى اليقظة، أجابت هرنانديز: "أنا فقط أقول دعونا ننظر رسمياً في ذلك، ونرى ما يمكن أن ينتج عنه من آثار". وتابعت أنّهم يعملون مع شركاء للحفاظ على أمن مجتمعاتهم، وأنّها مهتّمة بأن تبحث هذه القضية مع رئيس الشرطة.


وسأل مقدّم البرنامج المتصلة إن كانت ستشعر بالسعادة إن شاركت بنفسها في مكافحة الإرهابيين، فأجابت: "نعم". لكنّه قال إنّه لا يعتقد أنّ رئيس الشرطة سيرحّب بفكرة الدفاع عن نفسها باستخدام السلاح.


بيد أنّ هرنانديز، والتي بدت متحمّسة للفكرة، أكّدت أن رئيس الشرطة لن يستمتع بسماع ذلك، لكنها أشارت إلى مرور البلاد بأوقات فيها تحدّيات، معربة عن رغبتها في الحصول على جواب رسمي بشأن المسألة.


وجاء الرد الرّسمي على وجه السرعة من نائب رئيس الشرطة، بول نيثرتون، والذي قال: "من الواضح أنّ مكافحة الإرهاب هي التحدي الأكبر في الظروف الحالية، وإنّ استجابة الشرطة تتطلّب قدراً كبيراً من الاحتراف والتدريب، فضلاً عن القدرة على استخدام الأسلحة النارّية".


وأكّد أنّه "في مثل هذه الحوادث سينتشر ضبّاط الشرطة والقوات الخاصة المدرّبة تدريباً عالياً لحماية مجتمعاتنا".


وتابع نيثرتون أنّه لا يريد في ظلّ أي ظرف من الظروف أن يقوم المواطنون العاديون بتسليح أنفسهم، لأنّ الضبّاط الذين سيكونون في مكان الاعتداء سيعجزون عن تمييز المعتدين، ولن يكون لديهم الوقت الكافي للتعرّف عليهم. وكرّر رسالة الشرطة إلى الجمهور بأن على الذين يصادف وجودهم في أماكن اعتداء أو حوادث الركض أو الاختباء أو التبليغ.


ورأى ضباط آخرون أنّهم لا يعتقدون أنّ فكرة تسليح أفراد من عامّة الشعب جيدة. وقال جانيس آدم، من اتحاد الشرطة، إنّ الردّ على مثل هذه الحوادث والتعامل معها يجب أن يترك للضبّاط المتخصّصين في الأسلحة النارّية.