نازحون عراقيون في المخيمات: نعيش أقسى الظروف في رمضان

نازحون عراقيون: هذا أقسى رمضان علينا... حرّ وجوع ومصير مجهول

01 يونيو 2017
حرّ وجوع ونقص في المساعدات (العربي الجديد)
+ الخط -



يعيش النازحون العراقيون في المخيمات أقسى أيام رمضان هذا العام: بُعد عن الديار وفقدان الأهل والأقارب، عدا عن الفقر الشديد والجوع والمرض والحرّ والمصير المجهول.

وحلّ رمضان هذا العام في وقت ارتفعت فيه درجات الحرارة إلى مستويات عالية في العديد من المناطق، وخاصة الصحراوية منها التي تعج بمخيمات النزوح شمال ووسط وغرب البلاد، في ظل انتشار الأمراض والفقر، وشحّ المساعدات الإنسانية المقدمة للنازحين.

يقول أبو حازم (57 عاماً)، في مخيم الخازر على مشارف الموصل: "لم يمر علينا شهر رمضان من قبل مثل ما يمر علينا هذا العام، ألم وحزن، وفراق وذلّ المخيمات، وجوع ومرض ومصير مجهول، لا نعرف ماذا ينتظرنا في الفترة المقبلة ومتى نعود إلى ديارنا".

أما أبو علي، فيقول لـ"العربي الجديد": "فقدنا منازلنا وممتلكاتنا، ومدننا دُمّرت وفارقنا أحبتنا وأقاربنا وجيراننا، فنحن نعيش غربة كبيرة في المخيمات فوق مآسي الفقر والمرض والحر، ولكن رغم ذلك نصوم رمضان، وندعو الله أن يفرج عنا هذا الكرب".

ويقضي النازحون في المخيمات نهار رمضان تحت خيام لا تكاد تقيهم حرّ الشمس، يقرأون القرآن ويكافحون للحصول على مياه الوضوء للصلاة، فضلاً عن مياه الشرب للفطور والسحور.




يحيى العبيدي (49 عاماً)، من النازحين في مخيمات الـ18 كيلو، غرب الأنبار، يقول "الحر شديد ورمضان هذا العام يمر علينا في أقسى الظروف منذ زمن طويل بعيداً عن ديارنا وأهلنا. نفتقد لكل شيء، لمظاهر رمضان التي اعتدناها في مدننا، ولصلاة التراويح ولاجتماع الأسرة بكاملها على مائدة الإفطار البسيطة".

ويتابع "نكافح كثيراً للحصول على مياه للشرب والوضوء لأجل الصلاة في نهار رمضان وليله، فضلاً عن الغذاء القليل، الذي لولا المنظمات الإنسانية لما وصلنا منه شيء، أما ليل رمضان فنقضيه بصلاة الجماعة في المخيم، ثم بعض جلسات السمر التي لا تخلو من الحزن نستذكر فيها رمضان في مدننا المنكوبة".

رمضان بطعم الغربة والحزن والجوع (العربي الجديد)


الشباب من جانبهم وصفوا ما يمرون به في مخيمات النزوح خلال رمضان، بأنه الشهر الأقسى بين الشهور التي مرت عليهم في السنوات الماضية وهم يحملون آلامهم وأحزانهم التي رسمت ملامحها على وجوههم الشاحبة بسبب الجوع والحر.

يحكي فاضل علي (31 عاماً)، ما يعيشونه في رمضان هذا العام بمخيمات النزوح: "الحزن يلفّ كل شيء في ليلنا ونهارنا، رغم أن رمضان له نكهة خاصة لكننا فقدناها وفقدنا معها ذوينا وأحبابنا وأصدقاءنا الذين أكلتهم الحرب".

ويضيف لـ"العربي الجديد"، بنبرة حزينة: "نحاول هنا في المخيمات أن نعوض شيئاً مما خسرناه رغم قسوة الظروف المعيشية، فكل شيء هنا على البساطة، من مائدة الإفطار التي لم تعد تضم ألوان الطعام كالسابق، إلى ذوينا الذين فقدناهم، فلا تكاد توجد أسرة في المخيم إلا وفقدت أحداً من أفرادها بسبب الحرب".

ولا يختلف حال النساء في المخيمات في رمضان عن الرجال والشباب، فهن يكافحن لإعداد ما تيسر من الطعام البسيط للإفطار رغم شحّ الغذاء، فهن يعتمدن على ما يقدمه الميسورون من تبرعات تصل عبر المنظمات الإنسانية.

تقول أم صلاح، إحدى النازحات في مخيم عامرية الفلوجة: "رمضان هذا العام يمر علينا ونحن نعيش أقسى الفترات منذ زمن طويل، فكل شيء يلفه الحزن والجوع والمرض والحر، إنه فقر شديد ومخيمات لا تكاد تقي الصغار من أشعة الشمس المحرقة".

وتضيف "تصلنا بعض المساعدات الغذائية، التي توفر لنا شيئاً من طعام الأسرة وأحياناً لا تكفي أبداً، ولكن كلما اقترب موعد الإفطار، تذكرت ولدي الذي فقدته في حرب الفلوجة، ليتحول الإفطار إلى مائدة من الحزن والبكاء".

أما الأطفال في المخيمات فهم في حالة مأساوية، فلا يجد الناظر إليهم سوى وجوه شاحبة وملابس رثة وعيون جاحظة، رسم المرض والجوع والخوف ملامحه عليها. فهم لا يجدون مكاناً للعب ولا ما يكفي من الطعام، فضلاً عن العناية الطبية الشحيحة، ما سبب انتشار الأمراض بينهم بشكل ملفت.

 

دلالات