العفو الدولية: 643 مختطفاً من الأنبار في عداد المفقودين​

العفو الدولية: 643 مختطفا من الأنبار في عداد المفقودين​

12 يونيو 2017
أكدت عدة تحقيقات مسؤولية الحشد الشعبي (Getty)
+ الخط -


أكدت منظّمة العفو الدولية، يوم الأحد، اختطاف 643 رجلا وطفلا من الصقلاوية بمحافظة الأنبار خلال معركة الفلوجة على يد مليشيات مسلّحة متنفّذة، معتبرة أنّ المختطفين أصبحوا في عداد المفقودين.

وقالت المنظّمة في بيان لها، إنّ "643 رجلاً وطفلاً، على الأقل، في بلدة الصقلاوية الواقعة في محافظة الأنبار في العراق أصبحوا في عداد المفقودين منذ أكثر من عام، بعدما اختطفوا على أيدي مليشيا مسلحة عراقية".

وأضافت، أنّ "عملية الاختطاف تمّت خلال العمليات العسكرية لاستعادة الفلوجة، والمناطق المحيطة بها من سيطرة داعش"، مبينة أنّ "عوائل هؤلاء المختطفين عاشت في عذاب منذ ذلك الوقت، وهي غير متأكدة فيما إذا كان أحباؤها سالمين أو حتى على قيد الحياة".

وأوضحت أنّه "بناءً على شهادات استقتها منظّمة العفو الدولية من مختطفين سابقين، وشهود وأقارب المختفين قسرياً، فإن آلافا من الرجال، والنساء، والأطفال الذين فروا من منطقة الصقلاوية صباح يوم 3 حزيران (يونيو) 2016 واجهوا أفرادا مسلحين كانوا يحملون رشاشات وبنادق هجومية، وتعرّف الشهود على هويات المسلحين، وقالوا إنهم أعضاء في مليشيات مسلحة عراقية متنفّذة، بناء على الشعارات المثبتة على بدلاتهم العسكرية، والأعلام التي كانوا يرفعونها".

وأضافت، أنّ "المسلّحين عمدوا إلى فصل النساء والأطفال الصغار عن نحو 1300 رجل، والأطفال الأكبر سناً الذين يعتبرون في سن القتال، ثم نَقلوا هؤلاء الرجال والأطفال الأكبر سناً إلى بنايات، ومرائب، ومحال تجارية مهجورة في المنطقة القريبة، وصادروا وثائق هوية المحتجزين، وهواتفهم، وخواتمهم، وباقي المقتنيات الثمينة".

وتابعت "ولاحقاً، عمد هؤلاء المسلحون إلى تقييد أيادي المحتجزين وراء ظهورهم، وفي معظم الحالات استخدموا الأصفاد البلاستيكية، وعند شروق الشمس، وصلت عدة حافلات ثم نقلت قسماً من المحتجزين بمساعدة شاحنة كانت تقف هناك، ولا يزال مصير هؤلاء الرجال والأطفال الذين استقلوا هذه الحافلات مجهولاً".

وأشارت إلى أنّ "الرجال المتبقون نقلوا في مجموعات خلال الليل إلى مكان وصفه الناجون بأنه (البيت الأصفر) حيث تعرّضوا للتعذيب وسوء المعاملة، وحرموا من الطعام، والماء، واستخدام ومرافق الصرف الصحي"، مبينة أنّ "ناجين أكدوا تعرضهم للضرب على كل أنحاء أجسامهم ورؤوسهم باستخدام الأسلاك الكهربائية (الكابلات)، وأنابيب معدنية، ومجارف، وعصي خشبية، كما شاهدوا محتجزين آخرين لقوا حتفهم أمامهم من جراء التعذيب، إضافة إلى مشاهدة آخرين، وقد نُقلوا بعيداً بدون أن يتمكنوا من العودة".

وكانت لجنة تحقيق عراقية كلّفت بمتابعة ملف مختطفي الصقلاوية، كشفت بالأدلة أنّ عملية الاختطاف نفذّتها مليشيا "الحشد الشعبي"، ورفعت تقريرها إلى الحكومة وإلى السلطة القضائية، لكنّ الملف أهمل ولم تحرك وأوقف التحقيق فيه من دون أي مسوّغ قانوني.