رأي بفيديو الطبيب نادر صعب

رأي بفيديو الطبيب نادر صعب

02 يونيو 2017
أثار فيديو صعب الجدل (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -
أثار الفيديو المنشور لطبيب التجميل في لبنان، نادر صعب، بلبلة وصخباً في صفوف الناشطين والناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي. يقوم الطبيب في هذا الفيديو بشرح كيفية تجميل الأرداف لتتماشى مع "مقومّات الجمال" التي وضعها المجتمع، ولتتناسب برأيه مع باقي أجزاء الجسد. يظهر الفيديو بالتفاصيل أجزاء من جسد امرأة ليقوم أثناءها بشرح وتفسير كيفية قيامه بعمليات التجميل، بشكل نظري، على أساسه.

أثار الفيديو حفيظة الملتزمين/ات والمحافظين/ات، لكونه أظهر، بشكل علني جسد المرأة. انطلق هؤلاء من خلفية دينية أو من موقف محافظ تجاه التعري. وبنفس الحدية، أثار الفيديو غضب وسخط بعض الناشطين/ات والنسويين/ات، من منطلق تسليع جسد النساء واستخدامه في إعلانات تجارية ربحية.

ثمة منطلقات يمكن الارتكاز عليها لتشكيل موقف أو رأي نسوي في ما خص هذا الموضوع. هذه المنطلقات هي التي تحدد ما إذا كان هذا الفيديو تسليعياً او منتهكاً لأجساد النساء.

الموافقة – غالباً ما تؤخذ الموافقة كمعيار أساسي لتحديد ما إذا كانت العلاقة قائمة على أساس الاستغلال أو الانتهاك أو التسليع. يجب البحث عما إذا كانت الموافقة مشروطة مثلاً، أو موجودة نتيجة غياب خيارات أخرى. الموافقة التي يجب البناء عليها هي تلك التي تأتي من كامل وعي ومن قرار اتخذ بناءً على وجود عدة معطيات وفرص أخرى. إذا كان الأمر خياراً (بالموافقة) ناتجاً عن قرار واعٍ مرتبط بوجود فرص وخيارات أخرى، حينها فقط يمكن الاعتبار ان الأمر مسألة شخصية، ولا رأي لأي شخص حياله.

ديناميات القوى والإخضاع – هذا المعيار أساسي كونه يحدد أساس العلاقات عموماً وبين النساء والرجال بشكل خاص كونه يرتبط بكثير من الأحيان بقضايا مثل استغلال الامتياز الذكوري أو فرض السطوة البطريركية. غالباً ما تكون ديناميات القوى غير متكافئة بين النساء والرجال في مجتمعنا. في حالة الطبيب، يهمنا فقط ما إذا كان الطبيب (أو من قام بتصوير الفيديو) قد قام باستخدام، أو بإساءة استخدام، موقعه ليفرض سطوة أو ليقوم بإخضاع السيدة للقيام بالأمر. إذا غاب هذا المعيار، فلا داعي للانتفاضة النسوية حينها.

يبقى أن تصوير المرأة، التي ظهرت في الفيديو بشكل يظهر هويتها، هو أمر قد يعكس رضاها الكامل عن الموضوع. أشار البعض إلى أنه كان بالإمكان تغطية وجهها كي لا تعرف للعلن. لكن تغطية وجه المرأة هو تحديداً ما كان سيجعل هذا الفيديو تشييئياً للنساء، كما هي حال دعايات اللانجيري حيث لا تظهر سوى أجزاء من أجساد النساء.

*ناشطة نسوية

المساهمون