ضغوط نفسية واقتصادية لعائلات سورية جراء امتحانات الشهادات

عائلات سورية تعاني من ضغوط نفسية واقتصادية جراء امتحانات الشهادات

23 مايو 2017
تحدد الامتحانات مصير الطلاب (لؤي بشارة/Getty)
+ الخط -
تعيش الأسر السورية التي لديها أبناء في سنّ التقدم لامتحان الشهادتين الأساسية والثانوية هذه الأيام، أجواء يسودها الاستنفار والتوتر، فمستقبل الأبناء سيتحدد بما سيحصلونه من درجات، ولهذا تتجند العائلات لمتابعة أبنائها وتنقطع بشكل شبه نهائي الزيارات العائلية والنزهات وغيرها من النشاطات، وهناك عائلات تلغي استخدام التلفاز وأجهزة الكمبيوتر، وتوقف جميع النشاطات المتعلقة بمواهب الأبناء إن وجدت مثل العزف أو الرسم وغيرها من الأمور، وتتكثف جلسات الدروس الخصوصية في المنازل والمراكز التعليمية.

وقال أبو فراس، وهو موظف في الخمسينيات من العمر، في حديث مع "العربي الجديد"، "لدي هذا العام شهادتان في البيت، ابنتي ستتقدم للشهادة الثانوية، وابني للأساسية، وهذا جعلني وزوجتي نستنفر منذ بداية الشهر الرابع تقريبا، إضافة إلى تدريسنا لهما يومياُ، الأمر الذي قطعنا عن أقربائنا وأصدقائنا، فقد أبلغناهم أننا نعتذر عن استقبال أو زيارة أي أحد إلى أن تنتهي الامتحانات، نضطر إلى جلب مدرسين خصوصيين لبعض المواد، فالمناهج تغيرت كثيرا عما كانت عليه حين كنا طلابا".

وأضاف "أجواء الاستنفار ليست غريبة علينا، فقد عشناها عندما كنا طلابا مع عائلاتنا، لكون مصير 12 عاما من الدراسة يتوقف على امتحان الشهادة الثانوية، الذي يحدد ما سيكون عليه الشخص في المستقبل، وكذلك شهادة التعليم الأساسي، فإما أن يتابع الطالب في الثانوية باختصاص علمي أو أدبي وإما أن يذهب إلى أحد الاختصاصات المهنية، وهذه إلى اليوم لم تصل إلى المستوى المطلوب، وكثير ممن يلتحقون بإحداها يكون مصيرهم الفشل، وإن أكملوا فهي لا تؤهل لسوق العمل كما يجب"، لافتا إلى أن "الدراسة اليوم وبسبب سوء المؤسسة التعليمية تدفعنا للدروس الخصوصية الباهظة التكاليف، فأنا مثلا مع نهاية الامتحانات سيصل مجموع ما دفعته لابنتي وابني إلى قرابة المليون ليرة سورية، أكثر من نصفها ديون يترتب سدادها".




من جانبها قالت الطالبة سارة لـ "العربي الجديد"، إنها تستعد للتقدم لامتحان الشهادة الثانوية في إحدى ضواحي دمشق، "لا يمكن أن أصف لكم مدى التوتر والضغط النفسي الذي أعاني منه، في كثير من الأحيان، أجد دموعي على وجهي ولا أستطيع التوقف عن البكاء".

ولفتت إلى أن "وضع مدرستها لم يكن جيدا بسبب عدد الطلاب الكبير في الشعبة الواحدة، والذي زاد عن 45 طالبة، إضافة إلى تبدل العديد من المدرسين والمدرسات خلال العام، الأمر الذي أجبرني على الاعتماد على الدروس الخصوصية والملخصات، وأنا أعلم أن الوضع الاقتصادي لعائلتي ليس جيدا، الأمر الذي يشعرني بضغط أكبر".

ويتقدم طلاب سوريون إلى امتحانات نهاية العام الدراسي، في ظل السنة السابعة من صراع دموي، أرخى بظلاله على الغالبية العظمى من الأسر، في حين يحرم ملايين الطلاب من متابعة دراستهم، جراء الحصار أو النزوح أو إقامتهم في ظل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

يشار إلى أن امتحانات شهادة التعليم الأساسي بدأت في منتصف الشهر الجاري على أن تنتهي في الـ28 منه، في حين تبدأ الامتحانات الثانوية في الـ30 من الشهر الحالي، أما في المناطق المسيطر عليها من قبل المعارضة، التي يمكن إجراء امتحانات بها فستبدأ يوم الأربعاء المقبل.