الأمم المتحدة: 7 ملايين طفل سوري تحت خط الفقر

الأمم المتحدة: 7 ملايين طفل سوري تحت خط الفقر

31 مايو 2017
ناقش مندوبو الدول الدائمة أسباب تردي الأوضاع الإنسانية بسورية(الأناضول)
+ الخط -

أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، أن "النزاع في سورية لا يزال يفكك الأسر ويشتتها، بالرغم من وجود أنباء تؤكد انخفاض العنف في بعض المناطق"، مشيراً إلى"وجود حوالى سبعة ملايين طفل سوري يعيشون تحت خط الفقر".


وجاءت تصريحات أوبراين خلال جلسة شهدها مجلس الأمن الدولي ليل أمس، الثلاثاء، في نيويورك، لنقاش الوضع الإنساني في سورية، وتنفيذ قراراته السابقة حول إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.
 

وتحدث أوبراين عن "معاناة الأطفال من التعذيب والاعتداءات الجنسية والقتل، ناهيك عن حرمانهم من التعليم". وأشار إلى "وجود حوالى سبعة ملايين طفل سوري يعيشون تحت خط الفقر". وأكد أن "ربع المدرسين في سورية لا يمارسون مهنتهم". وحول ملايين السوريين  الذين اضطروا للنزوح خارج بلادهم، قال أوبراين إن "أغلب أطفال سورية اللاجئين خارجها يعيشون تحت المساعدات التي تقدمها كل من لبنان وتركيا والأردن ومصر". وتساءل "أي مستقبل يواجه بلداً كسورية عندما يكون أطفاله يتامى وأميين وجائعين؟ وأي مستقبل ينتظر سورية عندما يكون مستقبله أطفالاً ضائعين؟". 

وفي الحديث عن مذكرة الاتفاق التي تمخضت عن محادثات أستانة بين إيران وروسيا وتركيا حول مناطق تخفيف التصعيد الأربع، قال أوبراين إن "الاتفاق  يجب أن ينجح  وألا يلقى مصير غيره من الاتفاقيات التي تم خرقها في الماضي". وتحدث عن "ضرورة أن يتذكر المجتمع الدولي أن ملايين السوريين ما زالوا يعانون من العنف، ويعيشون تحت وطأة استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين في الكثير من المناطق المحاصرة". 

وناشد أوبراين بضرورة "معاقبة الجهات المختلفة التي استخدمت التجويع والقصف والحصار كسلاح لإجبار السوريين إما على الرحيل أو مواجهة الموت". وأكد أن "بعض المناطق داخل سورية قد تخطت قدرتها على احتواء السوريين النازحين داخليا، كإدلب التي وصل عدد النازحين الداخليين إليها إلى حوالى 900 ألف نازح سوري". وانتقد أوبراين "القيود التي تفرضها جميع الجهات على المنظمات المدنية والإنسانية ومنعها من إدخال المساعدات اللازمة".  

ومن جهة أخرى أكد  أوبراين أن "النظام السوري ما زال يضع القيود على قوافل المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة في الكثير من المناطق، على الرغم من حصول قوافل المساعدات على التراخيص المطلوبة من قبل الحكومة السورية".

وأشار إلى "منع النظام دخول المساعدات الطبية الأساسية للأطفال والنساء وإخلاءها من قوافل المساعدات الطبية، ناهيك عن استهداف المستشفيات والعيادات الطبية". ووصف أوبراين تلك العقبات كسياسة مقصودة من قبل النظام السوري وكأداة وسلاح حرب. وأكد أن "ذلك يعد خرقا للقانون الإنساني والدولي". ونوه المبعوث الدولي إلى أن "طلب الحصول على دخول قوافل المساعدات الإنسانية والطبية غير المشروط هو أساس وحق  للمدنيين في سورية". 

ومن جهته، قال السفير البريطاني بمجلس الأمن، ماثيو ريكروفت، إن "بلاده تدعم أي مجهودات تسمح بتقدم المحادثات من أجل حل الأزمة الإنسانية في سورية". وأضاف أن "المحادثات التي يقودها ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسورية، لا تتقدم بالشكل المطلوب، ولكن من المفضل أن تكون هناك محادثات حتى ولو بطيئة على أن يتم نسفها بشكل تام". وتحدث السفير البريطاني عن ضربات خان شيخون وعن ضرورة التحقيق بالموضوع.

وانتقد خطة أستانة وقال إنها "لم تنجز الكثير لمساعدة الشعب السوري، بل إنها جاءت لمساعدة النظام السوري". وأشار في هذا السياق إلى أن "خفض العنف في بعض المناطق في سورية يصبح ممكنا عندما يكون هذا في مصلحة النظام". 

ومن جهتها، قالت المندوبة الفرنسية بمجلس الأمن، آن جوجون، إن "بلادها تشعر بالقلق الشديد إزاء التطورات في سورية ولأسباب عديدة". وأشارت السفيرة الفرنسية إلى "خرق حظر استخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون من قبل النظام السوري". كما أن "الحوادث في مناطق عدة تشير إلى هشاشة عملية وقف إطلاق النار". وطالبت بوقف كامل للأعمال القتالية.

وعن الأوضاع الإنسانية قالت جوجون إنها "بعيدة عن أي تحسن وطالبت برفع الحصار عن العديد من المناطق المحاصرة من قبل النظام والمعارضة". وانتقدت اتفاقات إجلاء السكان قائلة إنها "تُفرض على المدنيين". ثم أشارت إلى أوضاع المعتقلين في سجون النظام وتحدثت عن وجود حوالى نصف مليون سوري في سجون النظام السوري، ناهيك عن الإعدامات وعمليات القتل التي يرتكبها النظام بحق السوريين. وتحدثت السفيرة الفرنسية عن ضرورة إحالة كل تلك القضايا للمحكمة الجنائية الدولية. 

من جهتها تحدثت السفيرة الأميركية لمجلس الأمن، نيكي هالي، عن زيارتها الأخيرة للأردن ومخيمات اللاجئين السوريين هناك. وأشارت إلى أن أغلب من تحدثت إليهم عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى بلادهم. ثم أضافت إن "النظام السوري يعتقل مئات الآلاف من مواطنيه ويقوم بتعذيبهم. وقام النظام السوري ببناء محرقة داخل السجون للتخلص من جثث الضحايا". ووصفت النظام بأنه "وحشي". 

أما المندوب الروسي لمجلس الأمن، فلاديمير سافرونكوف، فقال ردا على سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا إن "عملية أستانة لها الكثير من الجوانب الإيجابية وأدين القصف الذي استهدف سفارة الاتحاد الروسي بدمشق مؤخرا، وتم من منطقة تسيطر عليها منظمات إرهابية، وندعو الدول الغربية إلى إدانتها". ثم أشار إلى "ضرورة الحديث عن إعادة الإعمار في سورية وانتقد التركيز في الحديث عن المساعدات الإنسانية، على المناطق المحاصرة"، وقال إن "أغلبية الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية وإزالة الألغام يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية". واتهم الدول الغربية بالكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بدول أخرى، غير سورية، كالعراق. ثم قال إن الدول الغربية توجه الاتهامات لروسيا بشكل غير مقبول